الكاتب الصحفي يسري السيد يكتب :  عن أي سلام يتحدث توماس فريدمان؟!                                      

الكاتب الصحفي يسري السيد

من الكوميديا الهزلية أن الغرب الذي وصل إلى قمة العلم والترويج إلى فصل العلم والسياسة والحياة عن الدين يهاجمنا  عندما نثورعليه  لتطاول واحد منهم على مقدساتنا الإسلامية متذرعين بالحرية وحقوق الإنسان في التعبير بعيدا عن أي قداسة دينية،

ومع ذلك  يسجنون ويحاكمون  من يشكك فى الهولوكست  من اجل عيون اسرائيل ويقفون بقوة ويساندون دوله دينية يهودية ويدعمون ويروجون للخرافات والأساطير المؤسسة للكيان الصهيوني وحق اليهود المقيمين في شتى أنحاء العالم في الهجره لوطن بديل في فلسطين رغم انهم ضد الهجره اليهم  ، و بزعم أنها أقاموا هنا منذ آلاف السنين ولو لعشرات السنين مكرريم مافعله الامريكان بالهنود الحمر اصحاب الارض هناك

يعنى يلغى الغرب عقله أمام هذه الأساطير،  ولا يساعد بسلاحه ودعمه اللامحدود في أقامه دوله دينية عنصريه

فقط لكن يدعم قتل أصحاب الأرض والعمل على سيطرة الكيان الصهيوني على كل المنطقه و يتحقق الهدف الأكبر

بإقامة إسرائيل الكبرى على كل الوطن العربي.

المهم جاءت حرب غزه لتضع حكومات الغرب في مأزق امام شعوبهم ، هل يستمرون  في دعم هذه الخرافات أم

يفصحون عن الهدف الحقيقي بالسيطرة على العالم العربي مرة أخرى من خلال الكيان الصهيوني بعد خروجهم

كمستعمرين منه

والغريبة أن الأكاذيب لا تتوقف ومحاولة بيع الأوهام للعرب مستمرة للوصول للهدف بعد الإنتهاء من حرب الإبادة في

غزه التي نشارك فيها جميعا إما بالصمت أو حتى بالصراخ الذي لا يوقف مسلسل القتل!!

ورغم النار المشتعلة في غزه  الآن تستمر الكوميديا السوداء بترويج بعضهم وفي إطار توزيع الأدوار إلى الدعوة للوئام

والسلام بين الضحية والقاتل في المنطقة كلها!

نعم كان بعض العرب في الماضي لديهم بعض الأسباب لإقامة علاقات مع الكيان الصهيوني:  إما لاسترداد أرضيهم

المحتلة أو يأسا بأنه لا أمل في إقامة دولة فلسطينه لاختلال موازين القوى العالمية أوإنشغال الكل بجراحه وهمومه

الداخلية ، أوصمت أصحاب القضية ، لذلك وافقوا على سلام مزعوم ولو كان باردا ومشكوكا فيه من الأساس!!

و جاءت حرب غزه لتضع الكل أمام الحقيقة، لا سلام ولا يحزنون مع كيان يحتل أرضا ليست أرضه، وما يفعله وشلالات

الدم مع أصحاب الأرض يطرح السؤال المر : من الضحية القادمة وماذا سيفعل الذئب ببقية أنحاء العالم العربي؟!

وإذا كان البعض قد وقع إتفاقا على بياض مع هذا الكيان تحت أي رأيه أو حجج أو مزاعم ، فقد انكشف المستور بحرب

غزه وتجلت الحقيقة بأنه لا سلام أبدا بين الذئب وضحاياه خاصة وأن الجوع عنده لاينتهى ، والدم هو شرابه الوحيد!!

لذلك استغربت بما كتبه الكاتب الأمريكي توماس فرديدمان منذ أيام في نيويورك تايمز بعنوان على إسرائيل أن تختار:

رفح أو الرياض….

حيث يواصل في هذا المقال مع الغرب مسلسل العمى عن الواقع والحقائق  والتضليل بنشر الأوهام التي تروج

للتمدد الصهيوني في المنطقة ويتساءل عن استراتيجية ورؤية إسرائيل في الحرب واستكمالها ويسأل هل الاجتياح

سوف يقضي على حماس؟، وماذا عن التقارب السعودي الإسرائيلي؟

يقول فريدمان: تقاربت الدبلوماسية الأمريكية لإنهاء حرب غزة وإقامة علاقة جديدة مع السعودية في الأسابيع الأخيرة

والخيار لإسرائيل ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو: ماذا تريدون أكثر: رفح أم الرياض؟

يعنى بعد تدمير غزه وقتل وتشريد وجرح مئات الآلاف يكون ثمن التطبيع مع السعودية  عند فريدمان هو عدم اجتياح

رفع بعد تدميرها… هل رأيتم مهزلة أكثر من ذلك؟

ويستمرفريدمان  في بيع الوهم بالجمل المطاطة التي تكشف الهدف ويسأل: هل تريدون القيام بغزو واسع النطاق

لرفح لمحاولة القضاء على حماس وما الأفق السياسي لحل الدولتين مع الفلسطينيين؟

يعنى يريد استكمال انطلاق قطار التطبيع دون تقديم شئ، وهو ما تجيده إسرائيل دائما وهو الحصول على  كل

شيء مقابل لا شيء، فريدمان يدرك أن الإسرائيليين لن يقبلوا  حل الدولتين، ومع ذلك يبيعه لنا رغم أنه” كره”  لنا

لأنه ببساطه على جزء صغير من ترابنا الفلسطيني

لكن أخطر ما في المقال هو التبشير بالرؤية الأمريكية التي تحقق الهدف الإسرائيلي  الاكبر بالتهام المنطقة كلها

والبداية بالتطبيع مع بقية الدول العربية وفي المقدمة السعودية دون مقابل و إنقاذ إسرائيل من ورطة غزه بل

وحمايتها من حماس بالدعوة لاستقدام قوات حفظ سلام عربية في غزة، يعنى يكون العرب دروعا بشرية لحمايتهم

ويتلقون نيابة عنهم غضب أصحاب الأرض من لصوصها، يعنى تبقى حرب عائلية  بين الاشقاء لحماية  عدوهم ، ويصل

الأمر للذروة بإنشاء تحالف أمني بقيادة الولايات المتحدة ضد إيران تندمج فيه إسرائيل  الصهيونيه مع العرب “السنة”

لتدمير إيران “الشيعية” .. أقصد لتدمير ما تبقى من مسلمين!

على الهامش

يصنعون الإرهاب وميلشياته في الخفاء ويطير صوابهم إذا مسهم بعض شظاياه؟

يعنى لم نشاهد داعش أوتنظيم  القاعدة في فلسطين وغزه للدفاع عن القدس والمسجد الأقصى المنتهك

وشلالات الدم في غزه… هل يوجد في الإسلام أكثر من ذلك لتتحرك هذه الجماعات الإسلامية للدفاع عنه… أم أن

الهدف المخطط له هو هدم الدول العربية وقتل المسلمين وباسم الإسلام لتشويه هذا الدين من جهة ووصم أهله

بالإرهابيين لصالح المخطط الصهيوني…

هل تأكد الجميع الآن أن داعش وأخواتها صناعة أمريكية إسرائيلية؟!

yousrielsaid @ yahoo. com

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.