مرة ثانية .. مصطفي النحاس يستغيث !

 

بقلم محمد يوسف العزيزي 

الكاتب الصحفي محمد يوسف العزيزي

في منتصف يناير الماضي كتبت مقالا تحت عنوان ( مصطفي النحاس وإهدار

المال ) تم نشره ، وكان ذلك بمناسبة إعادة تطوير هذا الشارع الحيوي الذي يشق مدينة نصر من الحي السادس وحتي الحي العاشر في منطقة أصبح المرور فيها صعبا وخانقا حيث يربط هذا المحور شوارع يوسف عباس ، وعباس العقاد ، ومكرم عبيد ، وحسن المأمون ، والطاقة .. وكلها شوارع رئيسية تنقل الحركة من طريق النصر إلي مصطفي النحاس إلي الحي الثامن والعاشر وصولا إلي القاهرة الجديدة بتجمعاتها المتعددة .

وكتبت أنه قبل أقل من 5 سنوات تم تطوير الشارع برفع قضبان خط المترو من منتصفه ، ووضع بنية تحتيه ليتحول ممر المترو إلي طريق يتوسط الشارع لتسير فيه خطوط أوتوبيسات النقل العام وخطوط الميني باص الخاصة بالمحافظة ، وتسبب هذا التطوير العشوائي في مشاكل كثيرة وحوادث أكثر ، وكتبت أن هذا التطوير تكلف 70 مليون جنيه في وقتها بما يعادل 200 مليون بسعر اليوم , ومع مرور الوقت بدأت تظهر عيوب التطوير .. ومساويء فكرة عمل مسار خاص للنقل الجماعي ، ثم بدأت عيوب الرصف تظهر علي الطريق فتحولت أجزاء منه مطبات صناعية بفعل الحركة غير المسئولة عليه من السائقين والسيارات حتي فقد التطوير معناه ليصبح في النهاية ممرا للعذاب لكل من يسير فيه !

ولأن الحكاية من البداية كانت لها علاقة بالفساد وغياب الرؤية واستسهال الحلول العشوائية دون دراسة لحركة المحور وتقاطعاته فقد قررت المحافظة إعادة تخطيط المحور وتطويره ، وتمت إزالة كل معالم التطوير السابق والحارة الوسطي وتوسعة الشارع من الاتجاهين ووضع رصيف لا يتجاوز عرضه المتر الواحد بين الاتجاهين ، وتم الانتهاء من رصف الشارع كله ووضع أعمدة الإنارة !

لكن يبدو أن العشوائية وغياب التخطيط ما زالا سيدا الموقف ، وأن التطوير علي هذا الشكل لم يحل أزمة تكدس الحركة ، ولن يمنع حوادث الموت من التوقف أو التقليل منها ، وأصبح من يقرر عبور الشارع من اليمين لليسار أو العكس يكتب بيده شهادة وفاته إلا إذا الله سلم وخلق في قضائه الرحمة ونجح في العبور مع سيل السيارات ووسائل النقل العامة التي تسير بلا رابط أو ضابط مع إتساع الشارع في الجانبين ، وحتي الآن مع انتهاء أعمال التطوير لم يتم فتح الإشارات الرباعية لكل تقاطعات الشوارع الرئيسية مع مصطفي النحاس  وعلي كل من يريد الانتقال إلي الجهة المقابلة أن يسير مثلا بسيارته من تقاطع مكرم عبيد إلي تقاطع عباس العقاد ليصل إلي مرامه ، أضف إلي ذلك تلك العشوائية التي لا تحكمها إشارة مرور أو فرد مرور يقف في الإشارة ينظمها !

لا أدري إذا كان للتطوير استكمالا أم لا ، وحتي إذا كانت هذه الملاحظات في ذهن صاحب القرار فهل يعقل أن نزيل الأسفلت الجديد ، ونعمل فتحات للمرور ، ونفتح بطن الشارع مرة ثانية ؟ هل هي حكاية فساد جديدة رغم أن تطوير شارعي عباس العقاد ومكرم عبيد راعا هذه السلبيات ؟

إهدار المال العام عن طريق السرقة أو الإهمال أو العشوائية في التخطيط إو بغياب الرؤية أو بإسناد المهام لغير المتخصصين يجب أن يواجه بكل قوة وحزم ومسئولية ، وإلا لن يتوقف النزيف سواء نزيف المال أو نزيف الدم الذي يسيل علي أسفلت الطرق .. فهل هنا أو هناك من يستجيب ؟

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.