الكاتب الصحفي محمد يوسف العزيزي يكتب : عندما يدق الخطر باب مصر

الكاتب الصحفي محمد العزيزي

مصر هي في كلمتين ” حكاية وطن ” .. وفي تفاصيل الحكاية الكثير من مواطن القوة وصلابة الإرادة وحكمة الزمن ودروس التاريخ

والحكاية بدأت من زمن سحيق.. منذ نشأت أول دولة مركزية في التاريخ ( مصر ) علي ضفاف النيل العظيم بحدود واضحة لم تتغير .. كانت تتسع رقعتها شرقا وغربا وشمالا وجنوبا عندما تمتلك أدوات القوة، وتنكمش عندما يصيبها الضعف والوهن وتتكالب عليها المؤامرات ويظن أعداؤها أنهم قد نالوا منها.. فتعود إلي حدودها الأصلية التي نعرفها اليوم

وبين القوة والضعف وقعت مصر تحت الاحتلال مرات عديدة نظرا لموقعها وخيرات أرضها حتى ظهرت العلوم الحديثة ومنها علم الجغرافيا السياسية الذي يقول أن مصر هي قلب العالم الجغرافي ومن يمتلك قلب العالم يمتلك العالم كله ويسيطر عليه، لذلك كانت وستظل دائما مطمعا لغيرها والجائزة الكبرى في أي مؤامرة للسيطرة علي المنطقة!

تاريخ مصر القديم يعرفه العالم كله.. العدو بتجاربه الفاشلة في النيل منها ، والصديق الذي يدرك – ولايزال – أن مصر

هي عمود خيمة المنطقة ، وهي الدرع الواقي ، وحائط الصد المنيع ، والصخرة التي تحطمت عليها كل أحلام وأماني

الأعداء قديما وحديثا لتتحول إلي أوهام وكوابيس

في كل تفاصيل الحكاية يخرج مارد عنيد ليعيد صورة الوطن الحقيقية إلي سيرتها الأولي ويفرض كلمته لتكون الكلمة

الفصل في أي قضية تتعلق بالوطن ..

هذا المارد العنيد ينطلق كما الطوفان أو الإعصار عندما يدق الخطر علي باب مصر.. رأيناه في كل ملامح الشعب

المصري وفي كل فئاته ومستوياته في كل شبر من أرض الوطن يكتب صفحة 30 يونيو 2013 عندما كان الوطن في

حالة اختطاف واضحة أكد فيها الخاطفون أن الاختطاف سيدوم أكثر من خمسمائة عام علي الأقل!

ورأيناه في 3 يوليو 2013 وهو يستعيد الوطن المخطوف، ورأيناه في 26 يوليو وهو يعلن عن اصطفافه خلف الوطن وهو

يواجه الإرهاب وكل تفاصيل مؤامرة التركيع

في هذا الوقت كان العالم يرقب باهتمام كبير تلك الصخرة الكبيرة التي أوقفت المؤامرة علي المنطقة وأفشلت

مخططات التقسيم الجاهزة من ثمانينات القرن الماضي، وأعطت بارقة أمل في المنطقة لكيفية الحفاظ علي الدولة

الوطنية.. كانت الصخرة هي مصر، وكان من الضروري عقاب مصر لهذا السبب.. فتداعت عليها الأمم، واشتد تضييق

الخناق عليها، وازدوجت عليها المؤامرة فصارت خارجية وداخلية وكلتاهما لا تقل خطورة عن الأخرى وإن كانت

الداخلية أخطر وأشرس !

كان حديثنا الدائم والأولوية الأولي الدولة الوطنية وما زال هذا الحديث مستمرا وسيظل لأن المؤامرة لم تتوقف،

فالحديث عن الجائزة الكبرى لم يكن من باب الخيال أو الأوهام التي يصدرها أعداء الوطن .. لأن مصر بكل ما تعنيه من

تاريخ وجغرافيا وضمير هي قلب العالم كما تشرح علوم الجغرافيا السياسية ومن يملك قلب العالم ويتحكم فيه يملك

العالم كله .. !

المارد المصري حر طليق لا تمنعه جدران ولا سقف يعوقه عن الطيران.. المارد المصري يملك قدرة عالية علي

استشعار الخطر عن بعد وقراءة الصورة جيدا، ويدرك أنه أوقف المؤامرة وعطل عجلة دورانها لكنه لم يقض عليها تماما

، لذلك هو دائما يقظ يسبق خصمه بخطوة وأحيانا خطوات .. لكنه عندما يقرر الإعلان عن نفسه لا ينتظر تعليمات أو

أوامر من أحد فهو الحارس الأمين علي هذه الأرض..

الغريب أن الخصوم لم يتعلموا الدرس ، وربما لم يدركوا أن الشعب المصري منذ خلقه الله علي هذه الأرض لم يخرج

منها ولم يفرط فيها ، وإن حدث يوما لا ينام ولا يهدأ حتي يسترد ما طمع فيه غيره ..

الشعب المصري رد علي ترهات حاكم البيت الأبيض برسائل رفض واستنكار وخطوط حمراء عندما تجاوز وتبجح وطلب

– مجرد طلب – السماح لتهجير الشعب الفلسطيني المقاوم في غزة إلي سيناء.. المارد لم يتحرك بعد .. أرسل فقط

رسالة تذكير ونصيحه لساكن البيت الأبيض ورفاقه.. سيناء خط أحمر ولا يمكن لمصر أن تشارك في تضييع حقوق

الشعب الفلسطيني ولا في إهدار دماء الشعب المصري التي سالت في حروب من أجل الفلسطينيين.

 

 

تعليق 1
  1. غير معروف يقول

    أتمنى أن يعى ساكن البيت الأبيض الجديد كلماتك المستنيره يا ليت هذا المتغطرس يفهم ويعى جيدا ما وراء تلك هذه الحروف المضيئه فى مقالكم المتوازن والجدير بالوقوف أمامه للوعى والاستدراك

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.