الدكتور محمد الجيار يكتب : إغضب .. ولكن بهدوء !

لا نستطيع أن نطلق على الغضب إنه خطأ،لأن الغضب برؤيته المتفائله قد أسس أعظم ما فى العالم من أدب وفن، فالإنفعال يجسم الجمال ، ويبرز المعانى ، ويبث الأمل فى وسط الحزن والبؤس البشرى، وهو يساعد أيضا على تغيير سياسة الدول بواسطة منح القدر الكافى للأفراد لكى يعترضوا على الأوضاع السيئة ، والحقيقة أن الكثير من التغيرات الأجتماعية الإيجابيةالتى حدثت فى هذا العالم قد تم الوصول إليها بسواعد أفراد غاضبين لأنهم أدركوا سوء الأوضاع ، أو شعروا بحقيقة ألم من أضرتهم تلك الأوضاع.
وبالمقارنة بما يحدث لنا إذا فشلنا فى عرض غضبنا من سوء أوضاع المجتمع ،لن نقوم ببذل أى جهد يؤثر على إتجاهات المجتمع نحو الإصلاح ، وطبيا أننا عندما نعانى من غضب مزمن ولا نعبر عن مشاعرنا السلبية فإننا نخاطر بعمل مشاكل صحية خطرة على أنفسنا وخاصة إذا كبتنا هذا الغضب ولم نعبر عنه.
ولكن يجب ألا يكون الغضب بشكل صاخب يؤذى الآخرين أو يضرهم بإهانتنا لهم ،وإلا فإننا بذلك نضر بالجو الإجتماعى السليم ، ولا ينبغى أن تؤدى حدة المواقف إلى حدوث ردود أفعال عنيفة يكون لها نتائج مدمرة ، لذا يجب علينا إذا ما شعرنا بالرغبة بالتصرف بعنف ونحن غاضبين أن نمتلك زمام أمورنا حتى تهدأ أنفسنا ، ويكون إعتراضنا بشكل راقى وحضارى فى التعبير عن غضبنا .
وبينما قد يصيبنا الفزع من الغضب بوجه عام بسبب حدته ورعونته أحيانا إلا أن المهم أن نعترف أن الغضب ليس فقط شعور طبيعى وعالمى وإنما يكون مفيدا فى الغالب – إذا بعدنا عن العنف – فالكل يستطيع أن يرى أن الغضب بهذه الصورة ينجم عنه إصلاح وإعادة تشكيل علاقتنا .
وفى تاريخ الديانات كلها نعلم أن الله يغضب عندما يقع أى شكل من أشكال الإساءة للإنسان.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.