المستشار عبدالعزيز مكي يكتب :  ( الفيتو ) .. وديمقراطية الغيتو موتوا

المستشار عبد العزيز مكي
الإعتراض التوقيفي أو حق النقض الممنوح لأي دولة من الدول الخمس أصحاب العضوية الدائمة في مجلس
الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة والمسئول الأول عن حفظ السلم والأمن الدوليين بقرارات ملزمة بمقتضى
أحكام ميثاق الأمم المتحدة الكسيح وللمزيد من التوضيح فإن الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن الدولي هم فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية
والصين وروسيا والمملكة المتحدة هذا بالإضافة إلى عشرة من الدول تنتخبهم الجمعية العامة للأمم المتحدة مرة واحدة كل سنتين دون أن يكون لهم هذا الحق في الإعتراض التوقيفي لأي قرار يصدر عن مجلس الأمن
الولايات المتحدة الأمريكية تمارس هذا الإعتراض التوقيفي على قرار تبناه أغلبية أعضاء المجلس بوقف فوري وإنساني لإطلاق النار في غزة ليولد القرار ميتا وكأنه لم يكن منذ البدء رغم موافقة روسيا والصين وفرنسا والعشرة دول الأعضاء غير الدائمين وإمتناع المملكة المتحدة – أم الخبائث سبب كل الكوارث – عن التصويت
وبصرف النظر عن أحكام الميثاق الجامدة العقيمة والتي وضعت عقب نهاية الحرب العالمية الثانية في ظروف كان العالم فيها خراب يباب وكانت الكلمة العليا آنذاك للحلفاء المنتصرين
والسؤال الأهم أين الديمقراطية هنا التي كم صدعوا رءوسنا بها وأمسكوا بها كمعول هدم لدولنا .. بل أين الإنسانية من الأصل على حكام ليسوا بشر ولا حتى حجر .. وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء .. وأنتم أيها الشياطين ترفضون وقف إطلاق النار على غزة
موافقون على إلقاء ما يقترب من مائة ألف طن من الذخيرة إن كانت قذائف أو صواريخ على المدنيين المسالمين العزل في غزة منذ بدء الحرب الشعواء سبعة أضعاف ما ألقيتم على ألمانيا في الحرب العالمية الثانية وألمانيا تعدل في المساحة ألف مرة قدر مساحة غزة وأكثر
وهل ما زلتم تتذكرون القنبلة الذرية التي ألقيتموها على هيروشيما في اليابان في السادس من أغسطس العام
١٩٤٥ ذرية اليورانيوم والمعروفة بالولد الصغير حيث كان وزنها ٨٩٠٠ رطل ٤٠٠٠ كيلو جرام وطولها ثلاثة أمتار وقطرها
٧٠ سنتيمتر بقوة تدميرية بلغت خمسة عشر طنا ..
وفي التاسع من ذات الشهر ألقيتم ذرية البلوتينيوم على ناجازاكي والمعروفة بإسم الرجل البدين بقوة تدميرية واحد
وعشرين ألف طن فقتلتم مائة وأربعين ألف إنسان بالأولى وثمانين ألف بالثانية
وحرقتم ثلاثة عشرة كيلو متر مربع مساحة بالأولى وسبعة كيلو متر مربع بالثانية واستسلم اليابان ومنذ ذلك الآن
وهو ذيل ضمن ذيولكم .. فكم ألقى الكيان الصهيوني المجرم من المتفجرات على غزة حتى الآن وأنتم تشاركونه
وأنتم له كل المَدَد فهل تنتظرونه حتى يبلغ عدد قتلاه من المدنيين الأبرياء من أهل غزة عدد قتلاكم من سكان
هيروشيما وناجازاكي
ولكن شتان بين غزة واليابان فغزة لن تستسلم أبدا حتى ينتهي الكيان المجرم وكل مجرم معه .. فلا هدف له تحقق
ولا هدف باق له سيتحقق فأين إنجازه في ساعر باروخ جنديه المُحتَجز .. أرادوا إنقاذه فقتلوه وقُتل وجُرح من جاءوا
لينقذوه .. فهل تُحسب له ضمن الإنجازات حضوره لجنازات الضباط والجنود والجنديات آخرها جنازة مائير إبن رئيس
أركان الجيش الإسرائيلي السابق وعضو مجلس الحرب الحالى غادي آيزنكوت ..
وهل تتذكر أم الخبائث أنها كانت السبب الوحيد فيما حدث ويحدث لفلسطين وأهلها من كوارث فلا الأرجنتين ولا
أوغندا ولا مدغشقر تصلح الوطن البديل للصهاينة بل فلسطين وهل يتذكروا أيضا أن وزيرهم بلفور أخذ مقابل كتابة أن
فلسطين هي الوطن لليهود رشوة كبيرة من البارون روتشيلد .. والظلم حتما سيتهاوىَ ويموت
وبعض شعوبكم الثائرة في وجوهكم عرفت مؤامراتكم وفضحت الرشاوى من اللوبيات والشركات الخاصة وكشفت
عوراتكم وأن مساعداتكم ومعوناتكم ليست على الإطلاق لدواعي إنسانية إنما هي مجرد طرائق إحتيالية للسلب
والنهب والإستعمار والتبعية والغدر حتما سيموت
فهل أيقن كل القادة عامة وفي فلسطين خاصة وقد تداعت عليهم الشياطين من كل شق في الظرف العسِر
أن دماء الأبرياء من الشعب العظيم أغلى بكثير من المناصب ومن كل المكاسب والحق لا محالة سينتصر
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.