عبد الناصر البنا يكتب : طهران ـ تل أبيب .. جيم أوفر !!

عبد الناصر البنا – الفضائية المصرية

ما إن إنطلقت صافرات الـ إنذار فى إسرائيل إيذانا ببدء الهجوم الإيرانى المرتقب والمعلن عنه مسبقا من قبل إيران ، ضحكت ضحكة صفراء ، فطن إليها مضيفى الذى ظن أنها حرب عالمية جديدة فى الشرق الأوسط بدأت رحاها تدور ، ويمكن أن لاتقل وطأه عن الحربين العالمية ” الأولى والثانية ” ، بهدوء تام ناولته مقال لى يعود تاريخه إلى نوفمبر الماضى 2023 بعنوان : نصر الله .. أنا لا أكذب ولكنى أتجمل !! وما أن فرغ من قراءته والدهشة تعلو وجهه ، وظل مشدوها لفترة ليست بالقليلة .

ضحكت وقلت إيران لم ولن تلعب دورا فى الحرب الدائرة بين حماس وإسرائيل ، ياعزيزى لـ ” ثلاثة عقود ” ونحن نقرأ ونسمع التهديدات المتبادلة بين واشنطن وطهران وتل أبيب ، ولكنه ضجيج بلا طحين ، هم أعداء فى الظاهر أصدقاء فى الباطن ، إيران وإسرائيل ” رأسين فى طاقية واحدة ” ، ياعزيزى وفقا لـ يديعوت أحرونوت : فإن حجم الـ إستثمارات الـ إسرائيلية فى إيران تجاوزت الـ 30 مليار دولار ، وهناك 200 شركة نفط إسرائيلية لها علاقات تجارية مع إيران ، وتستثمر فى مجال الطاقة ، وشركات إسرائيل لها أفضلية فى الـ إستثمار داخل إيران .

وقد تجاوز عدد يهود إيران فى إسرائيل الـ 200 ألف يهودى أغلبهم من رجال المال والأعمال ، وقيادات فى الجيش . ويكفى أن ” ثلثى ” الجيش الـ إسرائيلى هم من يهود إيران ، وأكثر المستوطنات فى إسرائيل يقيم فيها يهود من إيران ، وتعتبرهم إسرائيل مواطنين مهاجرين ، واليهود عامة يقدسون إيران أكثر من فلسطين ؛ وهى مكان يحج إليه اليهود من كل العالم ، وفى إيران مايقرب من الـ 30 ألف يهودى ” . وإيران هى أكبر دولة تضم تجمعات لليهود خارج إسرائيل ” !! .

لسنوات طويلة ظلت الولايات المتحدة الأمريكية تجعل من إيران ” فزاعة ” لدول الخليج بغية أن تظل أمريكا هى ” الألفة ” على المنطقة بأكملها ، والمسيطر على ثرواتها فى مقابل بقاء حكامها على عروشهم ، ولكن كما ذكرت على أرض الواقع ” واشنطن وتل أبيب وطهران ” هم ثالوث الشر فى المنطقة بأسرها ، حلفاء فى الباطن اعداء قى الظاهر ، لعبة قديمة ” قذرة ” من ألعاب الإستعمار إياها ، ومحفوظة عن ظهر قلب .

دوت صافرات الـ إنذار فى إسرائيل وقد أطلقت إيران وفقا لوسائل إعلام إسرائيلية ” 185 طائرة مسيرة و110 صاروخ أرض- أرض و 36 صاروخ كروز ” الهجوم الـ إيرانى الذى جاء ردا على الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق إستغرق 5 ساعات ، جاء محاولة لـ تهدئة الشعب الإيرانى ومن قبل رد كرامته ، وعن الهجوم قالت صحيفة هآريتس الإسرائيلية إنه ” أول هجوم تشن فيه طهران هجوما عسكريا مباشرا على إسرائيل رغم عقود من العداء” بينهما

فى الواقع إنتابتنى حيرة ، استقبلتها بالضحك على مجمل التصريحات التى قرأتها بعد أن تابع العالم لبعد منتصف ليل السبت الماضى فصول مسرحية هزلية هابطة ، نجحت أمريكا فى إسدال الستار عليها سريعا بعد أن إدعت فيها إيران أن الضربة التى وجهت إلى إسرائيل جاءت بشكل دقيق ومدروس وحققت كل أهدافها ، وزاد قائد الحرس الثورى الإيرانى الطين بله وقال : كان بإمكاننا شن عملية واسعة النطاق على إسرائيل ، لكنه حقيقه لم يذكر سبب إكتفاءه بهذه الرشقة من ” صواريخ العيد ” كما وصفها رواد وسائل التواصل الإجتماعى فى مصر .

من جانب آخر صرح وزير دفاع إسرائيل بأنه تم التصدى للهجوم بشكل حاسم ومدروس ، وبعيدا عن التصريحات التى لاتقدم ولاتؤخر ، أو من قبيل ” النقر فى المنقور ” على رأى الصعايدة ، فإن غالبية الصواريخ والمسيرات التى أطلقتها إيران تم التصدى لها خارج حدود إسرائيل من قبل المقاتلات الأمريكية والبريطانية والقبة الحديدية الـ إسرائيلية ، وجاءت تصريحات وزير الدفاع وقتها بأنه تم التصدى للهجوم بشكل حاسم ومدروس .. إلخ

وبقى السؤال المتداول على شاشات الفضائيات ..
_ وهل من رد إسرائيلى مرتقب ؟
_ بعد أن نفذت إيران أول هجوم مباشر من أراضيها ضد إسرائيل .. هل تحققت الأهداف ؟

بداية : دعونا نؤكد على أن المستفيد الأول من هذه المسرحية الهزلية هو ” بنيامين نتنياهو ” ، وأنه على الرغم من ذلك كان هناك أكثر من إجتماع لمجلس الحرب فى إسرائيل لدراسة الرد على إيران ، وجاءت التكهنات إما بتنفيذ

إغتيالات لقادة حرب في إيران ــ أو بتوجيه ضربات لـ اهداف ومواقع عسكرية داخل إيران ــ أو هجوم بمسيرات على مواقع حيوية .. إلخ . أمريكا وأوربا على لسان متحدثيها ، وبريطانيا على لسان ” ريشى سوناك ” الهندى

المتنطع أعلنتها صراحة بأنها لن تدعم إسرائيل فى أى عملية توسع من نطاق الحرب . والسؤال الذى يطرح نفسه :

ما المقابل إذا مارضخت إسرائيل لتلك المطالب ؟

فى الحقيقة هناك مكاسب كثيرة لـ إسرائيل . أولها : أن الضربة الـ إيرانية خففت من الضغط الدولى على إسرائيل .

وثانيا : إحجام إسرائيل عن الرد سوف يعطى لها فرصة لصمت مقابل من دول أوربا على عملية إجتياح رفح المزمع

القيام بها ، إلى جانب حصول إسرائيل على حزمة مساعدات أمريكية مقدارها 14 مليار دولار من إجمالى حزمة

مساعدات مقدارها 96 مليار مقسمة بين ” تايوان ـ أوكرانيا ـ إسرائيل ” .

وإلى هنا ذهب البعض إلى أن إسرائيل غير مطالبة بالرد ، فهى التى بدأت الـ إعتداء بل وقتلت عددا من قيادات إيران

ويأتى على رأسهم قاسم سليمانى قائد قوات فيلق القدس التابع للحرس الثورى الإبرانى فى يناير 2020 ومعه

تسعه آخرين فى عملية جوية إستهدفتهم خارج مطار بغداد ، وعليه قامت إيران بتوجيه رشقات صاروخية ” متفق

عليها ” وفقا لـ تصريحات الرئيس دونالد ترامب ، ضد قاعدة عين الأسد الأمريكية غرب بغداد لم تتجاوز أسوار القاعدة ،

، ثم جاء الهجوم على القنصلية الـ إيرانية فى دمشق ، بواسطة مقاتله f 35 مخلفة ورائها 16 قتبلا منهم [ 7 إيرانيين

] 3 منهم من قيادات فيلق القدس إضافة إلى 4 ضباط إيرانيين آخرين والذى أعتبر بمثابة هجوم على أرض إيرانية ،

وبذلك تصبح المعادلة بين ” تل أبيب ـ طهران ” متعادله

هذا مه الوضع فى الاعتبار أن التصعيد بالرد من قبل إسرائيل قد يقلق الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاءها فى

المنطقة خشية أن يشعل الرد المنطقة بأكملها ويهدد المصالح الأوربية ، مع الوضع فى الـ إعتبار للتواجد الروسى فى

المنطقة ، وروسيا حليف إستراتيجى لـ إيرات . ولاينسى ” بوتين ” فضل إيران فى إمداده بالمسيرات التى حسمت

المعارك الدائرة مع أوكرانيا . ومن هنا كان لزاما على روسيا أن تسوق أو تنصب نفسها ك ” حليف ” يمكن الـ إعتماد

عليه فى المنطقة ، وكما تدخلت USA وحلفاءها فى الحرب بشكل مباشر وتصدت للهجمة الـ إيرانية وحمت إسرائيل

، لابد أن تتدخل روسيا لـ دعم إيران وتسليحها بصواريخ الدفاع من طراز S 400 و S 300 المعدله وطائرات سوخوى 35

التى تضاهى مقاتلات f 35 أمريكية الصنع ، وهذا هو ماتخشاه الـ USA .

لو حد حب يسأل العرب فين ؟

ح أقول له ماتصلى على النبى أحسن .. دمتم فى أمان الله !!

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.