المستشار وجدي سيفين يكتب : الهوية المصرية ، واتحاد القبائل العربية

المستشار وجدي سيفين
فجأة وبدون مقدمات في مشهد غريب وموكب مهيب وحشد غفير وركب كبير .. تنقل القنوات التلفزيونية في جميع أنحاء العالم خبر تدشين وتأسيس إتحاد القبائل العربية بمباركة الدولة ودعمها فاحتارت العقول واضحت في ذهول وانطلقت تساؤلات عن هذا المجهول  الذي أصبح معلوم والقلب منه معلول
المصري البسيط لايحتمل  كثرة الأحداث وتتابعها وتسارعها منذ أحداث يناير
وحركة الزمان والأيام لا تتوقف عن الدوران كأمواج البحر تارة تعصف بنا من شدتها فنكاد نغرق ويمد الله يديه فينجينا
ومرة أخري ينقذنا ويهدينا لعل سفينة حياتنا ترسوا علي شاطيء وبر الأمن والأمان فنصل الي ميناء الراحة والسلام
ولكن يبدو أن القدر مستمر بفعل فاعل في خلق أحداث جديدة تجعل الشعب المصري قلق علي حاضرة ومستقبله
ويخرج علينا من يقول إن الحدث طبيعي ومن حق القبائل في إتحاد فهذا كيان وطني يدعم الدولة المصرية والجيش
وهنا أتساءل لماذا سمي إتحاد القبائل العربية بعيدا عن الهوية المصرية أما كان الأجدر أن يسمي إتحاد القبائل
المصرية حتي يقطع الطريق عن القيل والقال وعن انتماء هذا الإتحاد للخارج بعيدا عن الهوية المصرية
وهل هي بداية لكل جماعة أو مجموعة متميزة أن تنشيء اتحادها الخاص وينقسم الوطن الي إتحادات نوعية ذات
أصول عرقية فيتفتت الي مجموعة اتحادات متباينة ومتصارعة فيخرب الوطن !!
وهذا ماتريده الصهيونية العالمية و الذي لم تفلح فيه عبر التاريخ في ضرب الوحدة الوطنية بين النسيج الوطني الواحد
هذا هو سر قوة مصر وتماسكها
إن وجود هذا الإتحاد رغم موافقة بعض العناصر السياسية في الدولة ودعمها هو خطر داهم علي الوحدة الوطنية
والهوية المصرية .. هذا الكيان سوف يعبر عن قيمه وافكاره و التي تتقاطع مع دولة المواطنة وسيادة القانون
وسوف تنتشر بين ربوع الوطن الجلسات والمحاكم العرفية والاحتكام لشيخ القبيلة الذي سوف يحكم ويتحكم بعيدا
عن ساحة المحاكم والعدل الذي يدعمه الدستور والقانون ..
واذا تمكن هذا الإتحاد من المال والسلاح سوف يتحول تدريجيا الي ميليشيا مثل حزب الله في لبنان وفاجنر في
روسيا والجانجاويد في السودان .. وسوف يكون المعول الذي سوف يقسم مصر ويحطمها
إني من منطلق الحس الوطني أدق ناقوس الخطر نحو تقنين وضع هذا الكيان الذي يسمي إتحاد القبائل العربية تحت
مظلة وزارة التضامن الاجتماعي كمؤسسة أهلية تخضع للقانون رقم ١٤٩ لعام ٢٠١٩
اذا كانت الدولة تريد أن تكافيء شخصا ما أو مجموعة وطنية وقفت داعمه للدولة والجيش المصري في حربها ضد
الإرهاب في سيناء تستطيع أن تقدم لهم التقدير والشكر باعلي الأوسمة الوطنية وبتنمية مجتمعاتهم من خلال
المشاريع والاستثمار في سيناء لا تعين لهم رئيسا وتنشيء لهم اتحاد
فلا رئيس في مصر سوي الرئيس الوطني المخلص عبد الفتاح السيسي حورس مصر ومنقذها وصاحب نهضتها
الحديثة
ولا إتحاد في مصر سوي إتحاد ووحدة أبناء الوطن الواحد ونسيجه مسلمين ومسحيين فهم عماد الوحدة الوطنية ..
تحيا مصر ..تحيا مصر ..تحيا مصر مستقلة واحدة بأبنائها وكوادرها المخلصين
كاتب المقال رئيس مجلس أمناء
مؤسسة كوادر للتدريب والتنمية
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.