الإهمال يغادر القرى الأكثر فقرا ..

" حياة كريمة " يعيد الحياة للأهالي.. وخبراء يطالبون ببرامج توعية مستمرة

بحسب آخر إحصائية صادرة من الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء فهناك 27 مليون و 800 ألف مواطن يعانون الفقر أي يقل دخلهم الشهري عن 750 جنيهًا .

توجه إنساني
في توجه إنساني بحت كلفت الرئاسة بتوفير الدعم  للقرى  الأكثر فقرًا على مستوى الجمهورية ويأتي ذلك في إطار توجه صريح وقوي من الدولة لانتشال الفقراء ورفعهم فوق خط الفقر ما أتي بمبادرة “حياة كريمة” لمد يد العون للفقراء وإعادة حقوقهم المسلوبة ولعل توجيه الرئاسة بتحويل “حياة كريمة” من مبادرة إلي مشروع قومي برهان علي عزم الدولة في مكافحة الفقر وبناء الشخصية المصرية وتحقيق التنمية المستدامة التي يأتي الإنسان كمحورًا أساسيًا فيها .

“حياة كريمة” من مبادرة إلي مشروع قومي
في يناير الماضي أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسي توجيهاته للحكومة بتوفير الدعم للفئات الأكثر احتياجًا وتوفير حياة كريمة لهم وعلي إثر ذلك انطلقت الحكومة بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني بعد وضع استراتيجية لمكافحة الفقر علي مستوي محافظات الجمهورية وشهدت الاستراتيجية حصرًا للقرى الأكثر فقرًا والتي تكاد تكون الخدمات فيها منعدمة وبلغت 100 قرية .

ماذا تقدم للفقراء؟
تعمل مبادرة حياة كريمة والتي تحولت بتوجيه رئاسي إلي مشروع قومي علي تطوير المنازل وبناء الأسقف وإعادة رصف الطرق وتوفير الكهرباء والصرف الصحي ووصلات المياه وتطوير الوحدات الصحية والبيطرية والاجتماعية إضافة إلي بناء الحضانات والمدارس ومراكز الشباب فضلًا عن توفير القوافل الطبية والعمليات الجراحية والأجهزة الطبية وذلك في القرى التي تم تصنيفها ضمن “الأكثر فقرًا” .

القطاعات المستفادة ؟
يأتي قطاع التعليم في مقدمة القطاعات المستفادة من مشروع “حياة كريمة” القومي بنحو 156 مدرسة أيضًا استفاد قطاع الصرف الصحي بنحو 257 مشروعًا وشهد صعيد مصر 75% من نسبة الاستثمارات المخصصة للمشروع وجاءت أسيوط علي رأس المستفيدين بـ 815 مليونًا و 270 ألف جنيه تليها سوهاج بـ 595 مليونًا و 690 ألف جنيه ثم المنيا بقيمة 468 مليونًا و 230 ألف جنيه.

100 قرية تنتظر “حياة كريمة”
تعاونت الحكومة مع منظمات المجتمع المدني في حصر القري الأكثر فقرًا وتم حصرها في 100 قرية جاءت مقسمة علي 12 محافظة أغلبها في الوجه القبلي وتتعدى نسبة الفقر في هذه القري الـ 70% وسكانها هم الأولي بتوفير الدعم الصحي والتعليمي والبيئي والاقتصادي .

الواقع يتحدث
مكافحة الفقر في القرى الأكثر احتياجًا لم تكن مهمة سهلة علي الإطلاق ولن تتمكن الحكومة بمفردها من القيام بها فالمجتمع المدني شريك أساسي في إنجاح هذه المهمة باعتباره الأقرب إلي القرى والمواطنين لذا شهدت مبادرة “حياة كريمة” مشاركة مئات الجمعيات الأهلية في تنفيذها منذ إطلاقها في يناير الماضي .

الحكومة والمجتمع المدني يحاربون الفقر
وحول طبيعة الخدمات التي قدمتها المبادرة والمنتظر أن تقدمها لبقية القرى الأكثر فقرًا وذلك بالتعاون بين الحكومة والمجتمع المدني يقول رئيس الاتحاد العام للجمعيات الأهلية الدكتور طلعت عبد القوي في حديثه لـ”بوابة الأهرام” أنها تتعدد في مختلف المجالات حيث يتم توفير الخدمات الصحية والتعليمية والبيئة والاقتصادية لمكافحة الفقر وتوفير حياة كريمة حقيقية .

سكن كريم وآمن
ويوضح دور الجمعيات الأهلية في مكافحة الفقر في القرى الأكثر احتياجًا فيقول أن الجمعيات معنية بتوفير سكن كريم للمواطنين خاصة أن بعض القرى تشهد منازل بالطوب اللبن وأسقف عبارة عن جريد وخوص كما أن الجمعيات الأهلية معنية بتوفير صرف صحي آمن ومياه شرب نقيه.

مياه شرب نظيفة وصرف صحي
ويضيف أنها تشارك في توفير البنية الأساسية من مياه شرب وصرف صحي آمن ورصف الطرق وتوصيل الكهرباء وذلك بالتعاون مع الحكومة متمثلة في المحافظات والمحليات .

 مراكز شباب وقوافل طبية
كما تساهم في بناء أو تكوين مراكز الشباب وتوفير قوافل طبية وعلاجية لافتًا إلي أن معظم القرى التي يعمل عليها مشروع “حياة كريمة” محرومة من الخدمات وخاصة الطبية .

زواج اليتيمات والأكثر احتياجًا
ويتابع رئيس الاتحاد العام للجمعيات الأهلية فيقول إن الجمعيات تقدم مساعدات نقدية وعينية للفتيات المقبلين علي الزواج الأيتام منهن والأكثر احتياجًا .

أجهزة طبية لذوي الإعاقة ومشروعات صغيرة للشباب
كما تساهم أيضًا في توفير أجهزة طبية سواء سماعات أو أجهزة متحركة لذوي الإعاقة وتوفير مشروعات صغيرة ومتناهية الصغر من خلال إقامة المشروعات أو توفير قروض للشباب والمرأة المعيلة لإقامة المشروع مؤكدًا أن القروض تشهد تسهيلات للحصول عليها .
خبراء الاقتصاد 
يقول الخبير الاقتصادي الدكتور رشاد عبده  أن مبادرة “حياة كريمة” سيف الدولة لمحاربة الفقر خاصة بعد تحويلها إلى مشروع قومي الأمر الذي يضمن استدامتها

الدكتور رشاد عبدة

وعدم جعلها مؤقتة :” سعيد جدا بالمبادرة وأن المواطن الفقير يجد من يمد له يد العون وسعيد لأننا نحدث نوعًا من أنواع التنمية”.

103 مليارات جنية لتطوير القرى الفقيرة
ويضيف أن الدور الذي تبذله الحكومة في توفير حياة كريمة للفقراء والقري الأكثر فقرًا هو الدور الأساسي لها مشيدًا بمشاركة المجتمع المدني في مكافحة الدولة للفقر لافتًا إلي مخصصات الدولة المالية لمبادرة حياة كريمة وهي 103 مليارات جنيه وقال إننا بحاجة إلي تعاون القطاع الخاص ورجال الأعمال مع الحكومة والمجتمع المدني في مكافحة الفقر .

القطاع الخاص
ويشير الدكتور رشاد عبده إلي ألمانيا كنموذج فيقول إن القانون لديها يلزم القطاع الخاص بإنفاق 5% من الأرباح السنوية في توفير الدعم والخدمات للفقراء إما عن طريق عمل ذلك مباشرة أو منح الأرباح للدولة تنفقها في تطوير المناطق المحرومة من الخدمات وذلك تعزيزًا لدور المسئولية الاجتماعية تجاه المواطنين الأكثر احتياجًا .

حقوق الفقراء
“الدولة تعيد إحياء الحقوق المسلوبة”.. بهذه الكلمات وصف الخبير الاقتصادي الدكتور علي عبد الرؤوف الإدريسي مبادرة “حياة كريمة” الموجهة لخدمة القري الأكثر فقرًا والمواطنين الأكثر احتياجًا.

رجال الأعمال و المسئولية الاجتماعية
ويقول “الإدريسي” أن المبادرة ستعمل علي إصلاح الجانب الاجتماعي لأنها تتحرك في عدة ملفات تنقص القرى الأكثر احتياجًا وتأتي البنية التحتية والتعليم والصحة في مقدمة هذه الملفات مشددًا علي دور القطاع الخاص في نجاح الدولة في مكافحة الفقر: “مهما توفرت مبالغ من جانب الدولة لن تستطيع بمفردها مكافحة الفقر .. لابد من وجود دور للمسئولية الاجتماعية لرجال الأعمال والقطاع الخاص بجانب دور الحكومة والمجتمع المدني”.

رسالة
وحول توجه الدولة إلي مكافحة الفقر في ظل الوضع الاقتصادي الحالي قال الدكتور علي الإدريسي خبير الاقتصاد إنها رسالة واضحة من القيادة السياسية بأن البعد الاجتماعي لا يقل أهمية عن البعد الاقتصادي وأنه رغم الإمكانيات المادية الحالية إلا أن هناك عزيمة وإصرار من الدولة بمد يد العون للفقراء وتوفير حياة كريمة للقرى والمواطنين الأكثر احتياجًا :” الدولة تبعث برسالة مفادها أن المواطن المصري من حقه أن يعيش حياة كريمة”.

العائد النفسي
وعن العائد النفسي من مبادرة “حياة كريمة” علي المواطنين يقول الدكتور وليد هندي استشاري الطب النفسي أن هذه المبادرة نقله حضارية في تاريخ مصر تعيد إلي الفقراء حقهم المسلوب وكرامتهم المهدرة عبر عشرات من السنين مضت .

ويؤكد استشاري الطب النفسي أن توجه الدولة نحو مكافحة الفقر بمد يد العون للفقراء وتوفير الدعم لهم الاجتماعي والصحي والتعليمي والبيئي يعمل علي ترسيخ مفهوم المواطنة لدي هؤلاء المواطنين لافتًا إلي أن هذا التوجه يجسد معني الرئيس الإنسان الذي يعمل على بناء الإنسان والشخصية المصرية وهو ما افتقده المواطنون وافتقدته الدولة المصرية منذ عهد جمال عبد الناصر.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.