عبد الناصر البنا يكتب: سورية .. أخى جاوز الظالمون المدى !!
خلونى قبل أى حاجة أقول : أنه يخطىء من يظن أو يعتقد أننا بمنأى عما يحدث فى سورية الشقيقة وفى المنطقة العربية ، ومنطقة الشرق الأوسط ، وأن الجائزة الكبرى أو الهدف الأسمى هو سقوط مصر” لاقدر الله” وإن شاء الله مصر محفوظه بأهلها وعين الله هى التى ترعاها .
أما ماحدث فى سورية فهو مؤامرة مكتملة الأركان ، وهو مخطط ” صهيو ــ أمريكى ” أحيك بدقة بالغة وعناية فائقة .. وإلى التفاصيل ، فى سنة 1994 تعرض ” باسل الأسد ” الإبن البكر للرئيس السورى حافظ الأسد لحادث مرورى وإن شئت قل : حادث مخابراتى مدبر أودى بحياته ، لأنه كان الأقرب إلى كرسى الرئاسة السورية بعد والده ، ” مسلسل التوريث إياه ” ، رحل باسل الأسد ، وعاد بشار الأسد ” طبيب العيون ” من الخارج ؛ وبين عشية وضحاها عدل الدستور ليتولى ” بشار ” حكم سورية بعد وفاة حافظ الأسد عام 2000 ، ووفقا للتصريحات التى أدلى بها أنه وعد بإصلاحات سياسية ورفع القيود عن وسائل الاعلام .. وغيرها من الخطب والعبارات الفضفاضه التى تدغدغ المشاعر .
لكن ماحدث على أرض الواقع يذكرتى بقول المتنبى : مات فى البرية كلبا فأسترحنا من عواءه ، أنجب الملعون جروا فاق فى النبح أباه . عاد النظام السورى إلى نفس النهج السابق” فرض قيود على الصحافة ـ تكميم للأفواه ـ حملات إعتقال المعارضين ” تقريبا نفس نهج الأنظمة الديكتاتورية الشمولية ، وفى عام 2011 مع إندلاع ثورات الربيع “العبرى” قامت المظاهرات فى سورية ضد البطالة والفساد وغياب الحريات .. إلخ
ومنذ ذلك التاريخ وسورية فى حالة حرب وإقتتال وإنقسامات ، فشل أمامها النظام السورى فى حل الأزمة ، 13 سنه وسورية مسرح للعمليات ، النظام مستبد متوحش رفض كل الحلول ، والمعارضة تزداد شراسة ، ولكن ماحدث ما أن حطت الحرب على الساحة اللبنانية أوزارها ، ومابين عشية وضحاها ، وفى غضون أيام معدودة إنهار النظام السورى وهرب بشار الأسد وعائلته فى جنح الظلام متسللا إلى روسيا ” الحضن الدافى ” التى تخلت عنه عند اول منعطف ، وهنا بإمكانك أن تضع ماشئت من علامات الإستفهام ، وبإمكانك أيضا أن تسأل عن أصحاب المصالح .
ولنبدأ بإسرائيل التى ما أن سقط النظام فى سورية قامت بعربدة لم يشهد التاريخ مثلها ، ولم لا وهذا هو عصرها الذهبى ، بعد أن أًعلن عن وفاة العرب ، إسرائيل سيطرت على كل المنطقة العازلة تقريبا التى تم تحديدها وفقا لإتفاقية فصل القوات عام 1974 بحجة حماية حدودها . سنه 1967 إحتلت إسرائيل ثلثى الجولان الغربية ، والجزء الشرقى منها بقى خاضعا للسيادة لسورية وفقا للإتفاقية السابق الإشارة إليها ، الجيش الإسرائيلى نشر قواته فى هضبة الجولان ، والمنطقة العازلة ، وزاد الطين بلة أنها دمرت كل البنية التحتية للجيش السوري ” رادرات ـ سلاج جو ـ دفاعات أرضية ـ حتى الأسطول السورى فى اللاذقية لم يسلم من عدوانها ، بحجة أن لايمتلك أى فصيل قادم هذه الأسلحة التى تهدد أمنها واستقرارها . !!
روسيا الحليف الإستراتيجى لسورية إختفت عن المشهد تماما بإستثناء إيواء بشار الأسد وإعطاءه وعائلته حق اللجوء السياسى ياخى ( … ) كلمة أبيحه . أمريكا رأس الأفعى فى المنظقة هى مايسترو كل العمليات فى الشرق الأوسط ، طبعا أمريكا حيدت } كل{ الدول العربية بخلاف التطبيع مع إسرائيل ، ترامب فى أول تصريح له قال : إحنا مالناش دعوة ، وكان كل هم أمريكا وتركيا مخزون الأسحلة الكيماوية السورية ، ” هيئة تحرير الشام ” المثل الأعلى للإخوان تقريبا كل الخوان هللوا وطبلوا لها مع أنها كانت مصنفة ضمن المنظمات الإرهابية الدولية ؛ وإن كان آخر تصريح للمبعوث الأممى قال فيه : تصدقوا أن هيئة تحرير الشام طلعوا مش إرهابيين ، وإتضح كمان أنهم مستقلين عن تركيا .. طب إحلف !!
قبل مانسيب أمريكا وأنا هنا بصدد الحديث عن اصحاب المصالح ، أمريكا حذرت العراق من الإنخراط فى الإضطرابات السورية ، فى الوقت إللى شنت فيه أمريكا وفقا للبنتاجون غارات تقريبا 75 غارة ضد معسكرات ” داعش ” . أردوغان الفرصة جات له على طبق من ذهب ، خليكم فاكرين أنه أحكم سيطرته على ” ليبيا ” كل المخطوطات إللى فى المسجد الأموى نهبت لمصلحة تركيا ، وقريبا تركيا سوف تحرك إخوان الأردن لـ إحداث فوضى ، هو عقد وإنفرطت حباته .. خلوا بالكم .
سورية بعد سقوط نظام بشار مرشحة للإنقسام الى سته مناطق أو اجزاء ” منطقة للأكراد بالشام وشمال العراق ـ منطقة درزية فى جبل العرب الغربى ــ إقليم مسيحى ـ إقليم للعلويين ــ إضافة إلى منطقتين للسنة واحدة فى حلب والثانية فى دمشق والأنبار ، ولك أن تتخيل أن هذا التقسيم يمثل خطر على كل دول الجوار ” الأردن فى المقام الأول ـ الكويت ـ السعودية .. إلخ ” وهو ماقد يجر المنطقة إلى فوضى كبيرة .
والسؤال الذى يدور فى خاطرى : كيف يمكن إعادة الأمن فى سورية فى ظل عدم ثقة الشعب فى النظام ؟
سقط النظام فى سورية فى تطور دراماتيكى نتيجة لعوامل داخلية ذكرت بعضا منها ، ومنها ماهى تاريخى إضافة إلى تدخلات خارجية وقوى إقليمية ودولية فاعلة ، ولكن على أرض الواقع هناك من هو مثلى ” منزعج ” وقلق مما يحدث فى سورية خشية تقسيمها وإنهيارها لتلحق بأخواتها ” ليبيا ـ اليمن ـ العراق _ السودان ” وطبعا فلسطين عليه العوض ومنه العوض ، ومن هو ” فرحان : وسعيد ومزغطط لما حدث وأنا لا أرى سببا مقنعا لفرط السعادة لأنه والله سيناريو يتكرر ” Copy .. Paste ” .
ومابين الحلم والأمل فى إعادة بناء مؤسسات الدولة السورية والمزيد من الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان للشعب السورى ، والعبور بسورية إلى بر الأمان ، والبدء فى مرحلة جديدة يتم خلالها جمع شتات 13.8 مليون لاجىء ونازح سورى فى شتى بقاع العالم ودول الجوار وعلى رأسها مصر وتركيا ولبنان والأردن .. إلخ
وبين الخوف من خطر التقسيم والنزاعات العرقية بين ” السنه ـ الشيعه ـ الدروز ـ العلويين ـ المسحيين ” .. إلخ
والجماعات الاصولية التكفيرية المتشددة المسماه بالجهادية أو الإسلامية والتنظيمات المسلحة المدعومه من الخارج وعلى رأسها ” هيئة تحرير الشام ـ النصرة ـ الإخوان ـ الدواعش ـ حزب الله الموعوم من إيران والدور الخطير لـ إيران فى المنطقة .. وقد غفلت عنه ” والتدخلات الخارجية السابقة والتى سوف تجد لاحقا من أجل إقتسام النفوذ والموارد .
تبقى الكلمة للشعب السورى فى غد أفضل ومدى قدرة الأطراف السورية على الاتفاق على موقف موحد أو رؤية موحدة تعيد لسورية أمنها وإستفراها ، والحد من التدخلات الخارجية والأطماع الإستعمارية والتصدى للأزمات ومواجهة مخططات الكيان الصهيونى المحتل الغاصب للأراضى السورية ، وإجهاض المخطظ ” الصهيو ـ أمريكى ” فى المنطقة وصراع النفوذ والمصالح بين مختلف القوى الإقليمية ، لا لشىء إلا من أجل مستقبل أفضل لـسورية وأبناءها وشعبها والعودة إلى مرحلة الأمن والإستقرار .. حفظ الله سورية ، وجنبنا الفتن ماظهر منها ومابطن .