الكاتب الصحفي عصام عمران يكتب: يوم الشهيد .. والنصر المجيد

رمضان شهر البركة والخير والرحمة، وهو أيضاً شهر الانتصارات قديماً وحديثاً، نعم، بطولات وفتوحات كبيرة في تاريخ أمتنا الإسلامية، قدَّر الله لها أن تكون في رمضان.
وفي تاريخ مصر أيام لا تنسى، منها العاشر من رمضان عام (1393هـ) الموافق السادس من أكتوبر (1973م)، والذي تمكنت فيه القوات المصرية من هزيمة الكيان الصهيوني بعد أن كان يظن أنه لن يهزم !! .
ولعله من حسن الطالع أن يأتي الاحتفال بذكري انتصار العاشر من رمضان هذا العام متزامنا مع احتفال مصر والقوات المسلحة بيوم الشهيد الذى يخلد ذكرى استشهاد الفريق أول عبد المنعم رياض رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية الذى استشهد على الجبهة وهو في الصفوف الأولى وسط أبنائه من الضباط والجنود فى التاسع من مارس عام ١٩٦٩ .
وما احوجنا ونحن نعيش ظروفا صعبة على المستويين الإقليمى والدولى أن نتذكر نصر أكتوبر المجيد أو العاشر من
رمضان الذى تمكنت فيه قواتنا المسلحة الباسلة من عبور قناة السويس ـ التي كانت توصف بأنها أصعب مانع مائي
في العالم ـ، وتحطيم أكبر ساتر ترابي وهو خط بارليف الذي كان بمثابة جبل من الرمال والأتربة، ويمتد بطول قناة
السويس (160) كيلو متر من بورسعيد شمالاً وحتى السويس جنوباً، ويتركز على الضفة الشرقية للقناة، وهذا الجبل
الترابي ـ الذي كانت تفتخر وتتفاخر به القيادة الإسرائيلية لمناعته وشدته ـ كان من أكبر العقبات التي واجهت القوات
المسلحة المصرية في عملية العبور والانتصار. وقد اعتبر المؤرخون المعاصرون هذا الحدث أول انتصار عسكري
للمسلمين والعرب في العصر الحديث على إسرائيل الأمر الذي شفى الله به صدور قوم مؤمنين، وأذهب غيظ قلوبهم.
لقد خاض الجيش المصري البطل تلك الحرب وهو يعلم أنها معركة مصير، لأن هزيمة الجيش المصري فيها لو حدثت
فإنه يعني سيادة إسرائيل على المنطقة كلها، وذلك لأن مصر كانت قد انكسرت قبلها بست سنوات انكساراً شديداً
بهزيمة يونيو (1967م)، التي أتاحت للعدو الصهيوني أن يقدم نفسه للعالم كسيد وحيد، وأن جيشه هو الجيش الذي
لا يُقهر .
لقد أنهت حرب العاشر من رمضان أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يُقهر، وكانت بداية الانكسار للعسكرية
الإسرائيلية، ومن ثم سيظل هذا اليوم العظيم والنصر المبين ـ العاشر من رمضان (1393هـ) السادس من أكتوبر
(1973م) ـ مصدر مجد وفخر يحيط بقامة العسكرية المصرية على مر التاريخ، ويظل وساماً على صدر كل مسلم
وعربي، كما نرجو أن يكون شفيعاً للشهداء الأبرار الذين ضحوا بأرواحهم ودمائهم لله تعالى، من أجل أن تعيش أمتنا
تنعم بالعزة والكرامة، فطوبى للشهداء، حيث قال المولى عزوجل فى كتابه الكريم : {ولا تحسبن الذين قتلوا في
سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون} (آل عمران:169).