كتب- مصطفى ياسين :
شهدت قارة أفريقيا ميلاد “عِملاق” أكاديمى، يسعى لتسليط الضوء على “الكنوز الإفريقية” فى كلّ مجالات الحياة ومناحيها المتنوّعة والمتعدّدة، اجتماعيا وثقافيا واقتصاديا وحضاريا وسياسيا، بما يُرسِّخ الهُوية الإفريقية والحفاظ عليها من التشويه أو الانتقاص.
هذا العملاق الأكاديمى تمثّل فى تأسيس “اتحاد المؤرِّخين الأفارقة” الذى يضمُّ فى عضويّته كوكبة من العلماء المؤرّخين فى مختلف التخصّصات ومن كلّ الدول الأفريقية الشقيقة.
حضر الاجتماع الأول للتأسيس- افتراضيا عبر الزووم – عدد من المؤرّخين والباحثين الأفارقة القادمين من المغرب وموريتانيا والسنغال وتشاد وجيبوتي ونيجيريا والنيجر والسودان ومصر والكاميرون وبنين وغينيا كوناكري وأفريقيا الوسطى وليبيا وكوت ديفوار وتونس.
ترأَّس الاجتماع السيد د. عادل بن محمد جاهل، الذي رحّب بالحضور وأشاد بأهمية هذا اللقاء التاريخي الذي يسعى إلى تأسيس اتحاد يجمع المؤرِّخين الأفارقة لتبادل المعرفة وتعزيز البحث التاريخي في القارّة الأفريقية.
وافتتحه الكاتب الصحفى مصطفى ياسين، بكلمة عبَّر فيها عن سعادته بجمع هذا العدد من المؤرّخين الأفارقة من مختلف الدول، وأكّد على الدور المهم الذي سيلعبه الاتحاد في توحيد جهود المؤرّخين لتعزيز البحث التاريخي في أفريقيا، وإبراز الإرث الحضاري المشترك لشعوب القارة.
المشروع التأسيسي
وقام السيّد د. عادل بن محمد جاهل، بتقديم المشروع التأسيسي للاتحاد الأفريقي للمؤرّخين، مبيِّنًا أهدافه الرئيسة والتي تتجلَّى في:
– تعزيز التعاون بين المؤرِّخين الأفارقة؛
– توثيق ودراسة التاريخ الأفريقي المشترك؛
– توفير منصَّة للمؤرّخين لتبادل الخبرات والمعرفة.
وقال أننا على أعتاب مرحلة جديدة في دراسة تاريخ قارّتنا، مرحلة تحمل في طيّاتها آمالًا كبيرة في استعادة الهُوية
الأفريقية وتعزيز الوعي بتاريخنا العريق.
مضيفا: أن اجتماعنا التأسيسي يمثِّل بداية عهد جديد، عهد يسوده التعاون والتآزر بين المؤرّخين الأفارقة من أجل
تحقيق أهداف ساميّة ورفيعة تتجاوز الحدود الجغرافية والسياسية الضيّقة.
وأشار أن هذا الاتحاد ليس مجرّد مناسبة رسمية؛ بل هو فرصة حقيقية لبناء جسور جديدة بين الباحثين والمؤرّخين
من مختلف أرجاء القارّة. نهدف من خلاله إلى وضع الأسس لبناء اتحاد قوي ومستدام، قادر على الدفاع عن التراث
الأفريقي وإبراز إسهاماته الفريدة في الحضارة الإنسانية.
كما نسعى إلى خلق مساحة للنقاش الأكاديمي المفتوح، وتبادل الرؤى حول كيفية مواجهة التحديات المعاصرة التي
تواجه دراسة التاريخ الأفريقي.
مناسبة تاريخية
وتدخَّل د. محمد المختار جى- رئيس الجامعة الإسلامية مينيسوتا، فرع السنغال- قائلا: الاتحاد حدث نعتبره لَبِنَة
أساسية في صرح تعزيز البحث التاريخي في قارّتنا الأفريقية الغنيّة بإرثها الحضاري والإنساني.
لقد جاءت فكرة تأسيس هذا الاتحاد من إيماننا العميق بأهمية توحيد جهود المؤرّخين الأفارقة لتوثيق تاريخنا
المشترَك، والبحث في صفحات ماضينا العريق، ليس فقط للحفاظ على ذاكرتنا التاريخية، ولكن أيضاً لتمكين الأجيال
القادمة من فهم جذور هُويتنا الأفريقية، والاعتزاز بما حقّقته شعوب القارّة عبر العصور.
وتم انتخاب الأمانة العامة للاتحاد برئاسة د. عادل بن محمد جاهل (المملكة المغربية).
خطة العمل المستقبلية :
تم الاتفاق على عدد من المشاريع والأنشطة المستقبلية للاتحاد، والتي تشمل:
– تنظيم ندوات ومؤتمرات سنوية حول التاريخ الأفريقي
– إطلاق مجلات علمية متخصصة في البحوث التاريخية
– بناء شبكة إلكترونية للتواصل بين الأعضاء وتبادل الأبحاث.