عبد الناصر البنا يكتب ؛ الاعلام المصرى بعافيه .. حبتين !!

عبد الناصر البنا

ونبدأها بالصلاة على النبى ﷺ ونسأل سؤال : هل فى حد فى مصر عاجبه حال الاعلام حاليا ؟ وطبعا الاجابة معروفة ، ولكن قبل ماتقولها تعالى نشوف إيه إللى وصلنا للحالة إللى إحنا عليها !!

ومش هنروح لورا كتير ونقول الريادة الإعلامية وتسيد مصر فى فترة من الفترات للمنطقة العربية ( إعلاميا ) قبل ماتسحب قناة الجزيرة وقنوات دول الخليج البساط من تحت أقدامنا ، وقبل ماتحاول المملكة أن تسرق قوتنا الناعمة ، خاصة بعد دخولنا عصر السماوات المفتوحة وثورة المعلومات .

إحنا للأسف صحينا لقينا نفسنا رجعنا لوراء .. كتير أوى ، فاكرين لما قالوا ” خليهم يتسلوا ” لما إستهان النظام السابق بدور الاعلام بعد ماغاب عن بالهم خطورة سلاح الاعلام وقدرته على هدم أعتى الدول والامبراطوريات فى لحظة ، والله لولا ستر الله علينا ولأن عين الله هى التى ترعى مصر كان زمانا فى خبر كان !!

وياربتنا أخدنا عبرة ووعينا الدرس ، إعلامنا بعافية حبتين ، ودا إللى أكد عليه الرئيس فى أكثر من مناسبة ، بس خلونا نجيب الحدوته من بدايتها علشان نعرف إيه إللى وصلنا للحال ، وعلشان نقدر ننقذ مايمكن إنقاذه ، لانه فى ظل تغول الاعلام الرقمى والـ Social Media عمرك ماهتقدر تحتكر أو تخفى معلومة ( العالم كله أصبح قرية صغيرة ) دا فى الوقت إللى مانقدرش نقول فيه على أى وطنى شريف قلبه على البلد أنه خاين أو مندس أو عميل أو عاوز يهد البلد أو نقول عليه أصله لابس نظارة سوداء .

لا من اجل شىء الا انه عبر عن رأيه ورفض هدم المقابر التراثية وطمس التراث والهوية والتاريخ ، وقطع الأشجار وبناء أكشاك ، والتماثيل المسخ فى الميادين العامة ـ والمشروعات التى تقام بدون دراسة جدوى ، وتطوير بعض الحدائق العامه زى ” المنتزه ـ الدولية ـ الأورمان ـ الحيوان .. وغيرها ” هؤلاء ليسوا ضد التطوير والتعمير ولا يستطيع أى أنسان منهم أن ينكر حجم الإنجاز الذى تحقق على أرض الواقع فى الطرق والبنية التحتية ومشروعات الاسكان وتطوير العشوائيات والارتقاء بحياة الانسان المصرى من تكافل وكرامة وحياة كريمة وقوافل ستر وعافيه .. إلخ .

لكن ليس معنى هذا ” إنسف حمامك القديم ” فالقديم له عشاقه ومحبيه ، إعمل جديد زى ما إنت عاوز بس إبعد عن القديم لأن ” إللى مالوش ماضى ، مالوش حاضر ، مالوش مستقبل ” ، دى الناس حوالينا بتحاول توجد لها تاريح ونحن أساتذه فى هدم التاريخ ، ومن هنا يأتى دور الاعلام ، لأن من حق المواطن أن يفهم ، لابد أن يكون هناك من هو على مستوى الحدث ، ذلك الذى يخرج للرأى العام مكاشفا ومصارحا وشارحا لما يحدث أولا : حتى لايعطى فرصة للمتربصين من النيل من أمن الوطن وسلامته ، وليوقف حملات التشكيك والأخبار المغلوطه والمفبركه ، وثانيا : حتى لايأتى التبرير بعد فوات الأوان وخراب مالطه ، وأما وأن السكوت عندنا هو سيد الموقف ، لذلك سوف ” تبقى النار تحت الرماد ” !! .

إذن لابد من المصارحة والمكاشفة وحرية تداول المعلومات وهو أمر فى غاية الاهمية ، وهذا ما أردت التأكيد عليه بداية . أزمه الاعلام فى مصر بدأت فى رأيى بعد ثورة يناير عندما خرج الاعلام الرسمى متهم بأنه ” بوق للنظام ـ إعلام مكبل بالديون ـ مرهق بالعمالة الزائدة ” . ويبدو أن النية كانت مبيته على هدم ماسبيرو إعلام الدولة وصمام أمنها وأمانها وحصنها المنيع ، وهو الذى شكل وجدان المشاهد العربى من المحيط إلى الخليج ، دًمر قطاع الإنتاج ، أهمل التليفزيون بمختلف قنواته وقطاعاته ، وبدلا من مد يد العون والمساعدة له ، أو حتى إطلاق رصاصة الرحمة عليه ، ترك لـ تتلاطمه الأمواج ، إيذانا بميلاد ” إعلام بديل ” يسيطر على ساحة الاعلام فى مصر المقروء والمرئى والمسموع ” صحافة ـ إذاعة ـ تليفزيون ـ صحافة ألكترونية ” ويسيطر على الانتاج الاعلامى ” دراما ومسلسلات وأفلام إنتاج وتسويق وتوزيع ـ إعلانات .. إلخ ” وتغول بدون ضابط ولا رابط ولاحسيب ولارقيب !!

والنتيجة كلما ظهرت فضيحة اخمدت مرة شبهه فساد فى مسلسل ” نسل الأغراب ” وأخرى فى الخسائر الفادحة التى منى بها ، وألسفه فى الانفاق ، وللأسف المحصله النهائية هى إعلام لايواكب ولايساير الدولة المصرية أو ” الجمهورية الجديدة ” ، وأعتقد أن إلغاء وزارة الاعلام كان الخطأ الأكبر ، فهل يعقل أن تكون دولة محورية فى الشرق الأوسط بحجم مصر بدون وزارة إعلام ؟ ، أن تكون بدون بوصلة او ميثاق شرف يحكم أو يوجه دفة منظومة الاعلام فى مصر ؟ ، وياللأسف تحول الاعلام إلى قنوات تبث العرى والجنس والمياعة والخلاعة والقضايا التى تثير الرأى العام ، لا من أجل شىء إلا الحصول على اللقطة ، وإعلام خاص هو خادم لرأس المال يغازل الدولة وينافقها ، وإعلام بديل محكوم بسياسة إعلامية لاترقى إلى مستوى الحدث ولاتنطلى على رجل الشارع العادى !!

ومازاد الطين بله الزج بأشخاص بعينهم على الساحه الاعلامية بل وتجدهم من المقرببن فى كل المحافل ، من المنافقين وحملة المباخر وماسحى الجوخ ولاحسى الأحذية ؛ ممن فقدوا مصداقيتهم فى الشارع ، والاصرار على فرضهم على الرأى العام ، وبصرف النظر أنهم فقدوا مصداقيتهم لدى المشاهد ، لكن كونهم وجبة دسمة للجان الاخوان وذبابهم الألكترونى ليلا للتحفيل عليهم ، وللعجب فانت تعطى الخنجر لخصمك ليطعنك به ، وهذا شىء فى منتهى الغرابه والله .

وتأتى المحصلة فى النهاية = صفر .، إعلام لايستمع إليه أحد ، إعلام يستخف بعقل المشاهد ، وحتى إن كان مايبثه حقيقه ، لكن طريقة العرض نفسها يعتريها العوار ، ويبقى السؤال : إذا كان المواطن المصرى والعربى وقت حدوث أى عارض يلجأ إلى تليفزيون الدولة، لأنه يعلم أنه الوحيد الصادق ، وهو فعلا الصادق .. لماذا لاتمتد إليه اليد التى تنقذه من عثرته ، مبنى ماسبيرو العريق القابع على ضفاف نيل القاهرة ، لماذا الإصرار على هدمه وتهميش الكوادر الموجوده فيه ؟ ولمصلحه من يتم هذا ؟ ، يعنى بطول مصر وعرضها مفيش بنى آدم يوحد الله يقول أن فى هذا المبنى قامات وكفاءات كبيرة قام عليها الاعلام العربى من المحيط إلى الخليج . قامات تركت بدون أن يربت على كتفها أحد ، أو ياخذ بيدها ، أو حتى يقول لها أخطات أو أصبت ، قامات تبحث عن من يرعاها نغسيا وبدنيا بعد أن خارت قواها بحثا وراء حقوقها المالية الضائعة فى دهاليز الروتين ، فى ظل غلاء متوحش لايرحم أحد ، وفوق هذا وذاك يقاوموا ويصارعوا الموت والجوع مع إنعدام الرغبة فى مد يد العون والمساعدة لهم !!

الاعلام فى مصر بعافيه حبتين .. حتى بعد إستحداث الهيئات الثلاث التى جاءت بديلا لوزارة الاعلام ، وحتى بعد إستحداث وزارة دولة للإعلام ، ولدت مبتسره ليس لها صلاحيات ، حتى المسئول عنها كان أول من عادى الاعلاميين ، وصحافة قومية حالها يرثى له أكثر من حال التليفزيون الرسمى ، مؤسسات غرقت فى ديونها وأصبح العاملين فيها مناديب فى الوزارات ، وبعد أن كانت الصخافة تقيل حكومات وتبنى دول ، أصبحت لاحول لها ولاقوه ، من أجل هذا وذاك إعلامنا بعافيه حبتين

مصر ياسادة فى حاجه إلى إعلام وطنى حر مستقل يتميز بالشفافية والوضوح والمكاشفة ، بعيدا عن التخوين .. إعلاما يحكمه ميثاق شرق .. إعلاما يديره الشرفاء من أبناء هذا الوطن وهم كثر ، إعلاما يبتعد كل البعد عن الشللية والمحسوبية وأصحاب الحظوة والجاه والسلطان ، إعلاما مهنيا مسئولا يتبنى قضايا الوطن ويناقشها بكل حيادية وموضوعية .. حفظ الله مصر ، ودمتم سالمين !!

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.