الكاتب الصحفي عصام عمران يكتب : أسد على الأفارقة .. وأمام “النتن” نعامة !!

الكاتب الصحفي عصام عمران
في الوقت الذي يظهر فيه ودودا متواضعا ، ولن أبالغ إذا قلت خانعا وهو يستقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رغم ما يرتكبه من جرائم حرب وإبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل ، لم يتردد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مواصلة عادته السيئة في إهانة ضيوفه من قادة ورؤساء في البيت الأبيض، خصوصاً في ولايته الثانية، التي بدأت رسمياً  20 يناير الماضي ، فلم تكن المشادة مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في 28 فبراير الماضي، استثناءً، بل نمط أسلوب  سياسي يمارسه ترامب، لإذلال كل من يلتقيه تقريباً .
وللأسف كان لقاء ترامب مع خمسة رؤساء أفارقة فى البيت الأبيض مؤخرا ، استمرارا لمسلسل الإهانات المتواصلة، وذلك بحضور قادة موريتانيا محمد ولد الشيخ الغزواني، والسنغال بشير ديوماي فاي، وغينيا بيساو عمر سيسوكو إمبالو، وليبيريا جوزيف بواكاي، والجابون بريس أوليجي أنجيما.. وعلى الرغم من إشادة الرؤساء الأفارقة بترامب، وفق موقع قناة سي أن أن الأمريكية، وتشجيعهم إياه على الاستثمار في بلدانهم، إلا أن الرئيس الأمريكي بدا مستعجلاً وفقا لما أظهرته الفيديوهات عقب الاجتماع، حيث بدا غير مبالٍ بأحاديث الرؤساء ، بإيماءات من وجهه وبتحريك يديه، حتى أنه عند تعمّده  إهانة أي منهم كان ينظر مباشرة إلى أعينهم.
وتحوّلت لحظة دبلوماسية إلى مشهد مربك ومشحون بالدلالات، مع مقاطعة ترامب الرئيس الموريتاني محمد ولد
الشيخ الغزواني أثناء حديثه، قائلاً: “ربما علينا أن نُسرع قليلاً لأن لدينا جدولا زمنيا حافلا… فقط قل لنا اسمك
وبلدك”.
في الوقت الذي كان الغزواني يتحدث عن أن “موريتانيا دولة صغيرة ولديها مشاكل بخصوص مؤشرات التنمية”، لكنها
“دولة عظيمة بموقعها الإستراتيجي ومواردها الضخمة من مختلف المعادن” .
ولم تكن هذه المداخلة الوحيدة من نوعها، إذ توجّه ترامب إلى رئيس غينيا بيساو عمر سيسوكو إمبالو بنفس الطلب
، فيما سأل نظيره الليبيري جوزيف بواكاي قائلاً: “أين تعلمت الإنجليزية ؟”، مبدياً دهشته من إتقانه للغة، رغم أن
الإنجليزية هي اللغة الرسمية لبلاده.. وقال الملياردير الجمهوري مخاطباً خريج كلية إدارة الأعمال: “شكرا لك، ولغتك
الإنجليزية ممتازة… أين تعلّمت التحدّث بهذه الروعة؟ أين تلقّيت تعليمك؟ في ليبيريا؟”. وبواكاي الذي تُعتبر الإنجليزية
لغته الأم شأنه في ذلك شأن سائر مواطنيه، ردّ على سؤال ترامب بابتسامة، بدا فيها محرجا، قبل أن يجيب ببساطة
“أجل سيّدي”، أي أنّه تلقّى تعليمه في ليبيريا.. لكنّ ترامب الذي كان مُحاطا برؤساء دول أخرى في غرب أفريقيا
ناطقة بالفرنسية آثر مواصلة الإشادة بمدى إتقان ضيفه للإنجليزية.
و الذي لا يعرفه ترامب أن ليبيريا هي أقدم جمهورية في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وقد تأسّس هذا البلد في
1822 بصفته مستوطنةً للعبيد المحرّرين في الولايات المتّحدة والذين عادوا للعيش في غرب أفريقيا. والإنجليزية هي
اللغة الرسمية في ليبيريا وهي أيضا اللغة الأكثر انتشارا في سائر أنحاء هذا البلد.. وبواكاي الذي يرأس ليبيريا منذ
2024 تخرّج من جامعة ليبيريا في العاصمة مونروفيا، كما درس في جامعة ولاية كانساس في وسط الولايات المتحدة.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.