الكاتبة الصحفية حنان خيري تكتب : في عيدها.. تعاودني ذكريات النصر والفخر 

تداعبنى ذكريات محفورة فى قلبي مسجلة برايات النصر والفخر بكل معانيها الجميلة وما تحمله من مشاعر تعادل حب الطفل لأمه واحتضان الأم لطفلها..

نحن نحتفل بعودة سيناء الحبيبة في شهر أبريل من كل عام  ومن المؤكد أننا نستنشق عبير أرواح شهدائنا الأبرار الذين روت دماؤهم كل حبة رمل على أرضها من أجل الثأر لكرامتها وعودتها لتحتضن أبنائها وتعود للأم مصر الغالية.. فعندما اتذكر جمال أرض الفيروز وروعة كل مكان جلست فيه وتحدثت مع أبنائها الأبطال وأحفادها ومدي الحرص والعمل من أجل تعميرها والحفاظ عليها من حقد  الحاقدين الذين ينظرون إليها بطمع وخسة وقلوب ماكرة .. لكن شعوري بالإطمئنان من صلابة رجال مصر وعيونهم الساهرة من رجال القوات المسلحة والشرطة الابطال متلاحمين مع اخواتهم و اهاليهم للأحتفال بعيدها وعودتها لحضن مصر..

توقفت لإسترجاع شريط حافل بالسعادة والفخر أثناء زياراتي المتكررة لسيناء مع إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة وأعطائي الفرص العظيمة لرؤية اهالينا وشيوخ سيناء ونساء سيناء والتحدث معهم والاستمتاع لهم وحكاياتهم عن القصص العديدة التي تروي بطولاتهم وتعاونهم مع الرجال المصريين الابطال وعيونهم الساهرة وأياديهم الحامية لكل شبر من سيناء..

فلابد من سرد مشاعري عندما خفق قلبى وأنتابنى احساس لم أتمكن من ترجمته إلا بعد عودتى من سيناء الحبيبة وأسترجاعى لكل اللحظات والمواقف التى عشتها بكل كيانى وتركت بصماتها القوية المحفورة بداخلى وتمثلت فى بدايتها فى أول لحظة وقفت أمام تبة الشجرة لتسيل دموعى وأتذكر شهداءنا وقوة  إرادتهم من أجل أسترداد أرضنا ،
وأخذت الأحداث تتوالى أمامى بالفعل كشريط عاد بى إلى تاريخ تمنيت منذ فترة طويلة أن أعيشه وبالفعل حقق الله وقتها حلم حياتى عندما ذهبت إلى أرض الفيروز لأشارك بقلمى وأمانته التى لأبد أن أنقلها لكل مواطن مصرى لكى يعرف أسطورة النصر وكيف تحققت ..وهكذا ندق ناقوس الضمير التى غفل عنه البعض فى الآونة الأخيرة ليغالطوا ويزايدوا على مصر من أجل أغراض نرفضها ولا نقبلها أمام ثقتنا بتاريخنا وعراقته وبرجال مصر الذين يقدموا أرواحهم من أجلها ،واليوم شريط ذكرياتى مزدحم بأسترجاع قصص ممتلئة بالوطنية والشجاعة والخطوات الواثقة القوية التى تنادى بالولاء والأنتماء والتضحية من أجل كل شبر على أرض الفيروز ..ولدت فى هذه اللحظات الجميلة بداخلى احاسيس عميقة تختلط فيها معانى الترابط الأجتماعى والثقافى والنفسى والإنسانى مما شاهدته وسمعته وعرفته وقرأته فى عيون ونظرات ونبرات أصوات تتخللها الذكريات الصادقة الشفافة النابعة من قلب وفكر ومبدأ المصرى الأصيل ..

وتحولت فى ثوانى العلاقة بينى وبينهم إلى لغة واحدة هدفها الحفاظ على سيناء بالتنمية والبناء والتعمير ،فكانت كل كلمة تنبض بقوة وتحمل معانى ترتدى ثوباً أبيض كالعروس التى تحتفل بيوم عرسها ،وترجمت هذه الأحاسيس المصرية العظيمة بالحديث عن شهداءنا وأرواحهم التى تهيم حولنا لتشارك فى يوم نحتفل فيه بذكرى أسترداد أرض الفيروز التى نبضت بها كل لحظة فى حياتنا .
هذه المشاعر التى طاردتنى وسيطرت على قلمى في ذكرى تحرير سيناء الحبيبة التى أرتوت أرضها بدماء غالية من شبابنا الأبطال وضحوا بحياتهم من أجلها ،ومازالوا يضحون من أجل حمايها من عيون الغدر ..فنحن نعرف أنها ملتقى الحضارات ،ونقطة الأتصال والجسر الاستراتيجى التى يربط مصر بمشرقها العربى ،كنز تعدينى يزخر بخامات البناء والتعمير ومصادر الطاقة ، بها امكانيات سياحية وزراعية متنوعة ،وبها ثروة قومية من النباتات البرية ،وتمتلئ أرضها بالجبال والوديان لذلك تمثل سيناء منطقة حيوية ،كما تعتبر جسراً لنهضة حضارية تشهدها مصر في الحاضر. والمستقبل القريب إن شاء الله بآيادى أبناءها المخلصين .فالتنمية الوطنية فى سيناء هى قضية أمن قومى ذات بعد أستراتيجى هام، وهى أيضاً ضرورة أقتصادية ،كما أن قضايا الأمن الداخلى لايجوز أغفالها خاصة فى مواجهة الأرهاب وزراعة المواد المخدرة وغيرها من المحددات التى تؤثر على أمن سيناء وأستقرارها ..

ولذلك علينا جميعاً الانتباه والتلاحم واليقظة لصد كل الأيادى والنفوس الخائنة الغادرة من أجل حماية كل حبة رمل على أرض الفيروز .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.