خالد امام يكتب : اوقفوا تجول ( كورونا ) .. و( ادخلوا مساكنكم )

دعونا ننحى جانباً مااذا كان فيروس كورونا ( مؤامرة ) أم هو وباء ليس من صنع البشر .. الواقع يقول ان الفيروس موجود وينتشر فى العالم كله اسرع من الصوت لتزداد اعداد المصابين والمتوفين فى كل لحظة .. حيث بلغ عدد الاصابات 300 الف والوفيات 12 الفاً حتى الآن .
احقاقاً للحق .. فقد سبقنا العالم كله بخطوات واتخذت الحكومة بتكليف واضح ومتابعة دقيقة من الرئيس السيسى عدة اجراءات احترازية تصاعدية منذ اللحظة الأولى التى تم فيها الكشف عن مصابين فى بؤرة الوباء بالصين والكل يعلمها جيداً ويحفظها عن ظهر قلب واهمها تعليق الدراسة فى المدارس والجامعات واغلاق السنترات ووقف النشاط الرياضى واغلاق الأندية ومراكز الشباب من 7 مساء الى 6 صباحاً  وغلق المطاعم والمقاهى والكافيتريات والكافيهات والكازينوهات والملاهى والمولات فى نفس المدة الزمنية فيما عدا المخابز ومحال البقالة والسوبر ماركت والصيدليات واغلاق دور المناسبات امام الأفراح والعزاءات ومنع الاحتفالات الشعبية والموالد واغلاق سوق الجمعة وسوق السيارات وتخفيف اعداد العاملين فى المصالح والأجهزة الحكومية .. باختصار شديد منع التجمعات الكبيرة .
 الاجراءات الاحترازية تمت وعدد الاصابات قليل .. اليوم بلغ العدد 294 اصابة والوفيات 10 .. والبعض مازال لم يأخذ الموضوع مأخذ الجد ويعتبره ( هزار ) فالشوارع مكتظة بالناس لا ادرى لماذا .. والمقاهى والكافيتريات والكافيهات ممتلئة طوال اليوم ولا ادرى كيف .. حتى ان هناك فيديو يكشف عن كارثة ارتكبها صاحب مقهى ادخل الزبائن واغلق الباب عليهم ..!! أهو جهل أم استعباط ؟؟.. ناهيك عن ( الهرايين ) وشائعاتهم الفارغة وبعض التجار واصحاب الصيدليات الذين رفعوا اسعار المطهرات والأدوية .. وكذلك التكالب على سلاسل المحلات الكبرى لجمع السلع الغذائية وكأننا نواجه ( مجاعة ) وليس وباء خطيراً ..!!!
ان دول العالم الكبرى والمتقدمة تواجه كارثة ساحقة ماحقة لأنها لم تتخذ الاجراءات الاحترازية اللازمة .. شعوبها استهترت وعاشت حياتها العادية .. جزء كبير من شعب ايطاليا مثلاً ظن انه بمنأى عن الوباء فكان نصيبه حتى اليوم 47021 اصابة و4825 وفاة وايران هى الأخرى اقامت احتفالاً دينياً فى مدينة ( قم ) حضره مئات الآلاف فكان نصيبها 20610 اصابات و1556 وفاة .. نفس الشىء بالنسبة لأسبانيا والمانيا وفرنسا وباقى الدول حتى ان ترامب اعلن الطوارىء الوطنية وان نيويورك منطقة كوارث بعد ان وصل عدد الاصابات فى امريكا 20 الفاً والوفيات 379 وان هناك 70 مليوناً تحت العزل فى 3 ولايات كبرى هى نيويورك والينوى وكاليفورنيا .
اين نحن اليوم من هؤلاء ؟؟.. ان الخطوات التى سبقنا بها العالم علينا ان نحافظ عليها حتى لا نندم .. يجب ان نستفيد من التجربة الصينية .. الصين التى كانت منبع الوباء ووصل فيها الضحايا الى 3255 وفاة لم تسجل على مدى 3 ايام اية حالة وفاة لأنهم شعب منضبط جداً .. الآن ونتيجة لانفلات البعض واستهتاره تم تصعيد الاجراءات الاحترازية باغلاق الجامع الأزهر الشريف لأول مرة منذ انشائه عام 972 م اى قبل 1048  عاماً وكذلك كل المساجد لمدة اسبوعين وتعطيل صلاة الجمعة والجماعة فيها والهدف هو( حفظ النفس البشرية التى هى اعظم مقاصد الشريعة ) .. كما تم ادخال تغيير فى الأذان بعبارة ( ألا صلوا فى بيوتكم .. ألا صلوا فى رحالكم ) بدلاً من ( حى على الصلاة …..) الى آخر الأذان المعروف .
 انها ليست بدعة .. فالسعودية ( مهبط الوحى ) اغلقت الحرمين الشريفين ومنعت صلاة الجمعة والجماعة واوقفت العمرة ، وايران منعت ايضاً صلاة الجمعة والجماعة .. والكثير منا مازال يمارس نفس العادات السيئة المتوارثة ابتداء من الزحام الى الأحضان والقبلات ..!!
هذا لا يجوز ياسادة .. اوقفوا تجول فيروس كورونا المصاحب لهذه العادات واقصروا الخروج من البيوت على الضرورات فقط حتى تنقشع الغمة .. الا تتدبرون القرآن الكريم عندما قال فى الآية 18 من سورة النمل على لسان نملة خوفاً من جيش سيدنا سليمان : ( حتى اذا اتوا على وادى النمل قالت نملة يأيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون ) .. تعلموا من النمل قبل ان يفترسنا كورونا وتضطر الدولة حينها الى اعلان حظر التجول – والذى  يتم بحثه فعلاً الآن فى البرلمان – لاجباركم على ان تقبعوا فى بيوتكم حفاظاً على الشعب وكيان الدولة .. وهذه ايضاً لن تكون بدعة فهناك دول اعلنته بالفعل ومنها العراق والأردن وموريتانيا .. ساعدوا انفسكم والدولة .. كان الله فى عونها .. فقد تعاملت بمنتهى الحرفية مع كارثتين ثقيلتين فى اسبوع واحد .. عاصفة التنين وكورونا .
حفظ الله مصر .. تحيا مصر .
Khaledemam6@hotmail.com
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.