الكاتب الصحفي عبدالرازق توفيق يكتب : النجم الساطع – 2025 رسالة لمن يهمه الأمر

الجيش المصرى العظيم هو مصدر فخر المصريين.. السند وصمام الأمان.. الأمين على الوطن والأمن القومى والكرامة المصرية.. والحافظ للأرض والعرض والحدود والسيادة وهو أيضاً سر أسرار مواقفها الشريفة.. وقدرتها على التحدى فى وجه التهديدات والإملاءات والضغوط الذى يتصدى للمؤامرات والمخططات ويحفظ للمصريين أمنهم واستقرارهم وآمالهم فى المستقبل الأفضل.. هو أيضا من يبنى ويعمر ويبسط الرخاء والنماء.. فهو الجيش العظيم الذى نراه دائماً يد تبنى ويد تحمل السلاح.
الحقيقة أن ما وصل إليه الجيش المصرى العظيم من كفاءة واستعداد قتالى واحترافية وجاهزية يبعث برسائل الثقة والطمأنينة على أن هذا الوطن سيظل «خطاً أحمر» لا يمكن مجرد التفكير فى المساس بأمنه القومي.. ولعل ملحمة التطوير والتحديث التى شهدها الجيش الأسطورة برؤية وقرار تاريخى لقيادة وطنية استثنائية استشرفت المستقبل ورصدت حجم التحديات والتهديدات والمخططات وما هو قادم للمنطقة ولمصر قبل سنوات.. حولت الجيش المصرى العظيم.. لجيش دولة عظمي.. يمتلك أحدث منظومات التسليح فى العالم.. وفى تطبيق كامل لإستراتيجية تنويع مصادر السلاح التى تعكس السيادة واستقلال القرار الوطنى المصرى بنسبة 100 ٪ وهو ما شمل كافة التخصصات والأفرع الرئيسية إلى جانب دخول مصر عهد القواعد العسكرية الإستراتيجية الشاملة العصرية.. التى تتوفر فيها كل مقومات الجاهزية والردع لحماية أمننا القومى فى مختلف الاتجاهات الإستراتيجية براً وبحراً وجواً فى عالم يموج بالصراعات والأطماع والمخططات.. ومنطقة شديدة الاضطراب حافلة بالأطماع والأوهام وفى ظل ما يسود العالم من سياسات الغاب القوى يأكل الضعيف ولا مجال إلا للأقوياء.. من هنا جاءت إستراتيجية «العفى محدش يقدر يأكل لقمته» .
لا يمكن ألا يتوقف عاقل أمام تنظيم مصر واستضافتها لتدريبات النجم الساطع التى تجرى مع الجانب الأمريكى منذ عام 1981.. وفى النسخة الجديدة لعام 2025 وصل التدريب إلى أعلى درجات الواقعية ومواكبة العصر وتحدياته.. سواء فى حجم القوات المشاركة التى تقارب الـ9 آلاف مقاتل أو عدد الدول 44دولة منها 14 دولة مشاركة فى التدريب بشكل فعلى و30 دولة كمراقب.. ناهيك عن حجم الأسلحة من مختلف التخصصات.. وهو أمر يبعث برسائل قوية ومدوية على كافة الأصعدة.. ويعكس ما وصل إليه الجيش المصرى العظيم من مستوى راق.. ومتقدم وجاهزية وقدرة عالية على تنظيم تدريب دولى وعالمى بهذا الحجم من القوات والدول المشاركة.. وهى قدرة فائقة تأتى فى توقيت شديد الدقة وما يجرى فى المنطقة من اضطرابات وصراعات.
الحقيقة أن هناك رسائل شديدة الأهمية تعكس أهمية تدريب النجم الساطع الذى قارب عمره على 45 عاماً فى تجسيد قوة العلاقات والشراكة الإستراتيجية بين القاهرة وواشنطن.. وإدراك الولايات المتحدة لأهمية مصر وجيشها وما لديه من قدرات فائقة رغم ما يبدو فى الأفق من وجود خلافات فى ملفات وقضايا بين البلدين خاصة ما يحدث فى غزة وما يستهدفه من تصفية القضية الفلسطينية وتهجير سكان القطاع.. والطلب من مصر استقبال الفلسطينيين وهذا ما تؤيده وتدعمه الإدارة الأمريكية بكل قوة.. فى المقابل تقف مصر كالصخرة والجبل الشامخ بموقف حاسم وقاطع برفض المخطط أو المساس بأمنها القومي.. إلا أن ذلك ومن قبيل الحكمة والتوازن لم يمنع تنظيم وإدارة أكبر تدريب مشترك هو النجم الساطع بهذا الحجم من القوات والدول المشاركة وهو أمر يحسب للبلدين ويكشف عن حالة من الحرص والتمسك بالشراكة الإستراتيجية بينهما وإدراك أمريكى كامل أهمية مصر ودورها وثقلها وقوتها وما لدى جيشها العظيم من قدرات وجاهزية وخبرات قتالية متراكمة فى كافة مسارح القتال وأيضاً من خوض تجارب واقعية للحروب التقليدية النظامية تدريب النجم الساطع الذى تعود بدايته لعام 1981 عقب توقيع اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل وبرعاية أمريكية وقد حضرت دورات منه على مدار عملى كمحرر عسكرى وشاهدت قوة ووهج العسكرية المصرية.. وثقة القيادات والضباط والمقاتلين المصريين فى أنفسهم وتفوقوا فى الكثير من التمارين والتدريبات المشتركة مع الجانب الأمريكي.. أو الدول المشاركة الأخرى فى ذات التدريب.. خاصة فى استخدام الأسلحة الحديثة وحسن توظيفها وأداء المهام باحترافية.. كانت مصدر اعجاب وانبهار القوات الدولية المشاركة.. والحقيقة أن تدريب النجم الساطع الذى يضم 14 دولة مشاركة فعلياً بقوات حافل بالمنافع والفوائد والدروس المستفادة والرسائل المهمة.. فهو فرصة ثمينة لتحقيق مبدأ الواقعية فى التدريب لتوفر الطرف أو الأطراف الأخري.. المكان الذى يجرى فيه تدريب النجم الساطع 2025 رسالة فى حد ذاته وهو قاعدة محمد نجيب العسكرية وهو أكبر القواعد العسكرية فى الشرق الأوسط ولها رمزيتها فى مدى التطور الهائل الذى تشهده القوات المسلحة المصرية.. كما وكيفا ومدى نجاح الرؤية الرئاسية.. فالقواعد العسكرية المصرية والأسطولان الجنوبى والشمالى وأيضاً حاملات الطائرات تجسيد حقيقى وتطوير غير مسبوق يعكس رؤية وإرادة وإيمان بأن مصر وجيشها العظيم يستحق دائماً الأفضل وإنه لا مجال للتراجع من بلوغ أعلى درجات القوة والقدرة الممكنة فى ظل ما يواجه مصر من تحديات وتهديدات وجودية.
الحقيقة أن تدريب النجم الساطع 2025 بهذا الحجم من القوات والدول المشاركة وإصرارها وحرصها على المشاركة فى هذا التدريب الضخم الذى تنظمه وتستضيفه مصر يعكس الثقة من قبيل هذه الدول فى الاستفادة من خبرات الجيش المصرى المتراكمة وما يتمتع به من قوة وقدرة على تنفيذ كافة المهام فى مختلف الظروف وفى أى مسرح عمليات.. فالجيش المصرى العظيم هو الذى أجبر معاهد العلم العسكرى على تغيير المفاهيم وأساليب القتال سواء فى حرب الاستنزاف وإغراق المدمرة إيلات أكبر مدمرة إسرائيلية فى هذا التوقيت بواسطة لنش صواريخ ثم ملحمة العبور وما دار فيها من ملاحم وتوظيف للأسلحة ونظم قتال وأساليب تنفيذ المهام سواء فى خطة الخداع الإستراتيجى واقتحام وعبور قناة السويس ومعارك الدبابات وحائط الصواريخ والأداء البطولى والاحترافى للمقاتل المصري.. لقد كان نصر أكتوبر العظيم هذه الملحمة العسكرية والزلزال العسكرى المبهر صناعة مصرية خالصة عكست قدرة الإنسان والمقاتل المصرى على التخطيط والإدارة والتنفيذ لحرب من أجل تحرير الأرض واسترداد الكرامة.
النجم الساطع 2025.. رسالة مهمة التى وصلت إليه قواتنا المسلحة من قوة وقدرة ومستوى احترافى وما لديها من قدرات وامكانيات ونظم تسليح حديثة وخبرات قتالية متراكمة.. هو رسالة لقوة «مصر- السيسى».. وأنها القوة الإقليمية الأعظم.
تحيا مصر