الكاتب الصحفي عبدالرازق توفيق يكتب : لماذا انتصر السيسى ؟

المشهد كان عبقرياً ينطق بكل شيء.. لا يحتاج تفسيراً أو تعليقاً.. القوة والقدرة والثقة تظهر واضحة فى قسمات وجه زعيم الشرق الأوسط مشهد يليق بالأمة المصرية العظيمة حيث قمة شرم للسلام بمدينة شرم الشيخ لإنهاء الحرب فى قطاع غزة التى هى حصاد موقف مصر الحاسم والصلب والشريف وجهودها الخلاقة.. لكن الحقيقة أن قمة شرم الشيخ للسلام لم تكن صدفة أو لحظة عابرة لكنها ثمار رؤية وإرادة وجهود وكفاح ومثابرة هى حصاد إستراتيجية استهدفت بناء قاعدة من القوة والقدرة الشاملة للدولة المصرية.. تحمى الوطن وتحقق الأمن والأمان والاستقرار الشامل وتحمى البلاد والعباد وتجعل من المساس بالسيادة والحدود والأرض والخطوط الحمراء المصرية أمراً لا يفكر فيه أى مغامر أو مقامر أو حتى من فقد عقله.
لم تكن قمة شرم الشيخ إلا إعلاناً ورسماً وتتويجاً لرؤية قائد عظيم.. صنع الفارق فى سيرة هذا الوطن وأنقذ وحمى وبنى ونقله من الضياع والسقوط إلى أن يكون الرقم الأهم والأكبر والأقوى فى المعادلة الإقليمية وقوة رشيدة يعوِّل عليها العالم فى إرساء الاستقرار والسلام كما قال الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون «مصر دولة عظيمة تعمل من أجل السلام».
مفاتيح القوة الرشيدة التى تستند على الحكمة لا يلقاها إلا ذو رؤية واستشراف للمستقبل وقراءة صحيحة وموضوعية لما هو قادم من تحديات وتهديدات ولديه إرادة صلبة وإصرار لا يلين.. صاحب حظ وفير من الخلق والشرف والمبادئ السامية يقاتل من أجل العدل والحق ولا يتورط فى اعتداء أو ظلم.. القوة لديه تحمى الحق والسيادة والمقدرات لا تبغى ولا تجور لا تعرف الغطرسة.. لذلك فإن أى عمل أو رؤية يتبناه يكون الحصار والثمار بما يفوق التوقعات ويدرك الجميع ان استثماراته فى بناء القوة والقدرة الشاملة كانت ومازالت فى مواضعها وحققت أهدافها.. عن الرئيس عبدالفتاح السيسى أتحدث بالدليل والبرهان والواقع والنتائج التى تجلت فى مشهد قمة شرم الشيخ لإنهاء الحرب فى غزة تحت رئاسته بالمشاركة مع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب وبحضور ومشاركة زعماء العالم هى لحظة فريدة.. لم تأت بالصدفة أو الحظ ولكن النهاية السعيدة والنتيجة الحتمية لرؤية وبناء متواصل بإرادة صلبة.
إذا استرجعت أحاديث الرئيس السيسى ورؤيته التى نفذها على أرض الواقع على مدار 12 عاماً ومازالت.. تجد أنها تطابق النتائج التى تحققت فقد خاض معركة شرسة من أجل البقاء والبناء.. حارب الإرهاب والفوضى واسترد هيبة الدولة وبنى مؤسساتها فانتصر ورسخ الأمن والأمان والاستقرار وأعاد دولة القانون والعدل والمساواة وقرر أن ينشر الخير والبناء والتنمية بعد إصلاح قاس ومؤلم فج.. لكن كل ذلك النجاح والإنجاز العظيم الذى نراه رأى العين كان يحتاج حماية وقوة ردع جبارة لوطن مستهدف تحيطه نيران مشتعلة من كل اتجاه تتربص به مخططات ومؤامرات وأطماع وأوهام دائماً أركز على تناول هذه الأبعاد ليدرك الجميع عظمة هذا القائد الاستثنائى وما أقوله ليس مجرد كلام ولكنه واقع يمكن تكون ظروف الحياة صعبة فرضتها تداعيات الأزمات الإقليمية والدولية المتلاحقة أو فرضتها ظروف الإصلاح أو فرضتها تكلفة حماية الأمن القومى فى جميع الاتجاهات أو فرضتها ضريبة استرداد الدور والثقل والمكانة.. لكن فى النهاية المستقبل الواعد ونعيش فى وطن قوى قادر يحمينا ويصون كرامتنا ويمنع عنا شرور الأبالسة.. وطن يحافظ على الأرض والعرض وحتى لا يكون مصيرنا الشتات ومعسكرات اللاجئين.. لكن الصعوبات قاربت على الانتهاء وباتت أحلام وآمال العقود الماضية تلامس الواقع الآن.. مصر تقود الشرق الأوسط شاء من شاء وأبى ومن أبي.. هذا قدرها وما تستحقه وتجسيد لما لديها من مقومات تاريخية وحضارية وخبرات وأمجاد وانتصارات وقوة وقدرة ومؤسسات وشعب عظيم وقيادة إستثنائية.
لا أقول عبارات انشائية ولكن بلسان وحال الواقع.. فالمشهد فى شرم الشيخ حرَّك الجبال.. وهز المشاعر وفجَّر ينابيع الفخر والاعتزاز بقوة وقدرة هذا الوطن وشموخه.. لذلك فإنه من المهم استدعاء ملامح رؤية الرئيس السيسى لبناء قدرات الدولة الشاملة وتعظيم هذا المبدأ من خلال الآتي:
أولاً: إن البناء لم يكن عملية منفصلة بل مترابطة ومتكاملة.. حيث شملت كافة القطاعات والمجالات سواء التنمية الاقتصادية أو البشرية أو بناء قدرات إستراتيجية تتمثل فى منظومة الردع لحماية الوطن وما تحقق من بناء وتقدم أو ردع كل من تسوِّل له نفسه المساس بأمن مصر القومى وبناء قاعدة قوية لضمان فاعلية الموارد السياسية والدبلوماسية والتفاوض.. وهو ما تجلى فى بدء الرئيس السيسى قبل 12 عاماً فى تطوير وتحديث الجيش المصرى العظيم وتزويده بأحدث منظومات التسليح فى كافة التخصصات.. من هنا فإن الجيش المصرى وصل إلى درجة من الجاهزية والاستعداد والكفاءة جعلته أقوى جيوش المنطقة والقوة المرعبة لأى قوة تفكر فى الاعتداء.. لذلك من أهم ما يمنع الاعتداء على مصر أو التفكير فيه هو امتلاكهــا جيشــاً وطنيـاً قويـاً وهو ما أكد عليه الرئيس السيسى كما ان قوة الداخل هى القاعدة التى تنطلق منها مكانة مصر ودورها وتأثيرها الإقليمى والدولى وهناك مقولات للرئيس السيسى تكشف النقاب عن ملامح رؤيته الاستباقية فى بناء الدولة القوية القادرة «مَنْ أراد السلام فعليه امتلاك القوة اللازمة القادرة للحفاظ عليه» ثم قال «من يملك جيشاً وطنياً قوياً.. يملك أمناً واستقراراً».. ثم قال الرئيس السيسى قولته التى تعد إستراتيجية لبناء قوة الردع «العفى محدش يأكل لقمته» هذه المقولات الرئاسية لا يجب أن تمر علينا دون تحليل خاصة فى نشوة النصر والإنجاز التاريخي.
ثانياً: تبنى الرئيس السيسى سياسة خارجية فريدة وبناء علاقات دولية مثالية ارتكزت على التوازن والاحترام المتبادل والندية وتبادل المصالح وعدم التدخل فى الشئون الداخلية وباتت مصر تحظى باحترام ومصداقية وعلاقات متوازنة دون انحياز لطرف على حساب آخر مع كافة القوى الكبرى وهو ما تجلى فى شرم الشيخ فى هذا الزخم من الحضور والشكر والثناء والتحية لدور مصر.
ثالثاً: الوعى الحقيقى والاصطفاف الوطنى للمصريين منح الدولة والقيادة قوة الدفع للإصلاح والبناء والتأثير الإقليمى وأجهض جميع محاولات الإسقاط والإضعاف وساهم فى تحقيق الإنجازات والنجاح.
تحيا مصر