خالد إمام يكتب : لا حديث تركيا يخدعنا ولا تصريحات اثيوبيا تكسرنا !

يخطىء من يظن ان مايقوله المتحدث باسم الرئاسة التركية من ان بلاده ليس لديها نية أو رغبة فى مواجهة مع مصر أو مع فرنسا على الأراضى الليبية يمكن ان يخدعنا .. كما يخطىء خطأ جسيماً من يعتقد ان اثيوبيا انتصرت علينا وكسرتنا بتصريحاتها فى موضوع السد وان ظهورنا اصبحت للحائط وانها وضعتنا امام الأمر الواقع ولن نستطيع ان نفعل شيئاً ..!!
لا هذا صحيح .. ولا ذاك وارد بالمرة .. والأسباب كثيرة :
× بالنسبة لتركيا .. فانها تناقض نفسها بشكل مفضوح .. اذ كيف لا ترغب فى مواجهة مع مصر بالذات وليس لديها خطط أو رغبة فى ذلك وفى نفس الوقت تقيم جسراً جوياً تنقل من خلاله الميليشيات والمرتزقة الى ليبيا .. ايه بتفسحهم ؟؟.. المتحدث الرسمى التركى لم يقل هذا الهراء وبأوامر من اردوغان الا بعد تصريحات الرئيس السيسى التصاعدية النارية من ان سرت والجفرة خط احمر وامن قومى مصرى واعقبتها زيارة زعماء وشيوخ القبائل الليبية ( مليون ليبى مستعدون للحرب ) وطلبهم من تحت قبة البرلمان المصرى تدخل الجيش المصرى وبعدها صدر قرار البرلمان الذى يتيح للقيادة السياسية التدخل عسكريا ونقل قوات الى ليبيا دفاعاً عن امننا القومى .. وهكذا كشرت القاهرة عن انيابها ( واذا رأيت نيوب الأُسد بارزة فلا تظنن ان الليث يبتسم ) .. ايضاً كيف لا تريد المواجهة يااردوغان ومجرد وجود قوات لك فوق الأراضى الليبية هو فى حد ذاته بمثابة تحضير للمواجهة ؟؟.. لا تحلم بأن فى امكانك ( استرداد مصر ) عن طريق ليبيا .. مصر ليست من املاك اجدادك المستعمرين النازيين .. مصر( كنانة الله فى ارضه ) وعصر المعجزات قد انتهى ولن يعود .
× وبالنسبة لأثيوبيا .. اؤكد للكافة انها لم ولن تنتصر علينا ابداً ، ونحن لم ولن ننهزم أو ننكسر منها ابداً كما يظن المصابون بقصر النظر والمغرضون .. خيوط اللعبة كلها فى ايدينا نحن ونستطيع بين لحظة واخرى قلب الطاولة على آبى احمد ومن يستقوى بهم من قوى اقليمية أودولية .
فى رأيى – وهو الحقيقة – اننا تعاملنا مع ملف السد الأثيوبى بمنتهى الحرفية .. كيف ..؟؟ :
1 – استغلت اثيوبيا احداث 2011 وبدأت بناء سدها فى الوقت الذى كانت فيه المنطقة كلها بما فيها مصر فى حالة فوضى عارمة وضعف حقيقى .. ومن هنا فليسأل المتشككون انفسهم : لماذا تم تنويع مصادر السلاح والحرص على شراء احدث الأسلحة التى صدعنا هذا البعض بجدواها واسباب شرائها ..؟؟
2 – عندما وقفنا على ارجلنا .. بدأنا نتفاوض مع اديس ابابا وتم توقيع اعلان المبادىء فى 23 مارس 2015 وهو اتفاق ملزم للدول الثلاث مصر والسودان واثيوبيا .. ارجعوا الى بنوده العشرة لتعلموا .
3 – بتحريض من الدول الكارهة لنا .. اخذت اثيوبيا تماطل وتسوف ونحن نُشهد العالم كله عليها من اوروبا الى امريكا .. الا ان اديس ابابا تخلفت عن جلسة التوقيع فى واشنطن وهذا فى حد ذاته دليل ادانة ضدها .
4 – اوصلنا القضية الى مجلس الأمن الذى احالها الى الاتحاد الأفريقى .. وتم التنبيه اكثر من مرة الى عدم الملء الا باتفاق قانونى ملزم للكافة .. الا ان اديس ابابا لم تلتزم بذلك وملأت الملأة الأولى لتخرج بعدها بتصريحات تدينها بأن النيل اصبح ملكهم وان مياهه ستكون لمن يدفع ومن لا يدفع ( يشرب من البحر ) بالمخالفة لقانون الأنهار المتشاطئة .
لا يا (آبى احمد ) ، لا يااردوغان .. لا ياتميم .. لا ياكل العصابة .. مصر لن ( تعطش ) ابداً ولن تشرب الا من النيل كما اعتادت منذ آلاف السنين من قبل ان يكون هناك بلد اسمه اثيوبيا أو الحبشة او اى اسم كان .. لن تشرب الا من النيل وغصب عنكم جميعاً .. القانون الدولى معنا ، والقوة ايضاً ، والعالم كله شاهد على تعاملنا ( النظيف ) وتعاملكم ( القذر ) ، والمباراة لم تنته بعد .
من هنا قلت فى بداية المقال اننا لن ننخدع بكلام تركيا ولن تكسرنا تصريحات اثيوبيا عن موضوع السد .. والأيام بيننا .
Khaledemam6@hotmail.com
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.