الحقيقة آن القلم يقف عاجزا فى كثير من الأحيان أن يعبر عن القدرات البشرية الغير محدودة لأبناء مصر العظام فى مجال البحث العلمى ، على الرغم من قلة الإمكانات ، ومايتفق على البحث العلمى مقارنة بدول أخرى ، وفى حدود الإمكانات المتاحة ، خاصة فى ظل التحديات التى تشهدها الدولة المصرية ، ولنا أن نفخر بأبناء مصرنا الحبيبة وبعلماءها الذين رفعوا راية العلم ، ورفعوا إسم مصر عاليا فى كافة المحافل الدولية
ويخطئ من يفكر أن يقلل من قيمة مصر، ومن قدر علمائها، ومؤسساتها البحثية والعلمية فى المجالات كافة ، ودوما وأبدا يقال : ” ليس من رأى .. كمن سمع ” ، وقد أتيحت الفرصة لكى نرى إنجازات بحثية علمية تتحقق على أرض الواقع ، جاءت لـ تحقق ” رؤية مصر 2030 ” والمشروعات القومية الكبرى
، حيث عقدت الهيئة ورشة عمل لاستعراض إنجازات ورؤية وإستراتيجية الهيئة فى تحقيق ” رؤية مصر 2030 ” والمشروعات القومية الكبرى التى تقيمها الدولة
تناولت الورشة عددا كبيرا من الموضوعات العلمية التى تبرهن وتؤكد على أنشطة الهيئة المختلفة التى تحققت لـ تخدم أهداف التنمية المستدامة والمشروعات القومية فى مصر على كافة الأصعدة والمجالات
بدأت ورشة العمل بكلمة لرئيس الهيئة الأستاذ الدكتور إسلام حمزة أبو المجد
استعرض خلالها قرار إنشاء الهيئة، والهدف منها ، ومجالات عملها أو الخدمات التي تقدمها الهيئة للسادة المواطنين وجهات الإنتاج والخدمات ، وأكد على أن الهيئة تحتوى على عدد ” ثمان شعب متخصصة ” مختلفة من أجل خدمة أهداف التنمية المستدامة فى مصر ومنها شعبة ” الزراعة ـ المياه ـ الجيولوجيا ـ البيئة ـ المساحة ـ البيانات .. إلخ ” والتي جاءت لتقدم الدراسات والأبحاث إلى كل المشروعات القومية ومشروعات الاستصلاح الزراعي فى الدلتا الجديدة ــ وتوشكا ــ وشمال سيناء . وأيضا لمشروعات الثروة المعدنية والمحاجر وأكد على أن الهيئة ولأول مره تصدر أطلسا للتغيرات المناخية
وأشار إلى أن الهيئة القومية للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء تهدف إلى توطين التكنولوجيا وتكنولوجيا الفضاء وهناك تعاون وتنسيق بين الهيئة ووكالة الفضاء المصرية ، وأكد على أن الهيئة قامت بوضع إستراتيجية للفضاء فى أفريقيا يمكن لـ 54 دولة أفريقية أن تستفيد منها ، وهذا يؤكد الدور الكبير الذى توليه القيادة السياسية لـ تنمية دول القارة الافريقية
من جانبه تناول الأستاذ الدكتور أشرف حلمى ، رئيس شعبة استقبال وتحليل البيانات موضوع إستخلاص المعلومات من صور الأقمار الصناعية ( الذكاء الصناعى / التعلم العميق ) ومن خلال الشرح المبسط عن طريق الصور الوسائط وضح طريقة عمل الشعبة فى إستخلاص البيانات والمعلومات من صور الأقمار الصناعية ، وتحليلها والأمثلة على تطبيقها فى متابعه التغيرات المناخية على خط الساحل، وتأثيرها فى قياس ” التآكل الناتج عنها ومساحته والمدة الزمنية .. إلخ “
ومن التطبيقات أيضا التعديات على الأراضي الزراعية بالمبانى وغيرها ، وفى قياس إرتفاعات المبانى عن طريق إستخدام الذكاء الإصطناعى وعمل صور ثلاثية الأبعاد لإكتشاف التعديات فى الإرتفاعات المحتلفة ، وعرض البيانات وتقديمها للجهات المعنية لإستخدامها .
وأضاف أن شعبة إستقبال وتحليل البيانات تراقب السفن من المياه الإقليمية لمنع تلوث المياه من النفط المتسرب من ناقلات البترول ، والتى تهدد البيئة البحرية وتضر بالشعاب المرجانية وسواحل القرى السياحية ، كما يمكن للشعبة أن يكون لها دور كبير فى عملية تتبع ومراقبة السيارات ، وخاصة التى تستخدم فى التهريب فى المناطق الحدودية ، وأيضا متابعة التغيرات التى تحدث فى منطقة ما ، لافتا أن العمل فى أبحاث هذه الشعبة التى تعمل من خلال تطبيقات الذكاء الاصطناعي بدأ منذ عام 1993 وتقوم الشعبة حاليا بإنشاء ” سوفت وير ” للتعديات على الأراضي الزراعية وأملاك الدولة
وبأسلوب علمى وطريقة شرح مبسطة تحدث السادة رؤساء الشعب المختلفة فى الهيئة عن طريق الصور والوسائل الإيضاحية عن طبيعة عمل هذه الشعب ، ودورها فى خدمة أهداف التنمية المستدامة فى مصر وتدريب عدد من الباحثين من دول الجوار وأفريقيا .
تحدثت الدكتورة لمياء جمال ، رئيس شعبة التصوير الجوى والمساحة عن إنتاج وتحديث الخرائط بالطرق المختلفة ، وإستخدامها فى أعمال المساحة الأرضية المختلفة ، ومنها التعديات على الحيز العمراني واستخراج المعالم ” الطرق ـ المبانى ” وقياس الوفرة فى المياة
وتحدث الدكتور عبدالعزيز بلال ، رئيس شعبة التطبيقات الزراعية عن تطبيقات الإستشعار من البعد فى مجال الزراعة وخاصة عن قدرة قطاع الزراعة المصرى على إتخاذ قرارات أفضل للإدارة الزراعية المثلى المستدامة بواسطة طرق التعلم الآلى المتقدم ، وطرق معالجة البيانات ، جنبا إلى جتب مع الأقمار الصناعية ، وأكد : على أن تحسين هذه المنتجات تعد من أولويات وزارة الزراعة ، والدولة المصرية فى الوقت الحالى والمستقبلى بما يساعد متخذ القرار فى بناء الخطط والسياسات المتعلقة بالإدارة الزراعية المستدامة
تناول الدكتور عادل شلبى ، رئيس شعبة الدراسات البيئية واستخدامات الأراضى موضوع تقييم صلاحية الأراضي الصحراوية لزراعه المحاصيل المختلفة ودور الهيئة فى المشاريع القومية الكبرى . وجاءت موضوعات المحاضرة ثرية بالمعلومات التى تؤكد على قدرة مصر على غزو وإستصلاح الأراضى الصحراوية وتعظيم الإستفادة منها .
وتحدث الدكتور محمد البسطويسى ، رئيس شعبة التطبيقات الجيولوجية عن موارد المياة والتنمية المستدامة فى مناطق الدلتا الجديدة وتوشكى . وفتح المجال للحديث حول الوسائل التى تستخدمها الدولة المصرية حاليا من أجل سد الفجوة بين حصة مصر من المياة ، والإستهلاك الفعلى لها وإحتياجاتنا من المياة ، وكيفية تعظيم الإستفادة من الموارد المائية المتاحة وإتجاه الدولة إلى ” تحلية مياة البحر ـ التوسع فى إستخدام المياة الجوفية والآبار ـ إعادة تدوير مياه الصرف للإستفادة منها فى بعض أنواع الزراعه ـ إستخدام طرق الرى الحديثة كالرى المحورى والرى بالتنقيط .. وغيرها لتوفير المياة ” .
تناولت الدكتورة سلوى البيه ، رئيس شعبة التطبيقات الهندسية والمياة موضوع دراسات الموارد المائية والبنية التحتية فى مناطق التنمية الجديدة والدراسات المتعلقة بالمناطق الأثرية
وتناول الدكتور تامر مكى القائم بعمل رئيس شعبة علوم الفضاء والدراسات الإستراتيجية موضوع ( الفضاء قاطرة التنمية المستدامة ) ووصف سوق صناعة الفضاء قائلا : ” الشركات التى تعمل فى كل مايتعلق بلإفتصاد الفضاء وتوفر المنتجات التى تستخدم فى الفضاء وإقتصاد الفضاء ) ، وقدم شرحا مبسطا لتعريف التنمية المستدامة . وقال : هى التى تهدف لـ تحسين ظروف المعيشة لجميع الأفراد دون الإفراط فى إستخدام الموارد الطبيعية ، وأكد : على أنها تحتوى على ثلاث مجالات هى ( التمو الإقتصادى ـ حفظ الموارد الطبيعية ـ البيئة والتنمية الإجتماعية ) وذكر أن من أهم التحديات التى تواجهها التنمية المستدامة هى القضاء على الفقر .
وعن دور الفضاء فى التنمية المستدامة أكد مكى : أن له دور بارز فى رصد التعديات على الأراضى الزراعية ــ وعلى أراضى الدولة ـ ورصد مخالفات البناء ـ التخطيط العام للدولة ـ رصد المحاصيل وتقدير إنتاجها وإصابتها بالآفات ـ رصد الأوبئة ـ الكوارث الطبيعية والتنبؤ بها ـ إكتشاف المواقع الأثرية المدفونة ـ رصد التغير البيئى الناتج عن النشاط البشرى ـ رصد مواقع تجمع وتوالد الأسماك وتحديدها ـ تقدير المخزون المائى ـ البث المباشر وغير المباشر للاحداث العالمية ( الفضاء والسياسة وثورات الربيع العربى .. إلخ ) .
وعن إنجازات شعبة علوم الفضاء والدراسات الإستراتيجية ذكر أنها عديدة وخص منها ( المشاركة الفعالة فى نقل التكنولوجيا من خلال القمر الصناعى المصرى ” إيجيبت سات ــ 1 ” ــ ألمشاركة الفعالة فى تصميم وإختبارات القمر الصناعى ” مصر سات ـ 2 ” الخاص بالتنمية ــ المشاركة فى تصميم وتصنيع القمر الصناعى ” نارس كيوب ـ 1 ” ــ المشاركة فى تصميم وتصنيع القمر الصناعى ” نارس كيوب ـ 2 “وإنتهاءا بإقتراح قانون حوافز الإبتكار الصادر عام 2018 من قبل وزارة البحث العلمى .
في ختام الورشة تحدثت الأستاذة الدكتورة صفاء حسن ، رئيس شعبة التدريب العلمى والدراسات المستمرة عن دور التدريب المتقدم لتكنولوجيا الإستشعار عن بعد فى رفع كفاءة الباحثين
وعن مهام شعبة التدريب العلمى قالت : توفر الشعبة برامج توجيهية جديدة للباحثين تساعدهم على الإطلاع بسرعة وفاعلية على أحدث تقنيات الإستشعار عن بعد وعلوم الفضاء ــ تقدم برامج التدريب العلمى التى تجعل الباحثين على إطلاع باحدث التطورات فى مجال الإستشعار عن بعد وعلوم الفضاء ــ تعمل على تطوير برامج تنمية المهارات القيادية التى تساعد الباحثين على بناء مهاراتهم وقدراتهم لقيادة وإدارة مشاريع الإستشعار عن بعد ــ الشراكة وتبادل المعلومات والخبرات مع الهيئات والمحافظات والجامعات لـ تحقيق الرؤية التنموية والمعرفية للجهات المختلفة ــ إستخدام مجموعة متنوعة من أساليب التدريب ( من بعد ـ فى مقر الهيئة ) لتلبية أنماط التعلم للباحثين وطلاب الجامعات ــ قياس فعالية برامج التدريب للتأكد من انها تلبى إحتياجات المتدربين .
وقالت : هناك بروتوكول تعاون مع عدد من الجامعات المصرية ومنها ( جامعة عين شمس ـ القاهرة ـ الفيوم ـ حلوان ـ سوهاج ـ بنى سويف ـ جامعة الدلتا التكنولوجية ــ الجامعة اليابانية ) . وأفادت بأن الشعبة تقدم التأهيل والتدريب المجانى لحوالى 1000 : 1500 طالب سنويا من مختلف الجامعات المصرية On وتدريبهم على أساسيات الإستشعار عن بعد وعلوم الفضاء
وأكدت الدكتورة صفاء على أن الشعبة قدمت التدريب الأساسى والمتقدم للساده الباحثين من وزارة المعادن بدولة السودان الشقيقة فى الفتره من 2018 ــ 2022 فى مجال معالجة الصور الرقمية الأساسية والمتقدمة والتعرف على الأنماط للصور المستشعرة عن بعد للتطبيقات الجيولوجية ( للمعالجة والتفسير ) ــ وأيضا الإستشعار عن بعد الرادارى المتقدم وتطبيقاته الجيولوجية ـ والتحليل المتقدم لبيانات الإستشعار عن بعد للتراكيب الجيولوجية ـ وتقنيات الإستشعارعن بعد المتقدمة للتعرف على الصخور وإستكشاف المعادن المصاحبة للذهب . هذا إلى جانب التدريب الأساسى والمتقدم للسادة الباحثين على المستوى الدولى .
يذكر أن الهيئة القومية للاستشعار من البعد وعلوم الفضاء ، قد أنشئت بالقرار الجمهوري رقم 489 عام 1991 كهيئة عامة تتبع وزارة الدولة للبحث العلمى ، ثم أعيد تنظيمها طبقاً للقرار الجمهوري رقم261 لسنة 1994 كهيئة قومية تتبع نفس الوزارة .
حيث بدأ نشاط الاستشعار من البعد وعلوم الفضاء فى مصر مع بداية السبعينات وتحديدا عام 1971 من خلال مشروع بحثى مشترك بأكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا مع الجانب الأمريكى ثم تطور إلى إنشاء مركز للاستشعار من البعد تابعا للأكاديمية عام 1972
وتتطلع الهيئة لتكون أكثر المراكز العلمية تميزاً علي المستويين المحلي والإقليمي في مجال تطوير وتطبيق تقنيات الاستشعار من البعد وعلوم الفضاء لاستكشاف وإدارة الموارد الأرضية لدعم متخذي القرار والباحثين في قطاعات التنمية المختلفة .
إن زيارة واحدة للوقوف على الجوانب البحثية والعلمية المتقدمة التى تقدمها الهيئة القومية للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء لخدمة أهداف التنمية المستدامة فى مصر وفقا لـ ” رؤية مصر 2030 ” وتقديم كافة التسهيلات لتدريب الطلاب والباحثين من مصر وكافة الدول العربية والأفريقية ، لا تكفى زيارة واحدة لهذا الصرح العلمى الكبير ، من أجل الوقوف على تلك الجوانب