ثقافة الاعتذار

كل أسبوع ..بقلم : إبراهيم نصر

كل أسبوع ..بقلم : إبراهيم نصر

إذا أراد الله نشر فضيلة .. طويت أتاح لها لسان حسود

لولا اشتعال النار فيما جاورت ..

ما كان يعرف طيب عرف العود.

تذكرت هذين البيتين حين وجدت الضجة على مواقع التواصل الاجتماعى دفاعا عن فضيلة مولانا الشيخ محمد متولى الشعراوى، ردا على سيدة اعتبرتها مراهقة فكريا، فضلا عن اعتقادى أنها تعانى من أمية دينية صارخة، أو تسعى للشهرة على حساب هجومها على قامة وقيمة مثل فضيلة الإمام.

فى الوقت نفسه ما كنت أود أن ينفعل محبو الشيخ هذا الانفعال وإعطاء الأمر أكبر من حجمه، لأن ردودهم وانفعالاتهم كان لها الفضل الأول والأخير فى انتشار مقولة هذه السيدة عن الإمام الشعراوى، وما كنت أود أن محبى فضيلة الشيخ تصدر عنهم بعض الشتائم والعبارات النابية، لمجرد خطأ وقعت فيه إعلامية مغمورة تقدم برنامجا تليفزيونيا مع والدها الممثل المشهور.

والحقيقة أنا لست ممن يحبون التفتيش فى النوايا، وأظنها صادقة فيما قالته عن نفسها بأنها كانت تبحث عن عالم متمكن لا يخلط السياسة بالدين، ولا يقول كلاما فوق طاقة إدراكها.

الاعتذار

وحين وجدت الإعلامية هذه الهجمة الشرسة عليها وعلى والدها، بادرت بالاعتذار عما بدر منها من حديث مسيئ عن الشيخ الشعراوي، وقالت عبر حسابها على موقع فيس بوك: “حصل بيني وبين شخص حوار أسأت فيه التعبير عن اللي عايزة أقوله وحساه، اتفهم كلامي على أني انتقد فضيلة الشيخ متولي الشعراوي، أنا بتكلم من غير ما بحسب كلامي وأنا مقصدش بأي حال من الأحوال إني أغلط أو يوصل كلامي بشكل غلط كده، أنا مش بقيم فضيلة الإمام، أنا عمومًا عمري ما أحب أغلط في حد”.

وتابعت: “أنا بعتذر جدا جدا عشان لم أستطع أن أحسن التعبير واختيار الكلمات الصحيحة وده يمكن عشان لسه بتعلم، وده عن عدم إدراك أنا لسه بتكلم على طبيعتي زي أول يوم قررت إني أظهر على السوشيل ميديا، بس دلوقتي لازم آخد بالي من كل كلمة بقولها عشان كل حاجة بتتحسب عليا وده جديد عليا”.

أضافت: “كل ما في الموضوع إني كنت بدور عن مرجع ديني ودروس دينية عشان أفهم بشكل مبسط وعشان أفهمه كنت محتاجة حاجة تناسب استيعابي، والشيخ الشعراوي أعمق من قدراتي لأني في حاجات فعلاً مفهمتهاش، وأنا مبتدئة بحاول أتعلم وأقرب أكتر من ربنا، وعموما أنا بعتذر فعلا عن زلة لساني وكلمتي، وحقيقي إني أكن للشيخ الشعراوى كل احترام وتقدير رحمة الله وجزاه كل خير، وربنا عالم نيتي إيه”.

احترمت كثيرا هذا الاعتذار الذي يندر أن يصدر عن كثيرين مهما كان حجم خطئهم، وكان أولى بمن أخطأو فى حقها أن يبادروا كذلك بالاعتذار لها ولوالدها، حتى يصححوا الصورة السيئة التى انطبعت فى أذهان البعض عن أناس المفترض أنهم متدينون أو على الأقل من مريدى أو محبى فضيلة الشيخ الشعراوى.

ثقافة الاعتذار

ولما كان معنى البيتين اللذين صدرت بهما هذا المقال لا ينطبق على هذه الإعلامية، فإننى أعتذر عن سوء ظنى بها، وليتنا جميعا نحاول إحياء ثقافة الاعتذار.

Ibrahim.nssr@gmail.com

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.