الكاتبة الصحفية حنان خيري تكتب : النعمة.. وأسباب فقدها !!

الكاتبة الصحفية حنان خيري
أصعب إحساس ينتابنا عندما نفقد عزيز علينا .. لا أنكر أنني شعرت بغصة في قلبي وضيق شديد القسوة على نفسي من تكرار المواقف التي اشاهدها ومضطرة استمع إليها بإهتمام وعناية ودقة وبالتالى تمثل جزء كبير من فكري وإنفعالي.. ومع ذلك كان لابد من التطرق الي سلوكيات الكثيرين بداية من داخل الأسرة اولا وهي الأهم ثم النظر للأهل والاقارب وبعد ذلك من المؤكد سينعكس هذا الطبع والسلوك خارج النطاق الاسري و العائلي ليسود ويطبق على الآخرين فلماذا ؟
نحن نعلم أن الله سبحانه وتعالى من على عباده المخلصين بالعديد من النعم التي لا تعد ولا تحصي
فكل خطوة يخطوها الإنسان نعمة فالبصر نعمة والسمع نعمة والإدراك نعمة والتفكير نعمة، ولذلك  سيسأل الإنسان  عن عمره فيما أفناه وصحته فيما أضاعها وماله فيما بدده ..وضميره وعلاقاته مع الأخرين من صدق وكذب وحق وظلم وعطاء وانانية وغير ذلك..
فهناك نعمة يتمتع بها الإنسان ونعمة ينتظرها و يرجوها ونعمة لا يشعر بها
ومع الأسف الغالبية من أسباب المشاكل  يؤدي إلى الجحود بالنعمة ويسبب الضجر، ونجد ان تجاهل النعمة يصبح نقمة وبالتالى تتبدد المشاعر في العلاقات ويتولد الجفاء والتفكك و الأنانية وعدم الثقة ويتوه الضمير ويضل الإنسان الطريق السليم لانه فقد معني عظيم كما قيل في الأمثال الشعبية “إن حلت بك نعمة فصنها لاتبددها على من لا يستحق”
ومن هنا اتوقف لكي نتعلم الأصول في المعاملات الإنسانية حتى لا تتشوة.. فيبحث البعض عن الكلمات التي تعبر
عن حزنهم حينما يشعرون بقلة التقدير.. فالامبالاة شعور غامض يؤدي إلى قتل كل الأهتمام نتيجة للصدمات التى
يتعرض لها الشخص من قلة التقدير ويشعر بالظلم والقسوة حيث أن تجاهل التقدير يعني تجنب مبادلة الآخر ما
يستحقه وبالتالى تمحو كل الأفعال الجيدة.. فالحياة أقصر من أن تؤذي شخصا وتتجاهل مجهوده وصدقه وعطاءه ولا
تعترف بما يستحقه فهذا السلوك يحزن الأخرين وينفرهم من استمرار المعاملة والبعد عن الجحود الإنساني.. فإظهار
التقدير والاهتمام يحمل الود ويدل على حسن الأسلوب وصفاء النفوس وصدق القلوب.
فالمكابرة والتجاهل بكل تأكيد هم أسوأ مارآيته وسمعته على الأطلاق.. فالنفوس السوية تفضل التعاملات والاقتراب
من الذين يفهمون ويعقلون ويقدرون لمن يتعامل معهم.. فالامبالاة تساهم في قطع العلاقات.
الخلاصة.. كتبت هذه السطور لتعبر عن ظلام الظلم وآلآمه وضياع التضحيات تحت إنقاض الاإنسانية وتمزيق القلوب
ودمار النفوس..فالسبب واحد زوال النعمة وحلول النقم بين الناس وعدم الرضا وتمزق وتفكك العلاقات جميعها فإلى
اين ستذهب العلاقات المشروخةفالدماء سالت والكذب لغة الغالبية والحوارات المغلوطة أصبحت مسموعة..فلابد ان
ننتبه ونرفض لنصحح الأخطاء ليعود النور للنفوس والصواب للعقول والصدق للقلوب والترابط للأسرة والعائلة والمجتمع..
حتى نحمي أنفسنا من زوال النعمة.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.