كتاب يجيب عن هذا التساؤل: متى يكون ترشيد المياه ثقافة شعب؟

د. مختار جمعة: مطلوب وعى وطنى إقليمى دولى .. بقضايا المياه

– إهدار الماء يعني فناء حياة إنسان أو حيوان أو طائر أو نبات
– الإسراف فى الاستخدام من عوامل خلل توازن البيئة وضياع مواردها
– حق الانتفاع من الماء.. أوسع من حق ملكيته
– لا يجوز احتكار الماء أو المغالاة به لما يترتب على ذلك من ضرر عظيم
————————–
عرض وتقديم : إبراهيم نصر
—————————
لا شك أن قضية المياه أحد أهم التحديات المعاصرة، وأن التحولات المناخية قد تزيد الأمور تعقيدًا في كثير من مناطق العالم، مما يتطلب وعيًا وطنيًّا وإقليميًّا ودوليًّا بقضايا المياه؛ وحتى في حالة الوفرة المائية فالحفاظ على الماء وترشيد استخدامه أمر مطلوب، فعندما مرَّ النبي (صلى الله عليه وسلم) بِسَيدنا سعْد بن أبي وقاص (رضي الله عنه) وَهُوَ يَتَوَضَّأُ ، فَقَالَ: (مَا هَذَا السَّرَفُ يَا سَعْدُ ؟)، قَالَ سعد: وَفِي الْوُضُوءِ إِسْرَافٌ؟ فقَالَ (صلى الله عليه وسلم) : (نَعَمْ وَإِنْ كُنْتَ عَلَى نَهَرٍ جَارٍ) (رواه أحمد)، كما أننا نجد بعض الدول رغم الوفرة المائية الشديدة لديها تطبق الترشيد بقوة، وفي أعلى درجاته، حتى يصير الترشيد ثقافة مجتمع، وثقافة شعب، وثقافة أمة، وهذا هو منهج ديننا الحنيف الذي نبذ الإسراف في كل شيء ونهى عنه، يقول الحق سبحانه:{ يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (31)[الأعراف:31]، ويقول سبحانه {وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا (26) إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كانُوا إِخْوانَ الشَّياطِينِ وَكانَ الشَّيْطانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا (27)}. [الإسراء]، ولا شك أن التبذير أعم من أن يكون في المال، فإنه يشمل التبذير في جميع المجالات بما فيهـا الإسراف في استخدام الماء وغيره.

د. مختار جمعة

بهذه العبارات المختصرة والجمل الموجزة، يقدم الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف للمجتمع المصري كتاب: “نعمة الماء” الذي يتحدث عن أهمية هذه النعمة، وأثرها في بناء الحضارات، وضرورة المحافظة عليها من خلال ترشيد استهلاكها، وعدم الاعتداء عليها، مع ملحق فني من إعداد وزارة الموارد المائية والري؛ مؤكدا أن كل نقطة ماء يمكن أن تكون سببًا في حياة إنسان، أو حيوان، أو طائر، أو نبات، وإهدار كل نقطة ماء قد يعني إهدار حياة، كما أن كل نقطة ماء تساوي مالاً مقومًا، وفقدها أو إهدارها يعني مالًا مقومًا يذهب هدرًا، كما أن الحفاظ عليها نقية بلا تلوث يعد حفاظًا على ثروة مالية، وأن تلويثها يعني إهدارًا مائيًّا وماليًّا معًا، لأن تنقيتها تترجم إلى مال وأثرها على الصحة لا يقوم بمال.
قال وزير الأوقاف: لقد عُرِفَ الشعب المصري منذ نشأته بأن عقيدته تقوم على احترام نعمة مياه نهر النيل، وتقوم ثقافة أبنائه منذ القدم على الحرص على نهر النيل وعدم تلويثه، واعتبار تلويثه جريمة من الجرائم الكبرى، وقد كان المصري القديم يكتب ضمن وصاياه في نهاية حياته أنه لم يفعل كذا وكذا من الجرائم، وأنه لم يلوث ماء النهر، وكأنه يتقرب إلى إلهه بهذه الفضيلة، وابتعاده عن تلك الجريمة النكراء ، جريمة تلويث مياه النهر، فهذه ثقافة المصريين منذ القدم، وعقيدتهم منذ الأزل في احترام مياه النهر، والحفاظ على المياه، وعدم تلويثها، وهو ما أكدت عليه شريعتنا الغراء.

أضاف الوزير: وقد حثنا ديننا الحنيف على ترشيد استخدام المياه وعدم الإسراف في استخدامها والحفاظ عليها وعدم تلويثها، كما عرفت حضارتنا المصرية القديمة قيمة نعمة الماء، فكان المصري القديم يقسم أنه لا يلوث ماء النهر إحساسا منه بقيمة وأهمية المياه وضرورة الحفاظ عليها نقية صالحة للاستخدام، ومن ثمة وضعنا برنامجا تثقيفيا توعويا بقضايا المياه وحسن استخدامها بالتنسيق بين وزارات الأوقاف والموارد المائية والري والزراعة، وأخرجنا في ذلك كتابا مهما تحت عنوان: “نعمة الماء.. نحو استخدام رشيد للمياه”، وأردفناه بملحق إرشادي مهم بمعرفة وزارة الري.
الكتاب من إعداد: د. محمد سالم أبو عاصى الأستاذ بكلية أصول الدين وعميد كلية الدراسات العليا الأسبق، ود. هانى سيد تمام مدرس الفقه بكلية الدراسات الإسلامية والعهربية للبنين بالقاهرة، ود. ياسر أحمد مرسى مدرس التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين بالقاهرة، ود. أيمن أبو عمر مدير عام الفتوى والبحوث بوزارة الأوقاف، وذلك تحت إشراف ومراجعة أ. د. محمد مختارل جمعة وزير الأوقاف رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وعضو مجمع البحوث الإسلامية.

الماء والعمران وصناعة الحضارات

يبدأ الكتاب بالحديث عن الماء والعمران وصناعة الحضارات، فيتحدث أولا عن تعريف الماء، فيقول المؤلفون:
بدايةً : نحن لا نُعَرِّف الماء لجهالته، بل تنويهًا بشأنه وعظم مكانته كضرورة من ضروريات الحياة، ولعل أدق تعريف للماء أنه: سائل الحياة الذي ينزله الله (عز وجل) من السماء ويسكنه في الأرض، أو يفجره ينابيع في الأرض ، قال تعالى: {ﲠ ﲡ ﲢ ﲣ ﲤ ﲥ ﲦ}[الرعد: 17]، وقال سبحانه:{ وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَٰلِكَ دَحَاهَا (30) أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا (31)}[النازعات]، وقال عز وجل:{ مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ ۖ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى ۖ وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ ۖ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ ﴿١٥﴾ }[محمد]

ثم يتطرق الكتاب إلى حديث القرآن الكريم عن الماء، فيقول: القرآن الكريم فياض بالإشارات العلمية حول الماء، ودوره في الحياة، وكيفية إنزاله، وحفظه في باطن الأرض، وكونه مصدرًا للحياة، ومن هنا نعرض السمات البارزة للماء بين القرآن الكريم والعلم الحديث للتأكيد على أن الماء معجزة إلهية، ومن ذلك :
* أن الماء هو مصدر الحياة للكائنات الحية ، قال تعالى:{أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُواأَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا ۖ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ(30)} [الأنبياء]
وثمـة سنن كونيـة في المــاء باختـــلاف أشكاله ووظائفــه، فهنــاك سنن تتعلق بكونه سحابًا مركومًا، وأخرى تتعلق بسيولته، وثالثة تجعل من هذه السيولة أنهارًا تجري وعيونًا تتفجر، ثم سنن تدفعه دفعًا ليجري في عروق الأشجار، وأغصانها، وأفنانها، وأوراقها، وثمة سنن تجعل من الماء عبارة عن وسط كيماوي بحيث يصلح للنهوض بالوظائف الحيوية المتنوعة والمهمة في أنحاء مختلفة ما بين ماء في الدماغ ، وآخر في الرئتين، وثالث في الجسم كله، ثم هناك سنن تُصَيِّـرُ الماءَ جزءًا من الدم والعروق، وقبل هذا كله فأصل الإنسان دفقة مائية، قال تعالى:{ فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ (5) خُلِقَ مِن مَّاءٍ دَافِقٍ (6) }[الطارق].
* ومن ذلك أيضًا: أن الأرض مصدر من مصادر الماء، قال تعالى: { وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَٰلِكَ دَحَاهَا (30) أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا (31) }[النازعات]، فالآية تقرر أن الماء خرج من الأرض بقدر الله، وهذا ما أثبته العلم الحديث، فمن المعلوم أن مصدر الماء الذي في باطن الأرض هو من البحار والمحيطات التي عليها بعد أن تبخرت ونزلت مرة أخرى على هيئة مطر بتقدير إلهي.

* ومن ذلك: إسكانه في الأرض، قال تعالى:{ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ ۖ وَإِنَّا عَلَىٰ ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ(18)} [المؤمنون: 18]، وقال تعالى:{ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَن يَأْتِيكُم بِمَاءٍ مَّعِينٍ (30)} [الملك].

* ومن ذلك: تصريفه بقدر، حيث يقول الحق تبارك وتعالى: { وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَىٰ أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا (50)} [الفرقان]، وفي سورة الزخرف يقول سبحانه :{ وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَنشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتًا ۚ كَذَٰلِكَ تُخْرَجُونَ(11)}، فهذه آيات محكمات تدور حول نزول الماء بقدر معلوم، وتصريفه بين عباد الله بتقدير الخالق العظيم. ولأن حفظ النفس من مقاصد الشريعة الإسلامية والشرائع كلها، فمن ثم يجب الحفاظ على الموارد الضرورية لحياة الناس من جهة، وصيانة البيئة من جهة أخرى.
مراعاة مقاصد الشريعة
وفي السنة الشريفة الثابتة ، وأقوال الفقهاء استفاضة في ذلك ، فنحن نقرأ في اجتهادات الفقهاء الخاصة بالماء أنهم كانوا يراعون مقاصد الشريعة في جانب حق الماء، وأول حق من حقوقه: هو حق” الشَّفة ” والمراد به حق بني آدم والدواب، والزرع والنبات في شرب الماء لرفع العطش وحفظ النفس من الهلاك، وكذلك الحق في استخدامه لطهي الطعام أو التطهير والوضوء، وغسل الثياب ونحوها، وهذا كله متعلق بحفظ النفس.

والحق الثاني: هو حق” الشِّرب”، والمقصود به النوبة من الماء لسقي الأرض والزرع، وإعمار الأرض، وهذه الاستعمالات وغيرها لا يمكن الوفاء بها لكل بني آدم على الوجه المطلوب إلا إذا رُوعي فيها مبدآن:
الأول: مبدأ الاستخدام الآمن “أن تكون المياه صالحة للغرض المستعملة فيه”.
الثاني: مبدأ الاستدامة، وذلك بالمحافظة على موارد المياه وصونها، وباستحداث الجديد فيها.
والمبدأ العام في قضية المياه، هو أن حق الانتفاع من الماء، أوسع من حق ملكيته، وذلك استنادًا إلى ضرورة حفظ النفس باعتباره مقصدًا شرعيًّا عامًّا قطعيًّا، ونحن نقرأ في كتب الفقهاء أن الماء من حيث إمكانية تملكه له حالتان:
الأولى: أن يكون مملوكًا ملكية عامة في جميع مصادره السطحية “الأنهار والبحار وفروعها”، وأكدوا على أن الملكية العامة للماء هي الأصل، لقول رَسُولُ اللهِ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: “الْمُسْلِمُونَ شُرَكَاءُ فِي ثَلَاثٍ: الْمَاءِ وَالْكَلَإِ وَالنَّارِ”(مسند أحمد).
الثانية: أن يكون الماء ملكية خاصة، وذلك بحيازته، ويكون مصدر الحق في التصرف فيه كملكية خاصة، هو ما بذله حائزه فيه من عملٍ وجهدٍ، وما يقتضيه ذلك من نفقات لجلبه، أو استخراجه أو تخزينه أو تنقيته ونقله وتوزيعه وصيانة مستلزماته ، وأدواته، وبكل الأحوال لا يجوز احتكار الماء ، أو المغالاة به ، لما يترتب على ذلك من ضرر عظيم ، وما ينشأ عن ذلك من صراعات ؛ كون الماء ضرورة لا يمكن الاستغناء عنها لبشر أو حيوان أو نبات .
آليات المحافظة على الماء

وبعد هذا التطواف الذي بين فيه العلماء أن الماء أصل الحياة، وأن القرآن الكريم بين لنا أن الله هو الذي أنزل الماء، وأنه سبب رقي الحضارات، وأنه من أجل النعم، بعد كل يقول مؤلفوا الكتاب: إن توفير الماء وحماية مصادره ورعاية محطات تنقيته أهداف سامية لكل دولة ، وأنَّ الإسراف فيه والعبث بموارده يشكل خطرًا على أمنها وحياة أبنائها، ومواطنيها، ومصالحها الحيوية، ومن ثمَّ كان ترشيد استهلاك الماء فريضة شرعية وضرورة اجتماعية ؛ إذ القصد والاعتدال من مقاصد الشريعة، وينبغي كذلك امتثال هدي النبي – صلى الله عليه وسلم – في استعمال الماء، والمحافظة عليه من كل مظاهر التلوث وإفساده ، فقد دعت السنة إلى ذلك كله في عدد من الأحاديث التي نهت عن الإسراف في الماء، أو تلويثه.
ومن ذلك الاقتصاد في استعماله، وتجنب الإسراف في استخدامه واستهلاكه في وجوه الاستخدامات، شربا وطهيا، واغتسالا وغسلا، وزراعة وصناعة وغير ذلك، وإذا كان الشرع الشريف نهى عن الإسراف في الوضوء والغسل كمقدمات ضرورية للعبادات بوجه عام فإن النهي عن غيره أشد وذلك من باب القياس الأولوي، أو دلالة النص كما يقول الأصوليون.

ومن سبل المحافظة على الماء -كذلك- شكر نعمة الله فيه ، فبالشكر تدوم النعم، يقول الله: { وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴿٧﴾}[إبراهيم].
وفي الختام نهيب بالمصلحين والعلماء والمسئولين، كل في حدود نطاقه واختصاصه أن يقوموا بواجبهم المتمثل في توعية الناس وتعريفهم بأهمية الحفاظ على الماء، وتحذيرهم من خطورة الإسراف فيه، أو الجناية عليه، أو تلويثه، أو سوء استخدامه.

ملحق فنى

يأتى بعد ذلك الملحق الفني الذى أعدته وزارة الموارد المائية والري عن بعض حقائق الموارد المائية والوضع المائي لجمهورية مصر العربية وفيه الآتى:
إجمالي موارد مصر المائية نحو 59 مليار متر مكعب سنويّا ، عبارة عن: 55,5 مليار متر مكعب حصة مصر من مياه النيل ، 1,65 مليار متر مكعب أمطار على الساحل الشمالي وسيناء ، حوالي 2,10 مليار متر مكعب من المياه الجوفية غير المتجددة.
تعتمد مصر على مياه النيل كمورد رئيس للمياه ، والذي يمثل 97% من الموارد المائية المتجددة في مصر.
احتياجات مصر من الموارد المائية: 80 مليار متر مكعب سنويّا قابلة للزيادة حسب الزيادة السكانية.
الفجوة بين الموارد والاحتياجات حاليا : حوالي 21 مليار متر مكعب يتم تدبيرها من خلال تنقية وإعادة استخدام مياه الصرف الزراعي ومياه الصرف الصحي المعالجة.
المياه الافتراضية : مصر تستورد 34 مليار متر مكعب في السنة (استيراد محاصيل زراعية لسد الفجوة الغذائية) وهذا الرقم في ازدياد بزيادة معدلات الزيادة السكانية وثبات مواردنا المائية.
أهم التحديات
ومن أهم التحديات التي نواجهها في مجال المياه:
ثبات كمية الموارد المائية ومحدوديتها.
نمو سكاني مطرد ، مع خطط التوسع الزراعي والعمراني الضرورية في الأراضي الصحراوية.
التغيرات المناخية .
عدد سكان مصر في تزايد مستمر بينما الموارد المائية من مياه النيل محدودة ومحددة (55,5 مليار متر مكعب سنويا) منذ اتفاقية 1959م .
تناقص نصيب الفرد من المياه من حوالي 2000 مترًا مكعبًا /فرد /سنة عام 1959 إلى حوالي 630 مترًا مكعبًا /فرد/ سنة عام 2015.
من المتوقع أن يصل عدد سكان مصر في عام 2050 إلى حوالي 150 مليون نسمة مما يعني أن نصيب الفرد من المياه سيقل ليصل إلى حوالي 370 مترًا مكعبًا /فرد/سنة .
ثم يتطرق الملحق الفنى إلى جهود الدولة في تعويض نقص المياه ويذكر منها:
التوسع في جمع وتخزين مياه الأمطار والسيول.
التوسع في تحلية مياه البحار والمياه الجوفية.
الاستخدام الأمثل للموارد المائية المتاحة، وتقليل الفاقد ، وتحسين الشبكات، والتخطيط الأمثل للمشروعات المستقبلية القائمة على توفير مياه الشرب.
تحسين أنظمة توزيع المياه وتطوير نظم قياس كميات المياه المستخدمة.
مراجعة وتعديل مآخذ محطات مياه الشرب من النيل والترع الرئيسة لتتوافق مع انخفاض مناسيب المياه المحتمل .
تطهير الترع والمصارف والقنوات المائية ، ومجرى النيل خاصة من الحشائش والنباتات الحولية المستهلكة لكميات كبيرة من المياه بدون فائدة .
التحول التدريجي إلى وسائل الري الحديثة ، والتقليل من الزراعات كثيفة استهلاك المياه .
نصائح وإرشادات

وفى آخر جزء من الكتاب يقدم المؤلفون حزمة من النصائح والإرشادات العامة، تتمثل فى الآتى:

1. سلوكيات سلبية يجب تجنبها :
• في المنازل والمؤسسات الحكومية والمدنية:
• ترك الصنابير مفتوحة في المنزل، أو المسجد، أو الكنيسة، أو المدرسة، أو المؤسسة الحكومية أوالأهلية.
• الإسراف في استخدام المياه في الغسيل والاستحمام والمطبخ والحلاقة.
• ري الحدائق المنزلية بالمياه النقية مما يستنزف كميات كبيرة من المياه.
• الإسراف في غسيل السيارات فوق ما تقتضيه الضرورة.
• رش الشوارع بالمياه العذبة.
• في مجال الزراعة :
• الري بالنهار في فترة الظهيرة.
• كميات مياه زائدة عن الحد يمكن أن تهلك النبات .
• زراعة الأرز بالمخالفة وبالطريقة التقليدية .
• زيادة مساحات القصب على حساب البنجر بالمخالفة للتعليمات وتجاوز المساحات المحددة لذلك .
• عدم الالتزام بأدوار المناوبة .
• عدم صيانة الترع والمساقي أوتطهيرها .
• ري الحدائق أو البساتين بمياه الشرب النظيفة ، أو ريها بطريق الغمر .
ب- سلوكيات إيجابية يجب اتباعها:
• في المنازل والمؤسسات الحكومية والمدنية:

• لا تفتح صنبور الماء على آخره.
• لا تترك صنبور الماء مفتوحًا أثناء الاستعمال.
• نظف أسنانك باستعمال كوب ماء ثم الصنبور في الغسيل.
• توضّأ من إناء مملوء بمياه نظيفة أو افتح الصنبور باعتدال.
• تأكّد أن (السيفون) لا يُسرِّب الماء.
• تجنّب سحْب (السيفون) بلا داعٍ.
• إذا حدث تسرُّب من الحنفيّة فأسْرع بإصلاحها.
• افْحَصِ الحنفيّات والمواسير كل فترة؛ لمنع أي تسرب.
• غسل الخضروات والفاكهة والأرز باعتدال وعدم الإسراف في ذلك، بحيث يتم غسل الخضروات في إناء بدلا من غسلها بالماء المتدفق من الصنبور.
• إمكانية الاستفادة من الماء المستخدم في غسيل هذه الأشياء في ري الحديقة.
• عدم استخدام مياه الشرب في ري الحديقة.
• ري الحديقة بالرش وليس بالخرطوم أو الغمر، واستخدام كمية معقولة من المياه في ري الحدائق والبساتين والنباتات المنزلية.
• اغْسل السيارة بالدّلو، وليس بالخرطوم .
• لا ترش مياه الشرب في الشارع ولا أي مياه صالحة للاستعمال .
• إذا رأيت تسرب مياه ، أو ماسورة مكسورة ، أبلِغْ عنها فورًا .
• استعمال صنابير مياه موفرة وسهلة الفتح والغلق أو جهاز ترشيد استهلاك المياه يتم تركيبه على الحنفية أو الخلاط .
• لا تملأ حوْض الاستحمام (البانيو)، بل اغتسل بـ (الدُّش) مع الترشيد، وعدم فتح مصدر الماء على آخره ، أو فوق الحاجة الضرورية للاغتسال، أو من خلال وضع الماء في إناء يتم الاغتسال منه، حيث إن استخدامه بدلًا من البانيو أو الدش يسمح بتوفير كمية أكبر من الماء.
• في مجال الزراعة :
• الحد من زراعة القصب وتوفير سلالات جديدة من الأرز.
• إعادة استخدام مياه الصرف الزراعي والصرف الصحي المعالج.
• دعم مشاركة مستخدمي المياه في استخدام نظم الري الحديثة وتطهير المصارف والترع وتبطين المساقي.
• الاستفادة القصوى من مياه الأمطار والسيول وتطبيق أحدث أساليب حصاد الأمطار.
• زراعة محاصيل قصيرة الموسم الزراعي.
• استخدام نظم الري الحديثة، مثل الري بالرش والري بالتنقيط خاصة في الأراضي الجديدة.
• تطوير طرق الري السطحي لأراضي الدلتا.
• ري حقـول البسـاتين والخضـر باستخـدام الـري بالتنقيـط بدلا من الري بالغمر.
• تشجيع المزارعين على الري ليلا، وعلى وسائل وأساليب وطرق الري الحديثة.
• تسوية الأرض بالليزر للحصول على حد أدنى للارتفاعات داخل الحقل.
• سرعة إزالة الحشائش المائية التي تظهر على أسطح قنوات الري مثل ورد النيل.
• تطوير وتطهير المساقي والمراوي الترابية والصيانة المستمرة للترع والمصارف.
• الحفاظ على مواسير الصرف الزراعي وعدم التعدي عليها.
• ترك مساحة في نهاية الأرض بدون ري من أجل استقبال التصفية وعدم الإسراف في الماء.
• استخدام الأسمدة العضوية فقط وترشيد استخدامها.
• إدارة المخلفات الصلبة.
• الالتزام بمواعيد الزراعة والحصاد.
• الالتزام بمواعيد الري.
• الالتزام بكميات التقاوي المقررة.
• ممارسات مميزة مثل زراعة الأرز على خطوط أو مصاطب.
• استخدام المحاصيل التي تستهلك كميات أقل من الماء مثل البنجر بدلا من القصب وجلب سلالات أرز موفرة وتتحمل الجفاف.
• بنجر السكر يوفر مياه الري ويعطي إنتاجية أفضل.
• مقاومة ورد النيل لأنه مستهلك رئيس للمياه.
• الالتزام بالمساحات المقررة لزراعات الأرز وقصب السكر.
• ومن السلوكيات الهامة التي يجب اتباعها والتنبه لها:
• الحفاظ على نوعية مياه نهر النيل والمجاري المائية وعدم تلويثها أو إلقاء أية مخلفات صلبة أو سائلة في عرض المجرى المائي أو على الجسور.
• توفير البديل من خلال التعاون في وضع صناديق مخصصة للقمامة وجمع المخلفات الصلبة وتشوينها بعيدًا عن المجاري المائية.
• عدم إلقاء الحيوانات أو الدواجن النافقة في المجاري المائية.
• عدم إقامة الأقفاص السمكية في نهر النيل أو الترع الرئيسة أو الفرعية.
• فرض عقوبات رادعة على المصانع التي تلقي بمخلفاتها في نهر النيل.
• تطبيق التقنيات الحديثة في معالجة المياه مثل الأوزون بدل الكلور.
• تطبيق قوانين حماية النيل والمجاري المائية من التلوث بحزم.
• تحديد أولويات استكمال وحدات معالجة الصرف الصحي والصناعي.
• تغطية المجاري المائية داخل الكتل السكنية.
• نشر التوعية بأهمية قطرة المياه على مستوى كافة المؤسسات والهيئات ومنظمات المجتمع المدني وكافة فئات المجتمع.
• عدم صـرف سيـارات الكسح في التـرع أو المصـارف الزراعية والإبلاغ عمن يفعل ذلك.
• عدم رش الزرع بالمبيدات الحشرية ؛ لأنها تلوث التربة والنباتات .
• عدم استخدام الأسمدة الكيماوية للحفاظ على التربة والتحول للأسمدة العضوية والحيوانية.
• تحويل كل ما سبق إلى ثقافة مجتمعية رشيدة في استخدام المياه والحفاظ عليها.
وكل ماسبق فى هذا العرض لم يتناول كل العناوين التى تضمنها الكتاب، فهو يشتمل على 28 عنوانا غير المقدمة والملحق الفنى الذى تناولناه بالتفصيل فى هذا العرض، فهو كتاب يستحق القراءة بل ينبغى أن تدرس أجزاء منه على طلاب المراحل التعليمية المختلفة، وبالأخص المرحلة الابتدائية وما قبلها.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.