الكاتب الصحفي عبدالرازق توفيق : السيسى.. وبناء القدرة البشرية الشاملة

الأحلام لا تتحقق بالكلام والشعارات، والمعجزات فى هذا العصر تحتاج لإرادة وعمل ومواصلة الليل بالنهار.. فمنذ 12 عاماً الدولة المصرية تخوض معركة مقدسة لتنفيذ المشروع الوطنى لتحقيق التقدم الذى يشمل إصلاحاً شاملاً، وبناء فى كافة ربوع البلاد، واستثماراً فى مزايا ومميزات هذا الوطن وتعظيم قدراته، والبحث واكتشاف نقاط قوته، عملاً شاقاً ومتواصلاً لا يتوقف من أجل تحقيق الحلم المصري، الذى لا يعتمد فقط على بناء الحجر ولكن وفى وقت متزامن بناء البشر، فتقدم الدول ونهضتها يحتاج إلى سواعد وعقول شديدة الخصوصية لتنفيذ رؤية التقدم ومغادرة الأزمات المزمنة والمشاكل المعقدة فالرئيس عبدالفتاح السيسى يسعى بكل جهد ودأب إلى بناء الإنسان القادر على قيادة جمهورية التقدم التى تواكب العصر، وتدفع دائماً إلى الأمام، تجيد مفردات التطور الهائل فمهما بلغت التكنولوجيا التى يتميز بها هذا العصر يبقى الإنسان هو الضامن والأمين وركيزة هذا التقدم.
لذلك جاءت زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى لحضور كشف الهيئة للطلاب المتقدمين للالتحاق بالكليات العسكرية وقبلها بأيام كان الرئيس السيسى حاضراً لكشف الهيئة للطلاب المتقدمين للالتحاق بكلية الشرطة، وهو تقليد رسخه الرئيس السيسى لم يسبقه أى رئيس قبله، يبعث برسائل مهمة للغاية أولها أنه يطمئن بنفسه على حسن الاختيار الذى تتحقق فيه الجدارة والاستحقاق طبقاً لمعايير ومقاييس علمية وعصرية وأيضاً الشفافية والعدالة ولا مجال لأى معايير أخرى غيرها، الجدارة التى أكد عليها الرئيس السيسى فى خطاباته خلال عقد من الزمان ويشرف بنفسه على ترسيخ هذه المبادئ فى وطن يمضى نحو تحقيق أحلام كانت معلقة، وتطلعات شعب ظلت مرهونة بالإرادة الرئاسية التى غابت خلال العقود الماضية.
الرئيس السيسى قائد استثنائى شديد الخصوصية يتابع كل صغيرة وكبيرة فى بناء الوطن وتنفيذ المشروع الوطنى لتحقيق التقدم، فهو الرئيس الذى يحرص على متابعة المشروعات العملاقة فى كافة ربوع البلاد ميدانيا، ويرى بنفسه معايير ومقاييس ومواصفات التنفيذ التى أكد عليها مراراً وتكراراً أنها لابد أن تكون طبقاً للمعايير العالمية والعصرية ليس هذا فحسب بل يؤكد على الالتزام بالتوقيتات المحددة واهتمام غير مسبوق بالتفاصيل لضمان أعلى معايير الجودة ويتماشى ذلك ويتزامن مع حرصه على معايير اختيار العنصر البشرى القادر الذى تتوفر فيه كافة المعايير والمقاييس لحماية هذا التقدم الذى تشهده الدولة فى كافة القطاعات والمجالات فهو يسعى لمعلم، وقاض، وطبيب، وإمام، وأيضاً بناء منظومة التنوير والوعى والفهم الصحيح لتجنيب الوطن وحمايته من عواقب التطرف والوعى المزيف وضيق الأفق الذى كاد أن يتسبب فى ضياع الوطن، سواء على المستوى الأمنى أوالاقتصادى وأن يبقى رهين أوضاع لا تليق بمصر كدولة عظيمة حاصرتها الأزمات والمشاكل والعجز، وتخلفت عن الدول.
زيارة الرئيس السيسى للأكاديمية العسكرية وحضوره كشف الهيئة للطلاب المتقدمين للالتحاق بالكليات العسكرية رسالة مهمة للغاية تكشف عن بواطن وعمق رؤية الرئيس فى بناء الدولة الحديثة القوية والقادرة بأبنائها، بناء القدرة البشرية يأتى فى إطار بناء القدرة الشاملة والمؤثرة للدولة بل فى ظن أنها القدرة الأهم، التى ترتكز عليها عملية تطوير الدولة بخطى واثقة وسريعة وأتوقف هنا عند رسالة المكان، والمضمون والمحتوى الذى دار فى كشف الهيئة فالمكان شديد الخصوصية هو الأكاديمية العسكرية التى تقوم بمهمة استراتيجية ووجودية وهى صناعة البطل، فهى خط الإنتاج لتخريج الرجال الشرفاء الذين ترتبط بهم مهمة مقدسة هى حماية الوطن وأمنه القومي، والحفاظ على مقدراته والحقيقة أن هذه المهمة تنفذها قواتنا المسلحة بأعظــم ما يكون فيكفى أنه فى ظل الحرائق والصراعات والحروب والفوضى التى تحيط بمصر من كافة الاتجاهات لكن مصر ستبقى واحة الأمن والاستقرار، يحميها جيش وطنى عظيم هو أقوى جيوش المنطقة وأحد الأقوى فى العالم لذلك فإن الأكاديمية العسكرية مكان شديد الخصوصية يشير إلى تساؤلات كثيرة كنا نطرحها على أنفسنا أو فيما بيننا لماذا تحقق المؤسسة العسكرية هذا النجاح والتفوق الكبير، لماذا تتغير طبيعة الشاب عند التحاقه بالقوات المسلحة إلى الأفضل من الانضباط، وتحمل المسئولية والجدية والكفاءة والأداء الاحترافى للمهام، والتحلى بالمروءة والعطاء والتضحية، لماذا لأنه ومازال الأجداد والآباء يربطون الرجولة وصلابة الذات ورباطة الجأش بالالتحاق بالخدمة العسكرية يقويك، الجيش هيخليه راجل قادر على تحمل المسئولية، إذن مهمة الأكاديمية لم تقتصر فقط على بناء الفرد المقاتل بأعلى المقاييس والمعايير وفق برامج ومقاييس علمية ونفسية متطورة وعصرية، ولكن امتدت لبناء القدرة البشرية وهى ركيزة تقدم وتطور الدولة، يحلم الرئيس السيسى أن صناعة أجيال ممن يتحملون مسئولية هذا الوطن فى كافة القطاعات على أعلى درجة من العلم ومواكبة العصر والوعى والإدراك والفهم والانضباط، والتجرد والمفهوم الحقيقى للعمل، إنسان قادر على العمل 8 ساعات بجدية ودأب ولديه المهارات والقدرات، والتفوق والفهم الصحيح لمتطلبات عمله، يؤمن أن ما يؤديه من عمل، لبنة فى جدران تقدم هذا الوطن، يدرك أن سر التقدم يكمن فى الإنسان المصرى إذا ما توفرت له أسباب التأهيل الصحيح ومقومات النجاح.
الرئيس السيسى لديه حلم كبير لوطنه يسير فى تحقيقه بنجاح وبمعدلات فاقت التوقعات قطع شوطاً كبيراً فى وضع ركائز التقدم، وحقق معجزة تنموية واقتصادية وبناء قاعدة قوية لجميع القطاعات للانطلاق، تابع خلالها كل صغيرة وكبيرة ميدانياً أو من خلال اجتماعات وافتتاحات واتصالات ومتابعة مستمرة لسير العمل حتى ضمن أنها بأعلى المعايير، ثم فى نفس الوقت يتابع بناء القدرة البشرية وبنفسه ويشرف على عملية الاختيار ثم برامج الإعداد والتأهيل والتدريب ويضخ دماء جديدة فى شرايين الدولة، لكن بشكل مختلف يتواكب مع حجم التطور والأهداف والأحلام التى تسعى الدولة لتحقيقها، فالبشر هم من يقودون هذه الملحمة، لذلك لابد أن يكونوا فى أعلى درجات الجدارة والاستحقاق والكفاءة والتفوق، بل تعدى الأمر ذلك فى إعداد أجيال من الأئمة والقضاة ليكونوا أمناء على العقول والدين والحرية والوطن.
تحيا مصر