عبد الناصر البنا يكتب : إسرائيل .. خطة الخداع الاستراتيجى !!

عبد الناصر البنا

فى البداية أوعى تصدق الأخبار التى يتم تسريبها عن طريق صحافة وأعلام الكيان الصهيونى التى تنشرها هآرتس ويديعوت أحرونوت وتايمز أوف إسرائيل ويسرائيل هيوم أو التى تبثها القناة 12 إسرائيل ، وحتى تصريحات أفيخاى أدرعى ، وكل الأخبار التى تَصدر طاقة سلبية عن إسرائيل عينة ” رفض اليهود الحريديم ” المتشددين ” التجنيد فى صفوف الجيش الاسرائيلى ، أو أن هناك خلافات أو إنقسامات داخل قادة الجيش فى إسرائيل ، أو أن هناك حالة تذمر فى صفوف المجندين ، وأن أعدادا كبيرة من جنود الاحتلال تعالج نفسيا ، أو هناك حالات إنتحار فى صفوف المجندين ، أو أخبار عينة تدهور الاقتصاد وتراجع قطاع السياحة بسبب الحرب ، هذه الأخبار توحى لك فى الظاهر أن الكيان الصهيونى غير مستعد لخوض مواجهة عسكرية مع مصر !!

إقتنعنا إحنا كدة .. إلعبوا غيرها ، هى نسخة بالكربون ” Copy ” من خطة الخداع الاستراتيجى إللى قام بها الرئيس السادات ” رحمه الله ” قبل حرب أكتوبر عام 1973 والتى قرأناها فى كتاب موسى صيرى ” السادات الحقيقة والأسطورة ” وهى الخطة المنحوته بإسم مصر ، والتى تَدرس فى أكاديميات العالم العسكرية ، وتعالوا نرجع بالتاريخ قبل هذا التوقيت ونتأمل خطة الخداع الاستراتيجى المحكمة التى خدع السادات بها إسرائيل ، والحرب كما نعلم ” خدعة ” .

فى البداية دعونا نجمع ” قطع البازل ” التى مرت أمام أعيننا طوال الفترة الماضية ، ونتأملها جيدا بقليل من العقل ، وتعالو نبدأ من الأحداث التى سبقت الضربة الاستباقية أو ” المخابراتية ” المباغتة التى وجهتها إسرائيل إلى عمق إيران ، والتى إستهدفت منشآتها النويية وأدت إلى مقتل عدد كبير جدا من العلماء والقادة العسكريين ، تماما مثل الضربة التى وجهت مؤخرا إلى جماعة الحوثى والتى أتت على حكومة الحوثى بأكلمها ، وفضحت إختراقات أمنية داخل ميليشيا جماعة الحوثى .

ولعلنا تابعنا سلسلة المفاوضات التى تمت بين ” واشنطن ــ وطهران ” وكان الهدف منها التوصل إلى إتفاق سلام نووي بشأن برنامج إيران النووى ، ونتذكر وقتها أنه ظهر على الساحة مايوحى بأن هناك خلافا كبيرا بين ” دونالد ترامب ــ وبنيامين نتنياهو ” ، وأن هناك توتر فى العلاقات بين” USA ــ وإسرائيل ” بسبب تلك المفاوضات ، وكنت قد كتبت فى مقال سابق وقتها ” أن العلاقة بين دونالد ترامب ونتنياهو ” سمن على عسل ” وأنه وأهم من يعتقد أن شهر العسل بينهما قد إنتهى ، حتى وإن كانت الطريقة التى قابل بها دونالد ترامب نتنياهو فى البيت الأبيض خلال الزيارة التى قام بها نتنياهو قد توحى بذلك !!

طبعا كل دا كان ” فيلم هندى ” أو خطة خداع إستراتيجى ، الهدف منها مفاجأة إيران بالضربة التى قامت بها إسرائيل بتخطيط من الولايات المتحدة الأمريكية ، والضربة التى وجهتها أمريكا فيما بعد للمنشآت النووية الإيرانية ” الأحداث التى تابعناها ” التى خططت لها أمريكا جيدا ، وسلحت ، ونفذت بالتعاون مع الكيان الصهيونى ضد إيران .

والسؤال الأهم : هل تلعب أمريكا وإسرائيل حاليا نفس اللعبة ” لعبة الخداع الاستراتيجى ” مع مصر ؟ وتأمل معى عزيزى القارىء الحملة الاعلامية الكبيرة التى تتبناها إسرائيل والسابق ذكرها ، إلى جانب التصريحات عن عملية إجتياح برى كامل تمهيدا لـ إحتلال مدينة غزة ، واعلان جيش الاحتلال أن مدينة غزة رسميا ” منطقة قتال خطيرة ” ومايتبعها من عملية تعبئة فى الجيش المصرى وتحركات على الحدود إستعدادا لـ إجهاض خطة التهجير التى تتبناها أمريكا وإسرائيل ، وهى الخطة التى توحى بأن إسرائيل ليست مستعدة الآن على خوض مواجهة عسكرية مع مصر .

وكنت قد قرأت رأيا أعتقد أنه لايبتعد كثيرا عن الفكر الاستراتيجى المصرى ، وهو يرى أن ماتقوم به إسرائيل وأمريكا وبعض دول الغرب ، يمكن أن يكون مقدمة لتوجيه ضربة إستباقية فى العمق المصرى ، تحدث نوع من الأرتباك فى صفوف الجيش ، وتمهد لعملية التهجير القسرى التى يتبناها الكيان الصهيونى ، وأنا أعتقد أن هذا السيناريو مدروس جيدا ومتوقع ولايغيب عن فكر القادة فى مصر ، بل ومعمول له ألف حساب ، وقد كشف الجيش المصري ولأول مرة عن قوة الردع لديه عندما أعلن عن أحد أوراقه الدفاعية الثقيلة ” منظومة X 300 الروسية الصنع ” التى تعد الأكثر تطورا فى منظومة الدفاع الروسية ، والتى كشف من خلالها عن قواعد التكتيك الاستراتيجى ، وقد إنطلقت فى مصر مناوات ” النجم الساطع ” التى تعد من أضخم المناورات التى تجرى فى الشرق الأوسط بمشاركة 43 دولة ولأول مرة تشارك فيها طائرات ومقاتلات شبح صينية متطورة ” .

وإستكمالا لخطة الخداع ، إسرائيل تسرب أخبار عن إستعدادات لضربة إيرانية جديدة ، ولاحظ ايضا التغير المفاجىء فى الموقف الأوربى فى الفترة الأخيرة سواء فى تصريحات الرئيس ” مانويل ماكرون ” الذى أعلن عن نيته الاعتراف بدولة فلسطين ، وأيضا مواقف كل من إنجلترا وألمانيا وهولندا وأستراليا ، وهى دول تعد ” حليف إستراتيجى لـ إسرائيل ” وقد أعلنوا عن نيتهم الاعتراف بالدولة الفلسطينية ” هى الحداية بتحدف كتاكيت ” !!وهل يعنى ذلك أن الكيان الصهيونى أصبح فى معزل عن العالم وأن لا دعم أوربى لـ إسرائيل .. لكى تطمئن مصر !!

عاوز أقول كلمة أخيرة .. إحنا ” مصر ” إللى علمنا إسرائيل وعلمنا العالم كله يعنى إية ” خداع إستراتيجى ” ، ونقول للكيان الصهيونى المحتل ” إلعب غيرها ” وعاوز أقول كمان : نحن نثق فى جيشنا وقادتنا .. تحيا مصر .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.