الدكتور محمد الجيار يكتب : اللحظات الأخيرة

فى هذه الفترة التى نحياها والتى ربما سنسميها فترة الكورونا .. ما الذى سيفكر فيه من يصاب بها وخاصه اذا كان من كبار السن ويعانى من أمراض مزمنة ؟
طبيعى أن يفكر أنها ستكون اللحظات الأخيرة فى حياته ،وللأسف أنه سيكون وحيدا بل ،ومنعزلا عن الناس، وسينتظر الموت بين لحظة وأخرى، وهناك من الناس من يحب أن يموت واقفا، وأن لا يرى نظرات إشفاق أو عطف فى عيون الآخرين، وهناك من يصيبه الهلع ويرفض أن يموت، رغم علمه بعجزه أن يغير القدر، وهناك من بلغ به اليأس لدرجة أنه يستعجل الموت هربا من تلك الحياة التى هى عنده غاية فى الملل والسخف ولقى فيها من التعاسه ما فاق طاقته وضعفت طاقته فى مقاومة الغدر والكره والعذاب الذى ملأ حياته ،رغم أنه يعلم أنه ذاهب للمجهول ،وهناك من يتقبل الأمر برضا وإقتناع أنه قدره الذى إختاره له المولى عز وجل وأنه سيذهب إلى رب رحيم ،رحمته تسبق عدله و……

هناك أفكار كثيرة فى اللحظات الأخيرة ،وشريط أحداث بما مر من العمر ، وذكريات ذهبت من الخاطر وذكريات مازالت تعيش فى الوجدان ، ورضا عن مواقف وإختيارات ،وسخط على مواقف وإختيارات !

لكن أصعب مافى اللحظات الأخيرة هو الإنتظار …إنتظار الموت والذى فيه راحه للبعض وعذاب للبعض الآخر …، وإنتظار للشفاء أو للعودة للحياة ،وربما يتمناه البعض ولا يتمناه البعض الآخر .

أسأل الله لكل من أصابتهم الكورونا وبالذات كبار السن أن يبلغهم الله أجمل ما فى أقدارهم .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.