الدكتور محمد الجيار يكتب : كيف نتغلب علي الأحزان ؟

من وسائل مقاومة الأحزان عند بعض علماء النفس أن يدير المرء حوارا منطقيا عاقلا مع نفسه ، يحاول خلاله إقناعها بأن الموقف الصعب الذى تواجهه الآن سوف ينتهى بشكل أو بآخر مهما طال، ومهما كان قاسيا ،وبأنه بعد فترة طالت أم قصرت مجرد ذكرى غير سعيدة تنضم إلى باقى الذكريات ،وأنه من الصعب دائما أن تخلو أى حياة من مكدرات ،ولابد من قبول بعض جوانبها مؤقتا إلى أن تنتصر داخلنا إرادة الحياة ،وتهزم الهموم والمخاوف ،مع ضرورة أن نتذكر دائما أن الخوف أسوأ مما نخاف منه، وأكثر تدميرا لحياتنا وسعادتنا
فإذا كنا قد خسرنا فى معركة الحياة بعض الخسائر ،فليس من العدل مع أنفسنا أن نضاعف خسائرنا بأن نحزن حتى المرض على ماخسرنا ، والحياة دائما هزائم وإنتصارات، وأوقات سعيدة وأوقات تعيسه، وكما تقبلنا سعادتنا بإبتهاج ، علينا أن نتقبل ايضا أوقات الشقاء بصبر وثبات وأمل لا يغيب فى رحمة الله.
وفى حياة كل منا لحظات ومواقف بكينا أمامها ،ثم لم نلبث أن تكشفت لنا نتائجها الخيرة بعد حين ،فسعدنا بها، وتعجبنا من أنفسنا حين ضقنا بمقدماتها غير المريحه، ولم يكن هذا إلا تدبير إلهى ،والذى قد يأتينا أحيانا بما نكره يحقق لنا فيما بعد أجمل ما نحب ..
نعم الله يعلم ونحن لا نعلم ولا نتعلم ، ولا نصبر على ما يصيبنا ، ولا نرضى بما فى أيدينا ، ونثبت أنظارنا غالبا على مافقدنا ، وما لم ننله بعد ، ونشكو بغير داء ، ثم نتحسر على أيامنا اللاهية الخالية والتى أفسدناها بالأنين حين تمنحنا الحياة آلامها الحقيقية، ونعرف بعد فوات الأوان أننا كنا سعداء ،حين ضاقت صدورنا بالتوافه فنتحسر على ما فات ، ونبدأ بالسؤال كيف ننسى الأحزان ؟
وينصحنا الخبراء بتقبل ما لا نملك تغييره ،وأن نتقبل ما حدث فى الماضى ،سواء ما تعلق بأخطائنا نحن ، أو أخطاء الآخرين فى حقنا ،وأن نتعايش مع أراء الآخرين فينا وإن آلمتنا ، وأن نتقبل خصائصنا الجسمية والنفسية والتى ورثناها ولا نملك من أمرها شيئا ، وأن نتقبل حتميات المجتمع من حولنا وقوانينه ، وحتميات كل مرحلة من مراحل العمر ، وأن نتقبل الآلام المفاچئة لأنها الجانب الآخر من الحياة الذى لا مفر منه ولا مهرب ، وأن نستعين على كل ذلك بالصبر والإيمان والعمل والحب والصداقة والتفائل الأبدى .
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.