عبد الناصر البنا يكتب : ترامب .. الرجل الذى فقد عقله !!

عبد الناصر البنا

الرئيس الأمريكى ” دونالد ترامب ” واحد من الشخصيات المثيرة للجدل ، يكفى أنه خلال الـ 100 يوم الأولى من ولايته حرك المياه الراكدة ، وهو على وشك أن يقود العالم إلى كارثة إقتصادية وسياسية غير مأمونه العواقب ، سواء بقرارات أو تصريحات وتصرفات لم يأتى بها أحد من العالمين قبله . موتور ، فتوه ، أبضايا .. إن شئت قل ، يبدو أن الرجل قد فقد عقله أو هكذا خيل إلىً ، لقاءه مع ملك الأردن كان فيه من الضغط النفسى والبجاحة مايكفى ، تصرفاته مع فلاديمير زيلينسكى فيها كثير من الصفاقة وقلة الذوق ، حتى ذلك الذى تم فى الفاتيكان كان محل إنتقاد ، أما قراراته الاقتصادية هى درب من الجنون الذى قد يشعل حربا إقتصادية عالمية دارت بالفعل رحاها بينه وبين الصين .. والبقية تأتى !!

تصريحات دونالد ترامب بخصوص ضم دولة كندا للولايات المتحدة كان فيها الكثير من البجاحة ، أما الصفاقة أو البلطجة على أصولها ، وكما يقول المثل المصرى العامى ” هربت منه ” فكانت طلب السماح للسفن التجارية والعسكرية الأمريكية بالمرور مجانا فى قناتى السويس وبنما ، وبالعامية المصرية ” أبو حنان ” حب يلعب مع مصر الدنيئة ، ولكنه إتروق على المستوى الشعبى ، ولايخفى على أحد خفة دم المصريين .

ردود الأفعال على وسائل التواصل الاجتماعى عكست غضب المصريين على تلك التصريحات وجاءت ” بأمارة إيه ، ربنا يصبر الوحش على الجحش ، عبيها قمح وذرة وقطع غيار مجانا .. ويابخت من نفع وإستنفع ، دا واحد متقمص دور خط الصعيد ، فين إلى صدعونا بأن USA دولة قانون ومؤسسات ، إنت بس عدى سفنك من باب المندب الأول .. إلخ ” أنا كتبت ياعم إحنا علشان نسافر بلدنا من مصر لـ نجع حمادى بندفع 3 كارتات فى الطريق ، وإحنا ولادها وشايلينها على كتافنا . خلاصة الكلام إسمح لى ياسيد ترامب أقول لك : بجد منظرك بقى وحش أوى ، المصريين مسحوا كرامتك ومرمطوا بيها الأرض وأعتقد أن دا هو ابلغ رد على هلفطتك !!

وفى معلومك عندنا مثل بيقول : ضربوا الأعور على عينه قال كده كده خسرانه ، ممكن مصر تقفلهالك ضبه ومفتاح شهر أو إتنين أو حتى سنه ، وأكيد أنت فاكر السفينة ” إيفرجرين ” لما جنحت في الممر الملاحي لقناة السويس في مارس 2021 وعطلت الملاحة فى القناة لمدة أسبوع ، وقتها العالم وقف على أطراف أصابعه بخلاف الخسائر التى تعدت المليارات ، إلعب غيرها لأنك مش هتقدر تلوى دراع مصر ، وقتها إبقى دور على طريق رأس الرجاء الصالح وخليه ينفعك وإبقى شوف الـ 15 يوم الزيادة دول تكلفتهم كام ؟

ولكن حتى لاتأخذنا العاطفة ، هناك مغزى من وراء تلك التصريحات كونها محاولة جديدة للضغط على مصر لقبول مخطط تهجير الفلسطينيين داخل سيناء ، وكونها ورقة ضغط جديدة تالية للتهديد بقطع المعونه العسكرية .. إلخ ، والسؤال الذى يتبادر إلى الذهن هو : هل أمريكا بجلالة قدرها مش قادرة تشيل جماعة الحوثى من على وجه الارض ؟ الحقيقة أن كل لبيب يعلم أن أمريكا تلعب لعبة ” قذرة ” فى الشرق الأوسط تهدف من خلالها إلى عسكرة البحر الأحمر للتحكم فى مضيق” باب المندب ” ليصبح المدخل الجنوبى لقناة السويس الممر الملاحى الأعظم فى العالم تحت قبضتها !!

وقد سبق لمصر أن رفضت الدخول فى تحالف عسكرى مع USA ضد جماعة الحوثى ، أضف إلى ذلك مناورة ” نسور

الحضارة ” المصرية ــ الصينية ، أقلقت إسرائيل ، وإعتبرتها تشكل خطرا كبيرا على المصالح الأمريكية فى الشرق

الأوسط وعلى أمن إسرائيل القومى ، أما إذا كانت تصريحات ترامب التى تمس السيادة المصرية ” تلقيح جتت ” إحنا

أكثر ناس إتضررت من الصراع فى منطقة الشرق الأوسط ومن حرب أمريكا مع جماعة الحوثى وقد تأثرت إيرادات قناة

السويس بشكل كبير وتجاوزت الخسائر الـ 65 % بما يتجاوز الـ 9 مليار دولار بسبب فشل أمريكا فى حماية الممر

الملاحى فى البحر الأحمر ، وكان من باب أولى لمصر أن تطالب أمريكا وإسرائيل بالتعويض لسد تلك الخسائر !!

ترامب الذى فقد عقله يريد عبور مجانى فى قناة السويس فى الوقت الذى يحصل فيه على ميزة العبور المفضل

لسفنه الحربية وفقا لـ ” إتفاقية السلام ” ولك أن تتخيل أن دخول السفن لمنطقة الشرق الأوسط من طريق رأس

الرجاء الصالح البديل الذى يستغرق 15 يوما زيادة وفيها تكلفة أعلى . أما مبررات ترامب لهذا العبور المجانى كون

قناتى ” بنما ــ والسويس ” ماكان لهما أن يتواجدا لولا الولايات المتحدة ، وحتى وإن كان هذا الكلام ينطبق على قناة

بنما التى قامت بالرد عليه ، ايضا وزير الخارجية المصرى الدكتور بدر عبدالعاطى عبّر عن موقفه إزاء التصريحات التي

دأب الرئيس الأميركي دونالد ترامب على إطلاقها منذ تولّيه سدّة الحكم بقولة ” الأفضل عدم الرد”..

بقى أن اشير إلى تلك اللمحة التاريخية التى تؤكد جهل الرجل الذى يعتلى البيت الأبيض ، وفقا للمصادر التاريخية

فإن فرعون مصر ” سنوسرت الثالث ” الذى حكم مصر من عام 1878 ق.م إلى عام 1839 ق.م كان أول من فكر فى

شق قناة مائية تربط البحرين الأحمر والمتوسط ، لكن أول عملية حفر بدأت فى قناة السويس بعد منح الفرنسى ”

فرديناند ديلسبس ” حق إنشاء شركة لشق قناة السويس فى الـ 25 أبريل 1859 ليتم إفتتاحها بعد 10 سنوات فى

نوفمبر 1869 رغم إعتراض إنجلترا والسلطان العثمانى آنذاك ، لتبرم بعد ذلك كل من ” فرنسا ـ النمسا ـ المجر ـ

أسبانيا ـ إنجلترا ـ إيطاليا ـ هولندا ـ روسيا ـ تركيا ” إتفاقية القسطنطينية فى عام 1888 لوضع نظام نهائى لضمان

حرية الملاحة فى القناة .

وفي 26 يوليو 1956 أعلن الرئيس جمال عبد الناصر من ميدان المنشية بالإسكندرية قرار تأميم شركة قناة السويس

، ” شركة مساهمة مصرية ” بعد أن سحبت الولايات المتحدة عرض تمويل السد العالي بطريقة مهينة لمصر، ثم

تبعتها بريطانيا والبنك الدولي ، وهو القرار الذى كان سببا فى العدوان الثلاثى على مصر عام 1956

فأين كانت أمريكا ؟

كرستوفر كولومبوس إكتشف أمريكا عام 1776 ودخل بعضها فى حرب عصابات مع الهنود الحمر سكان الأرض الأصليين

ووصلت حرب العصابات لـ 200 عام ، يعنى بالبلدى كده بلاش وقاحة ، وإختراق سافر للأعراف والقوانين الدولية ،

وتدخل غير مقبول فى السيادة المصرية ، لأن قناة السويس شريان غير قابل للمساومة أو التفاوض ، ويكفى أن أكثر

من الـ 120 ألفا من أجدادنا ممن عملوا بالسخرة فى حفر القناة ، قد ماتوا أثناء حفرها ،

لكن الطريف أن مثل شخصية دونالد ترامب لاتقلق فى التعامل معها لأنها تعتبر صفحة مفتوحة يعنى اللى فى قلبه

على لسانه ؛ القلق كله من الشخصيات الملاوعة .

ولسوف تظل قناة السويس رمزًا للسيادة المصرية وكفاحها الوطني .. حفظ الله مصر

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.