عصام عمران يكتب : روح الروح .. وملكة غزة !!

الكاتب الصحفي عصام عمران

كثيرة هي المشاهد التي تابعناها من غزة عبر الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي طوال الشهرين الماضيين ، وتحديدا منذ انطلاق عملية طوفان الأقصى التى نفذتها المقاومة الفلسطينية ضد المحتل الإسرائيلي في السابع من أكتوبر الماضي ، وتباينت الصور والفيديوهات مابين المفرح و المحزن خاصة فيما يتعلق بالضربة الموجعة التى وجهتها فصائل المقاومة الفلسطينية للكيان الصهيوني وما تلاها من مجازر ارتكبها الجيش الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني الأعزل مما أودى بحياة أكثر من ستة آلاف شهيد معظمهم من الأطفال والنساء لعل آخرهم إعدام طفلين صغيرين بدم بارد بمنطقة جنين في الضفة الغربية ، و كذلك إصابة قرابة أربعين ألفا آخرين ، علاوة على نزوح أكثر مليون ونصف المليون فلسطيني من شمال غزة الى جنوبها.

تدمير عشرات الآلاف من المنازل والمنشآت

نعم تباينت و اختلطت بداخلنا الاحاسيس والمشاعر مابين السعادة بالصفعة التي تلقاها جيش الاحتلال

والحزن والألم على سقوط آلاف الضحايا مابين شهيد وجريح، إضافة إلى تدمير عشرات الآلاف من المنازل

والمنشآت الحيوية في غزة ، لا سيما المستشفيات والمدارس ومحطات الوقود والمياه.

ولكن تبقى مشاهد توديع الأشقاء الفلسطينيين لأبنائهم وذويهم من الشهداء هى الأصعب والاكثر ألما،

خاصة مشهد ذلك الجد الذي يحتضن حفيدته “ريم ” تلك الطفلة الشهيدة التى لم تتجاوز خمس سنوات مرددا مع السلامة يا ” روح الروح”

وهو ما أبكى الملايين داخل الوطن العربي بل حول العالم، وكذلك مشهد الطفل حديث الولادة المصاب بقطع أعلى عينه اليمنى

ومدون ببطاقة التعارف الخاصة به عند وصوله إلى معبر رفح المصرى لتلقي العلاج اللازم ” الأهل شهداء”

فى إشارة إلى استشهاد جميع أهله وذويه !!.

الأمل يولد من رحم المعاناة

ولكن كما يقول المثل أو القول المأثور إن الأمل يولد من رحم المعاناة ، فهناك العديد من المشاهد واللقطات المفرحة والمبهجة

التى تابعها العالم أجمع خلال عمليات تبادل الأسرى والمعتقلين بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي ضمن الهدنة المؤقتة

التي تمت طوال الأسبوع المنقضي بجهود مصرية وبدعم من الأشقاء في قطر وكذلك الولايات المتحدة الأمريكية،

ولعل فى مقدمة هذه المشاهد شجاعة وصمود الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم خاصة الأطفال بنات وبنين

فى لقطات تؤكد قوة وصلابة هذا الشعب و تحديه للظروف الصعبة التي تمر بها بلاده وتمسكه بتراب وطنه.

ومن المشاهد المفرحة أيضا خروج الأسرى و المحتجزين الإسرائيليين بصحبة ابطال المقاومة وتوديعهم بحفاوة

وهو ما يدحض افتراءات الكيان الغاصب حول تعذيب وقتل الأطفال الإسرائيليين، ولعل خير دليل على ذلك

الرسالة التي بعثتها والدة إحدى المحتجزات الإسرائيليات بعد الإفراج عنها تعبر عن شكرها وامتنانها لأبطال المقاومة

على حسن معاملتهم لابنتها خلال فترة الأسر، قائلة: “شكرا لكونكم صبورين تجاهها وغمرتوها بالفواكه والحلويات،

حتى ولو لم تكن متاحة، الأولاد لا يجب أن يكونوا في الأسر، لكن بفضلكم وبفضل أناس آخرين عرفناهم فى الطريق

ابنتى اعتبرت نفسها ملكة فى غزة” .

omran666@hotmail.com

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.