رسالة المغرب: مصطفى ياسين
واصل الملتقى العالمي للتصوّف فى نسخته التاسعة عشر، تحت الرعاية الساميّة لجلالة الملك محمد السادس-
حفظه الله- الذى تعقده مشيخة الطريقة القادرية البودشيشية، هذا العام تحت عنوان “التصوف ومآل القيم في زمن
الذكاء الاصطناعي”، فعالياته بتأكيد المشاركين فى الجلسات أن التصوف هو السبيل الوحيد لتحقيق الحماية
الاجتماعية والنفسية للبشرية فى مواجهة الانفلات الأخلاقي والقيمى المصاحب لتقنية الذكاء الاصطناعي، بما يبثه
في نفس الصوفى من مراقبة وخوف وخشية لله، بما يمنعه من الوقوع فى الذلل والانحراف.
وشهدت الجلسات فقرات إنشاد تبارى فيها المادحون من مصر والمغرب واندونيسيا وماليزيا فى تشنيف آذان
الحاضرين بوصلات الذكر والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، فى شهر الفرح والسرور بمولده الكريم، فأبدع كبير
منشدى الإذاعة والتلفزيون المصري الشيخ محمد علي جابين، وتنافست معه الفرق الإنشادية، وخرج الكل رابحا
بفضل الصلاة والسلام على رسول الله.
وكان الجميع في كنف العارف بالله مولاي د. جمال الدين القادري بودشيش- رضي الله عنه- وحضور بِشَارة العارفين
سيدي د. منير القادرى- رئيس مؤسسة الملتقى، مدير المركز الأورومتوسطي لدراسة الإسلام اليوم، نائب الطريقة
القادرية البودشيشية، حيث اكتظت قاعة المؤتمرات الكبرى بالحضور الدولى من مختلف أنحاء العالم، وأنشد الجميع
بصوت ولغة واحدة الذكر والصلوات على خير البرية.
الحماية بالتصوف
وفى الجانب العلمى، أكد د. محمد عبدالمالك الخطيب، نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه القبلى، أن الذكاء الاصطناعي لا يمكن أن يحل محل المعرفة عند المسلمين الذين كانت لهم الريادة في العلوم المختلفة، فأنتجوا علوما طيبة للبشرية، ولما تقدم الأوروبيون انتجوا أسلحة نووية وذربة تجرب على الإنسان،
ولو أراد الذكاء الاصطناعي التدخل فى العملية الروحية ربما ألحد او انحرف الإنسان، وبقدر ايجابياته توجد سلبيات يجب التوقف عندها، والتصوف هو الذي يعصم الإنسان من الوقوع في انحرافات الذكاء الاصطناعي، بتهذيب السلوك ومراقبة الله دوما، فالصوفى لا يقع في الانحراف لارتباطه بذكر الله دائما،
ويعلم أن الخلق نصف الدين، ويتعامل مع الناس بالأخلاق الحسنة والطيبة. مؤكدا على دور المربي الصوفي في إعداد المريدين وتعليمهم مبادىء الدين الاسلامي الصحيح، وكيفية العمل من أجل إخراج أفراد صالحين للمجتمع والأوطان.
التمكين للإنسانية
وأكد د. عبدالوهاب الفيلالى، استاذ التعليم العالي بجامعة سيدى محمد بن عبد الله، فاس، أن هناك ثوابت قيمية طاقية فى التصوف الاسلامي تسهم فى تحقيق التمكين لإنسانية الإنسان. وأفاض فى الحديث عن “العلوم الإسلامية وتوظيف الرقمنة”.
وأشار د. عبدالله حمدوني، الأستاذ الجامعي بالمدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية، وباحث في التصوف، حيث إلى دور الذكاء الاصطناعي في التربية الصوفية مؤكداً أن الذكاء الاصطناعي بات له دور هام في الوقت الراهن وأصبح الكثيرون يعتمدون عليه من أجل الانتفاع به علي كافة الأصعدة .
التربية الروحية
وألمحت د.عزة رمضان، الاستاذة بقسم العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، إلى “التربية الروحية في عصر الذكاء الإصطناعي مقاربة أخلاقية من منظور جيلي”، مؤكدة على دور التربية الروحية في إصلاح الأفراد والجماعات.
وتناول د.توري بوباكار ،الاستاذ بجامعة باماكو بدولة مالي، “هوية الثقافة الإسلامية الإفريقية وتحديات الذكاء الإصطناعي”، وكذا د. محمد الطلحاوي الأستاذ بجامعة محمد الأول بوجدة، “الهوية الدينية والثقافية والذكاء الإصطناعي”.
واشاد د.بلال الحلاق، الأمين العام لدار الفتوي بكاليفورنيا، بدور الذكاء الاصطناعي فى التعليم عن بعد. ودعمته د. الهام مصطفي عبدالجبار ، استاذ الفقه وأصوله بالاردن، باستفادة العلوم الإسلامية من الرقمنة والذكاء الإصطناعي.
واستعرضت د. انتصار حدية، الأستاذة بكلية الطب بوجدة، واقع الطب وسؤال القيم فى عصر الرقمنة والذكاء الاصطناعي. وذات الشئ عرضه د. حسن بويزدوزان، نائب رئيس جامعة نوتردام الإسلامية، مشيراً إلى توظيف الرقمنة والذكاء الاصطناعي فى تطوير العلوم الإسلامية.. دراسة تحليلية لتطبيقات التقنيات الحديثة وآثارها على البحث والتعليم.
واشار د. صلاح الدين المستاوى، عضو المجلس الإسلامي بتونس، إلى دور الطرق الصوفية والزوايا في الإشعاع الروحى والأخلاقي من خلال الفضاء الافتراضي، القادرية البودشيشية أنموذجا ومثالا.
واستعرض د. خالد ميار الادريسي، رئيس مركز المغربى للدراسات الدولية والمستقبلية، للقيم الروحية وتحدى الانبهار بالتكنولوجيا.. نقد واستشراف.
وتتواصل فعاليات الملتقى الدولي للتصوف غداً في يومه الخامس، قبيل يوم الختام الذى يشهد الاحتفال الكبير بذكرى المولد النبوي الشريف، مساء يوم الاثنين ويستمر حتى فجر الثلاثاء.