قدم الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب ، منذ توليه منصب شيخ الأزهر الشريف قبل١٣ عاما ، دوراً كبيراً وكان محور تحركاته إقليميًا وعالميًا انطلاقًا من عالمية الأزهر ودوره في الدفاع عن كل ما يواجه العالم الإسلامي والإنسانية جمعاء من أزماتٍ وقضايا فكرية ملحة، وهو ما ساهم في استعادة المكانة العالمية والريادة التاريخية التي يحظى بها الأزهر منذ قديم الزمان .
ودائماً ما كانت مواجهةُ التطرف، ونصرةُ القضية الفلسطينية والقضايا الإنسانية العادلة، وبيانُ صورة الإسلام الصحيحة ونفيُ ما ألصقته بها الأَعمال الإجرامية للجماعات الإرهابية التي تنسب نفسها بهتانا وزورا للدين الإسلامي ونشر ثقافة التعايش والسلام والاندماج الإيجابي ومواجهة الإسلاموفوبيا، شغله الشاغل وجهده الذي لم ينقطع، فبذل الغالي والنفيس حتى شَهِد العالم بأهمية دور فضيلته وتأثيره في الحد من التطرف، والإسهام في إرساء السلام، وهو ما أكده العديد من الشخصيات والقيادات والمؤسسات السياسية والدينية العالمية ، سواء خلال ٤٣ زيارة وجولة خارجية قام بها على مدى ١٣ عاما أو حتى فى اللقاءات والمؤتمرات التى حضرها وشارك فيها الإمام داخل مصر .
اقول ذلك بمناسبة ما أثارته الزيارة المهمة التى قام بها شيخ الأزهر مؤخرا إلى كل من ماليزيا وتايلاند وإندونيسيا من جدل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي ، لاسيما فيما يتعلق بعدم التغطية الإعلامية المناسبة لتلك الزيارة التى وصفها البعض بأنها تاريخية، خاصة بعد الإهتمام والتقدير الكبير الذي لاقاه فضيلة الإمام من قبل تلك الدول على المستويين الشعبي والرسمى.
بداية أؤكد أن شيخ الأزهر الجليل ليس في حاجة كشخص للاهتمام الاعلامى أو ” الشو الاعلامى ” إن صح التعبير، فهو قيمة وقامة دينية وعلمية، بل وانسانية يقدرها الجميع في مصر والعالمين العربى والإسلامي، ولن ابالغ إذا قلت فى العالم اجمع ، وهو ما يجعله في الأمام والمقدمة دائما فى المناسبات والمؤتمرات التى يشارك فيها سواء داخل مصر أو خارجها .
نعم شيخ الأزهر دكتور أحمد الطيب ، سواء كشخص أو كمسؤول و رمز ديني مقدر من الجميع، ومن هذا المنطلق
يجب على الإعلام بشتى انواعه البحث عنه والذهاب إليه حيث وجد لابراز الدور الذي يقوم به لخدمة الإسلام
والمسلمين ، ولنا فيما حدث خلال زيارته الأخيرة المثل والقدوة فى معاملة دول العالم لهذا الرمز الدينى الوسطى
السمح ، حيث اختارته ماليزيا رجل العام على مستوى العالم فيما انحنى له رئيس تايلاند تقديرا واحتراما، واصطف
امامه مسؤلو وطلاب إندونيسيا الدولة الإسلامية الأكبر في العالم واخذوا ينشدون بالنشيد الوطني المصري تكريما
واعترافا بدور الأزهر شيخا ومشيخة عليهم وعلى مختلف بلدان العالم الإسلامي فى نشر تعاليم الدين الإسلامي
الصحيح دون إفراط أو تفريط.
ختاما أؤكد ما ذكرته في البداية بأن الإمام الطيب فى غنى عن ” الشو الاعلامى ” ربما لتكوينه و نشأته الصعيدية
وتواضعه وادبه الجم ، ولعل خير دليل على ذلك ما ذكره مؤخرا بأن امنيته الأهم وربما الوحيدة أن يعود لفريته بالاقصر
ويجلس على حصير ليحفظ الأطفال الصغار القرآن الكريم ، ولكن هذا لا يعنى عدم نشر أو تغطية ما يقوم به من
أنشطة وفعاليات داخليا أو خارجيا وإبرازها فى شتى وسائل الإعلام ، ومن هنا يأتى أهمية دور المسؤولين عن
الإعلام فى مشيخة الأزهر وحرصهم على التواصل مع كافة وسائل الإعلام المحلية والدولية ومدهم بالاخبار