المستشار وجدي سيفين يكتب : ترامب .. الحل أم المشكلة ؟

المستشار وجدي سيفين
منذ فترة طويلة وانا في حالة تأمل مما يحدث في جميع دول العالم وبصفة خاصة في بلدنا الحبيبة مصر ،وكيف تؤثر كل الأحداث في اي بقعة علي وجه هذه البسيطة في كل دول العالم وتنعكس علي سبل العيشة وصعوبة أو سهولة الحياة وعلي أسعار السلع والمنتجات سلبا و إيجابا
كيف أثرت حرب روسيا وأوكرانيا علي غلاء اسعار القمح والحبوب والحديد والكثير من السلع ؟ ..وكيف توقفت حركة الملاحة وقلت البضائع المتداولة بين الشرق والغرب بسبب حرب اليمن وانقسامها وخرابها ؟

كيف انتشر المهاجرين في الغرب والشرق من سوريا والعراق وجميع دول الشرق الأوسط بسبب الإرهاب والحروب

الطائفية التي خربت أجمل بقاع الأرض ومهد الحضارات القديمة ؟
كيف أصبحت ليبيا مرطع للمليشيات وحروب الشوارع والانقسام بين بني غازي وطرابلس ؟ كيف خربت السودان بين
جنوب وشمال ودارفور وصراع محتدم بين الجيش ومليشيات الجنجاويد ؟ وكيف يحرك أهل الشر حروب المياه بين دول
حوض النيل ؟ وكيف تمت السيطرة علي دول أفريقيا وآسيا وامريكا الجنوبية بسوط وسطوة الدولار ؟
كيف تغتال البشرية وتنتهك كرامة الإنسان طفلا وكهلا ورجلا وامرأة في غزةوالضفة الغربية ولبنان تحت أقدام العدو
الصهيوني ؟
كيف تدنس المقدسات وتداس بأقدام الأثمة والطغاة ؟ كيف تقوقعت الصومال وافغانستان علي سرطان اسمه
الإرهاب ؟
كيف ارتعدت اشاوس ملوك وامراء الخليج العربي أمام المد الثوري الشيعي الإيراني فهرعت الي أمريكا لتحميها
وركعت للعدو الصهيوني ؟ وكيف انشغل التنين الصيني بأحواله وقضاياه و انفصال هونج كونج ومصير طريق الحرير
وخطر كوريا الجنوبية المدعومة من الغرب ؟
كيف غرقت أوروبا في طوفان المهاجرين من الشرق وكيف تدمجهم وتصهرهم في قيم وأسلوب الحياة الغربية وتتقي
شرور أفعالهم لكي لا تدمر نسق ونمط ورفاهية الحياة الغربية ؟
كيف تتحكم أمريكا في إيقاع الحياة برفع الفايدة علي سعر الدولار في بنوكها فتتحطم العملات بكل دول العالم
فترتفع الأسعار بجنون ويرزح بني البشر تحت أعباء توفير قوت يومهم وسد جوعهم ؟
كيف تترنح حكومات جميع الدول وتسعي للبنك الدولي تستجدي المعونة والمدد ..وكيف تقف مصر صامدة بشعبها
وشامخة بقوة جيشها ومعتزة بكرامتها بحكمة رئيسها الوطني المخلص عبد الفتاح السيسي وبقدرة الله الذي بارك
شعب مصر وارضها المقدسة ؟
إنها أمواج من الأفكار المتلاطمة في ذهني وألاف من الأسئلة المتصارعة في عقلي لا تجد إجابة ولا ميناء ترسي
عليه وترتاح فيه ..!
وتأتي الانتخابات الأمريكية الأخيرة بفوز الرئيس دونالد ترامب لتعطي جميع دول العالم بصيص من الأمل في عودة
الحياة مرة أخري الي ما كانت عليه وقت توليه الحكم في أمريكا من عام ٢٠١٦ حتي عام ٢٠٢٠ ..
هل دونالد ترامب هو الحل ؟ هل يفعلها مرة أخري ليعيد لنا الحياة ويضبط إيقاعها فتتوقف آلة الحرب عن الضجيج ويعم
السلام ،ويسود الاستقرار هنا وهناك ويتوقف الصراع وترجع الإنسانية الي بني البشر ونشعر مرة أخري بالأمن
وبالأمان المفقود ، وترجع الأسعار الي معقوليتها ،وتتوفر جميع السلع الأساسية لشعوب العالم لتسديد احتياجاتهم
وتتنفس حكومات وحكام العالم الصعداء أمام طغيان البنك الدولي وجبروته ..فتعود ترفع هاماتها أمام شعوبها مرة
أخري ؟
هل يملك ترامب العصاة السحرية التي يستطيع أن يغير بها أحوال العالم من جحيم الخراب الي جنة العمار ؟
هل ترامب هو مبعوث العناية الإلهية لحل مشاكل العالم ..هل ترامب هو الحل أم هو المشكلة ؟
إذا نفذ ترامب كل وعوده الانتخابيه للشعب الأمريكي والعالم أجمع سوف يكون هو الحل بكل تأكيد ..ولكن إذا تقاعس
عنها مهما كانت الأعذار فسوف يكون هو المشكلة .
ترامب يا سادة أصبح السؤال والجواب ..
ننتظر جميعا أن يجاوبنا من خلال أفعاله وسياساته وقراراته ..هل هو فعلا الحل ام المشكلة ؟
أخشي ما أ خشاه أن تصعد قوي اليسار التي هزمها في أمريكا وفي كل دول العالم الي التكتل وتصعيد وتيرة
المواجهة الي معركة أخري كبيرة واخيرة تقضي علي العالم أجمع بحرب عالمية ثالثة مدمرة تحرق الأخضر واليابس
فيكون عندها ترامب هو المشكلة وليس الحل !
ويظل سؤالي بدون إجابة إلي أن يتولي ترامب الحكم في يناير ٢٠٢٥
هل سنعيش عام جديد في عالم سعيد تتعاون فيه جميع الدول في صناعة الاستقرار والبهجة والرخاء وينعم فيه
الإنسان في الكون الفسيح الي سلام للجميع كما بشرنا المسيح ؟
سوف نري بعيوننا ونبصر بقلوبنا ونسمع بآذاننا الأجابة .. هل ترامب المشكلة أم الحل ؟
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.