الكاتب الصحفي عصام عمران يكتب: مصر بخير .. والقادم غير 

الكاتب الصحفي عصام عمران

فكرة العنوان أعلاه استلهمتها من الشعار العبقري الذي رفعه القائمون على تنظيم إفطار المطرية الجماعى للعام الحادى عشر على التوالي، حيث أطلقوا على إفطار هذا العام ” مصر بخير و ١١ غير ” ولعلها بشرى خير على مصرنا الحبيبة، ولعله من حسن الطالع أن يأتى إفطار المطرية هذا العام وبلدنا أكثر أمنا وأمانا ،  ورخاء أيضا، فرغم الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة من حولنا ، بل والعالم أجمع فإن الأمور في مصر أكثر استقرار،  خاصة فيما يتعلق بأسعار السلع والخدمات الأساسية.

ولعله من حسن الطالع أيضا أن يأتي الاحتفال بإفطار المطرية المزمع منتصف الشهر الحالي بعد أيام

قليلة من التصريح المهم الذى جاء على لسان الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، والذي أشار فيه إلى

أنه لأول مرة منذ عقود طويلة تتساوى معدلات العملات الصعبة والدولار تحديدا فيما يخص الواردات والصادرات المصرية

وهو أمر لو تعلمون عظيم وان شاء الله يكون بداية انفراجة على كافة المستويات.

لعله خير أيضا أن يأتي إفطار هذا العام متزامنا مع استقرار الأوضاع فى غزة ، ولو مؤقتا وبجهود مصرية،  علاوة علي

اقتراب وقف إطلاق النار بين روسيا واوكرانيا وهو ما يأخذه على عاتقه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منذ إعادة

انتخابه للمرة الثانية رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية ، وهو ما يعود بالنفع على الاقتصاد العالمى وفي القلب منه

اقتصاد مصر الذي عانى كثيرا خلال الفترة الأخيرة.

وإذا عدنا للحديث عن إفطار المطرية فيمكن القول أن مصر تشتهر دائماً بأجواء رمضانية مميزة تُكسِبها نوعاً من

الخصوصية والتفردية، لا سيما فيما يتعلق بتنظيم فعاليات اجتماعية ملفتة خلال الشهر الكريم. ففي هذا السياق،

شهد حي المطرية- وتحديداً عزبة حمادة- تنظيم “أكبر حفل إفطار سنوي” يوم  25 مارس من العام الماضي ، تحت

شعار “للسنة العاشرة .. جيرة وعشرة”، والذي حظى باهتمام خاص من جانب وسائل الإعلام المحلية والأجنبية،

ورواد مواقع التواصل الاجتماعي.

كان لافتاً في إفطار العام الماضي حضور أكثر من 10 آلاف مواطن تناولوا طعام الإفطار على نحو 570 مائدة امتدت إلى

نحو 1000 متر. وقد حرص على المشاركة في الإفطار عدد من السياسيين والفنانين والمشاهير والذين وثّقوا

مقتطفات من هذه الفعالية الرمضانية التي تجسّد روح المحبة والترابط الاجتماعي بين المصريين.

ولم تكن هذه هى المرة الأولى التي يشهد فيها حي المطرية هذه الفعالية، إذ أنها تعد بمثابة طقس رمضاني يقام

في منتصف شهر رمضان من كل عام، بدأه أهالي الحي منذ عام 2013، وحالت جائحة كورونا دون تنظيمه خلال

عامي 2020 و2021. ومن المتوقع أن تتجاوز احتفالات هذا العام ما تم خلال الأعوام السابقة من حيث الكم والكيف.

ورغم أن هذه المناسبة قد لا تكون أكبر مائدة للإفطار الجماعى سواء في مصر أو أي بلد عربي أو إسلامى آخر،

ولكنها في الوقت نفسه ترصد حكاية فريدة من نوعها تكتسب خصوصية تختلف عن أي إفطار جماعي، حيث تمكن

“إفطار المطرية” من حجز مساحته الخاصة من الخصوصية والشهرة بعد أن استطاع القائمون عليه الحفاظ على

استمراريته لمدة ١١ عاما بشكل أكبر من الفعاليات السابقة بهدف جمع شمل “عائلة المطرية الكبيرة” وتكريس

المناسبة باعتبارها تقليداً اجتماعياً تتوارثه الأجيال القادمة ويصبح جزءاً أساسياً من تراثهم.

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.