الكاتب الصحفي عضام عمران يكتب : الاختيار الصعب .. و الدولة القادرة

الكاتب الصحفي
عصام عمران

كتبت أكثر من مرة فى هذا المكان من قبل أنه كان بإمكان الرئيس عبد الفتاح السيسي عندما تولى مقاليد الحكم قبل عشر سنوات أن يختار الحل السهل ويقضى فترتي حكمه بطريقة العلاج بالمسكنات للمشكلات والتحديات الكثيرة التي كانت تواجه البلاد في أعقاب أحداث ٢٥ يناير ٢٠١١ وما تلاها من مؤامرات كادت أن تعصف بالدولة المصرية ،

خاصة بعد وصول جماعة الإخوان الإرهابية إلى سدة الحكم في سنة سوداء ، ولكن الله سلم و سخر لمصر شعبا عظيماً وجيشا قوياً وشرطة وطنية وقائدا مخلصاً التفوا جميعا حول وطنهم وكانت ثورتنا العظيمة في الثلاثين من يونيو ٢٠١٣ التى أنقذت البلاد والعباد مما كان يحاك ضدهم .

نعم كان بإمكان الرئيس أن يختار الحل السهل و يستجيب للمطالب الفئوية والاكتفاء بمحاربة أهل الشر وقوى الإرهاب التى كانت تتربص بالبلاد ، ولكنه آثر المواجهة الشاملة لكل مشاكل مصر و استئصال الأمراض التي تهددها ، وكان الاختيار الصعب والسير في طريق متوازن ومتواز من خلال مواجهة قوى الإرهاب وخفافيش الظلام وأعوانهم فى الداخل والخارج لاسيما في ارض سيناء الغالية ،

وفي نفس الوقت كان هناك تحد أعظم ومعركة لا تقل شراسة عن مواجهة الإرهاب ، وهى معركة البناء والتنمية والعمران في شتى ربوع الوطن حتى تصبح مصر دولة قادرة وتحتل المكان والمكانة اللائقة بها بين الأمم ، وهو ما أكده الرئيس السيسى فى كلمته في الندوة التثقيفية التاسعة والثلاثين التى نظمتها الشئون المعنوية بالقوات المسلحة مؤخرا بمناسبة الاحتفال بيوم الشهيد .

وحتى نكون منصفين علينا الاعتراف بأن الرئيس السيسى تسلم البلاد في حالة يرثى لها ولن أبالغ إذا قلت شبه

منهارة تماما فى شتى المجالات ، علاوة على الانقسامات الكبيرة التى خلفتها أحداث ٢٥ يناير ومن بعدها جماعة

الإخوان الإرهابية فيكفي القول أن الاحتياطي النقدي انخفض إلى 13 مليار دولار  بما يعني أننا كنا على وشك

الإفلاس .

والكهرباء كانت ضيفا عزيزا في معظم أرجاء مصر تقريباً و البنية التحتية منهارة و متهالكة خاصة فيما يتعلق بالطرق

وشبكات المياه  و الصرف الصحي ! .

نفس الحال بالنسبة لمواد الطاقة وفي مقدمتها السولار والبنزين  والغاز  ، وكذلك الحال المستشفيات و المدارس ،

ناهيك عن تدمير وإحراق أكثر من 70% من أقسام الشرطة مما أدى إلى انفلات أمني رهيب في كل أنحاء البلاد ، و

بضرب  السياحة و الاستثمار  توقف العمل في الكثير من المصانع !

نعم يا سادة فقد تسلم الرئيس السيسى الحكم  والإرهاب الاسود يهدد معظم أنحاء البلاد  و يضرب الجوامع

والكنائس ومحطات الكهرباء وهناك إغتيـالات للمسئولين في الشوارع و الميادين  ، و سيناء كادت أن تضيع وتصبح

ولاية لجماعات الإرهاب والتطرف بقيادة داعش ، و الحدود الغربية لم تكن أحسن حالاً حيث الاختراقات والتعديات من

قبل الجماعات الإرهابية الميليشيات المسلحة

بينما كانت الحدود الجنوبية مشتعلة و تشهد الكثير من عمليات تهريب السلاح والمخدرات فى حين كانت الحدود

الشمالية تشهد محاولات اعتداء على المياه الاقتصادية المصرية لسرقة حقول الغاز .

تزامن ذلك مع قيام لاتحاد الافريقي بتجميد عضوية مصر ،والاتحاد الأوروبي ،وقطع العلاقات و الأمريكان أوقفوا المعونة .

ورغم كل الظروف والتحديات الصعبة واجه الرئيس السيسي كافة المشاكل و الصعاب وخاض الحرب على الجبهتين

كما ذكرت في البداية للقضاء على جحافل الإرهاب وفي نفس الوقت خاض معركة البناء والعمران وفي بضع سنوات

أصبحت مصر  دولة قادرة على تجاوز المخاطر والتغلب على المشاكل

ولا أدل على ذلك من نجاحها فى إدارة الأزمات العالمية الاقتصادية الصعبة إثر تفشى جائحة كورونا ومن بعدها نشوب

الحرب الأوكرانية الروسية ، ثم اندلاع حــرب غزة في أعقاب إنطلاق عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر

الماضي و مع ذلك لم يتوقف البناء والتنمية في مختلف أنحاء المحروسة .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.