فى احتفالية تكريم الفائزين بمسابقة” ثقافة بلادي” الأزهرية

تعايش المصريين حالة انسانية فريدة.. وثقافتهم غير مسبوقة

-د. ‏نيفين الكيلاني: الأزهر قلعة الدفاع الأولى عن الإسلام
-د. محمد الضوينى: الإيمان والأوطان لا يفترقان

كتب مصطفى ياسين : 

أكدت نتائج مسابقة ثقافة بلادى التى نظمها الأزهر، برعاية وتوجيه فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الأزهر، فيما بين الأزاهرة المصريين والوافدين، أن المصريين يعيشون حالة فريدة ومتميزة من التعايش السلمي والتكافل الاجتماعي والنفسي، وكشفت كذلك عن أن الثقافة المصرية غير مسبوقة ومرتبطة بشكل أساسي بالعقيدة والرضا والطمأنينة، واستشهد المشاركون بانتشار مصطلحات على ألسنة الجميع مثل: الحمد لله، صلى على النبي، جبر وتطييب الخواطر على الله.
كان مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، قد أقام احتفالًا لتكريم الفائزين في مسابقة «ثقافة بلادي»؛ والتي شارك فيها الطلاب من المصريين والوافدين الدارسين بالأزهر، حيث مرت المسابقة بعدة مراحل وبمشاركة خبراء من الداخل والخارج، وبالتعاون مع الهيئة العامة لتنشيط السياحة بوزارة السياحة والآثار، وزارة الثقافة، وجميع قطاعات الأزهر، وذلك بحضور د. نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة، د. محمد الضويني وكيل الأزهر، د. غادة شلبي نائب وزير السياحة، د. نهلة الصعيدى، مستشار شيخ الأزهر لشئون الوافدين، د. حسن خليل، الأمين المساعد للثقافة الإسلامية بالمجمع، وعدد من سفراء الدول التابع لها الوافدون، قيادات قطاعات الأزهر وبعض مؤسسات الدولة المختلفة، وشهد الاحتفال فقرات فنية وأناشيد باللهجة المصرية من قبل الوافدات، واغانى وطنية ودينية.
قلعة الدفاع الأولى
أكدت د. نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة، “إن الأزهر الشريف قلعة الدفاع الأولى عن الإسلام بمفهومه الصحيح والمعتدل، والبعيد كل البعد عن التعصب والتشدد، إضافة إلى دوره الكبير في نشر تعاليم الإسلام السمحة. وأشارت إلى أن الاحتفالية تكرس الدور المعرفي الريادي للأزهر الشريف، حيث تم تكريم الفائزين في مسابقة “ثقافة بلادي”، تلك المسابقة الواعدة التي أطلقها الأزهر من خلال مجمع البحوث الإسلامية، وبرعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، والتي كان من أهم أهدافها تعزيز تبادل الخبرات الثقافية بين الطلاب المصريين من ناحية والطلاب الوافدين من ناحية أخرى، ابتداء من المرحلة الثانوية مرورًا بالمرحلة الجامعية الأولى وحتى الدراسات العليا، ولعل من أهم ما يميزها هو تعريف الطلاب الوافدين ودمجهم بثقافة المجتمع المصري وأعرافه وعاداته وتقاليده، ومن ثًم تمكنهم من اللغة العربية عامة واللهجة المصرية خاصة، كما أنها تُسهم في تعريف الطلاب المصريين بثقافات الشعوب الأخرى وأنماط حياتهم، كما ساعدت على تنشيط السياحة المصرية من خلال تعريف الطالب الوافد بإظهار الأماكن السياحية والأثرية والحضارية المنتشرة في ربوع مصر.
وأشارت إلى أن المقاطع المصورة التي تقدم بها الطلاب المصريون والوافدون، عبرت عن ذلك الاندماج الثقافي الذي تحقق بينهم خلال فترة المسابقة، كما عملت هذه التسجيلات على الترويج للثقافة المصرية وثقافة البلد التي يمثلها الطالب الوافد، إلى جانب تعبيرها عن الحالة الإنسانية والوجدانية التي رسخت علاقة قوية بين الطالبين، مما سيكون له أثرًا كبيرًا فى نشر ثقافة المحبة والتسامح بين الشعوب في العالم الإسلامي.
وعبرت د. الكيلانى، عن سعادتها، بمشاركة وزارة الثقافة في هذه المسابقة المهمة من خلال تقديم ٦٠ حقيبة معرفية تتضمن عددًا من الإصدارات الحديثة، مكونة من كتب المجلس الأعلى للثقافة، والمركز القومي لثقافة الطفل، كما شاركت الوزارة في اللجنة العليا للمسابقة والتحكيم فيها، من خلال رئيس المركز القومي لثقافة الطفل.
وأكدت وزيرة الثقافة، أنه من حسن الطالع أن تأتي هذه الاحتفالية بعد أيام قليلة من توقيع بروتوكول التعاون بين وزارة الثقافة وجامعة الأزهر، والذي يأتي تعزيزًا وتدعيمًا لأوجه الشراكة الاستراتيجية المرتبطة بتنفيذ محور بناء الإنسان المصري، وصقله ثقافيًا وتوعويًا، بما يخدم تأصيل مفاهيم الوسطية والتسامح والتعايش السلمي.
خطوة فى الطريق
وقال فضيلة د. محمد الضويني، وكيل الأزهر، إننا نعمل على أن يكون هذا الحفل والتكريم خُطوة في طريق حماية الفكر، وصيانة الهوية من محاولات الاختطاف أو التشويه من قبل أفكار مغلوطة أو مشروعات منحرفة، ولا يخفى عليكم أن مصر تعيش حالة فريدة من التعايش بين أبنائها، وخاصة في ظل دعم الرئيس عبد الفتاح السيسي،، ودعوته للحوار الهادف الذي تتضافر فيه جهود الجميع لإعلاء قيم التعايش والتسامح، ومد جسور التفاهم والإخاء، والتصدي لخطاب الكراهية، ونشر قيم العدل والمساواة من أجل تحقيق السلام والاستقرار.
تابع، أن مجمع البحوث الإسلامية وُفق في اختيار موضوع المسابقة الفكرية الثقافية التي حملت عنوان (ثقافة بلادي)، والتي تأتي لبنة نافعة في بناء متين أرسى قواعده أزهرنا الشريف بما يبثه في نفوس أبنائه المصريين والوافدين من تأكيد أن الإيمان والأوطان لا يفترقان، مشددا على الحاجة الملحة لهذا الطرح الأزهري الذي يواجه التحديات التي يتعرض لها الدين والوطن.
وأكد د. الضويني أن «المواطنة» بما تفرضه من فكر وسلوك حقيقة دينية، وضرورة مجتمعية، وفريضة إنسانية، وأن «المواطنة» مصطلح أصيل في الإسلام يتجاوز التنظير الفلسفي إلى السلوك العملي، وأن «المواطنة الحقيقية» لا إقصاء معها، ولا تفريق فيها، مشيرا إلى أن المواطنة الصادقة تستلزم بالضرورة إدانة التصرفات والممارسات التي تفرق بين الناس بسبب من الأسباب، والتي يترتب عليها ازدراء أو تهميش أو حرمان من الحقوق، وما إلى ذلك من سلوكيات يرفضها الإسلام.
أوضح فضيلته أن الأزهر استطاع من خلال التعاون المثمر مع المؤسسات الدينية الرسمية داخل مصر وخارجها، أن يحقق نجاحات كبيرة من خلال حوارات دينية حضارية حقيقية، تلتزم الضوابط العلمية، وتحفظ ثوابت الدين، وتترك نتائج ملموسة في سبيل تحقيق الأمن والسلام للبشرية كافة، وشاءت إرادة الله أن يكون بنو الإنسان شعوبا وقبائل، في الغنى والفقر، الفهم والإدراك، العادات والتقاليد، وفي غير ذلك من مناحي الحياة، تلك الإرادة الإلهية التي اقتضت تنوع الخلق فيها حكم عظيمة ودلالات تستحق التأمل، ومن جميل ما أحاط به الإسلام هذا التنوع أن جعل الغاية من التنوع أن نتعارف ونتآلف، فيما يثري الحياة ويزيد من استثمار مكوناتها.
أضاف: أهمية هذه المسابقة التي نظمها الأزهر بالتعاون مع وزارتي: الثقافة، والسياحة والآثار تكمن في نقل ثقافتنا المصرية إلى غيرها من ثقافات الشعوب الأخرى، وذلك عن طريق التزامل بين طالبين: طالب مصري، وطالب وافد يتعلم على أرض مصر، وهنا أقول: إن مصر التي ذكرها الله في قرآنه عدة مرات تميزت بأهلها، وعاداتها وتقاليدها، وأخلاقها وقيمها، وتميزت بأزهرها –أزهر الدنيا ومنهجه المنفتح على الكون كله- الذي استطاعت مصر به أن تصل حضارة اليوم بحضارة الأمس، ووصلت به حاضرها الإسلامي بتراثها الحضاري القديم، فامتلكت المجد الديني والحضاري من أطرافه.
وبيّن د. الضويني أن التطورات المتسارعة في مجالات الاتصالات أحدثت ثورة هائلة، فلم تعد الشعوب منغلقة على أنفسها بل تجاوزت حدودها، وثقافتها، وعاداتها وتقاليدها، وأصبح الجميع في علاقة تأثر وتأثير متبادل، ومن خلال ما أتاحته وسائل التواصل استطاعت الشعوب والمجتمعات أن ترى نفسها في عيون غيرها، إيجابا وسلبا، موضحا أن الشعوب الواعية تتخذ من هذا التعارف والتلاقي فرصة كبيرة لمراجعة موروثها الثقافي والقيمي، فتؤكد في نفوس أبنائها المظاهر الثقافية الإيجابية، والقيم الأخلاقية والحضارية، وتتخلص من المظاهر السلبية التي تشكل عائقا أمام نمو حضارتها وتقدمها ورقيها.
واختتم وكيل الأزهر كلمته بأنه، من هنا تتأكد أهمية هذه المسابقة الفكرية الراقية، التي تأتي عاملا فاعلا مؤثرا في توطيد التواصل والحوار بين الشعوب، الأمر الذي يعزز قوة مبدأ السلم العالمي الذي تتوق لتحقيقه البشرية عبر العصور، فالشعوب التي تتحاور ثقافيا لن تلجأ إلى الحروب وافتعال الصراعات المسلحة؛ لأن لغة الحوار أشد تأثيرا ورقيا من الفعل العسكري، ومفردات السلام أقوى من مفردات الحرب، مؤكدا أن هذا الحوار الراقي لا يتأتى إلا عندما يبدي كل شعب احترامه لثقافة الشعوب الأخرى ونمط حياتها ومعتقداتها، داعيا الجميع إلى تبني ثقافة منفتحة تكون نافذة واسعة تمكن الشعوب من تحديد هويتها، وتبين خصوصيتها، والاستفادة من ثقافات الآخرين بما لا يعارض الخصوصيات ولا يهدد الهويات.
تجربة لا تنسى
وقالت غادة شلبي، نائب وزير السياحة والآثار لشؤون السياحة، بكلمتها، بالإنابة عن، أحمد عيسى، وزير السياحة والآثار: “إيمانا بأهمية هذه المسابقة فقد حرصت وزارة السياحة والآثار على المشاركة في تقديم الجوائز الخاصة بها من خلال قيام هيئة تنشيط السياحة بتنظيم رحلات للفائزين لزيارة معالم القاهرة والفيوم، وذلك لإطلاعهم على أهم ما تتميز به هاتين المدينتين، لاسيما وأن كلًا منهما يزخر بالعديد من المعالم الفريدة سواء السياحية أو الأثرية، فالقاهرة هذه المدينة النابضة بالحياة على مدار الساعة بنيلها الرائع ومتاحفها الأثرية وفنادقها الفاخرة وغيرها من المقومات، والفيوم بما فيها من مقومات طبيعية مثل محمية وادى حيتان وشلالات وادى الريان إلى جانب الآثار المميزة تقدم مزيجا فريدا لتجربة سياحية لا تٌنسى”.
بناء الأمم
وقال د. نظير عياد، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، إن الازهر له أدوار عدة لا تخطئها العين، تعمل على بناء الإنسان لتحقيق الخير للإنسانية جمعاء، ومن ثم كانت فكرة هذه المسابقة، والتي جاءت كمحور من المحاور الرئيسة، ودور من الأدوار الجادة التي يقوم بها الأزهر في سبيل الارتقاء بالإنسان والتأكيد على دوره والإشارة إلى ما ينبغي أن يسهم به الإنسان في سلم الحضارة الانسانية بشكل عام والبناء الحضاري الإسلامي والعربي بشكل خاص، مضيفًا أن بناء الأمم يقوم على عدة محاور ثقافية وفكرية ووجدانية ونفسية واقتصادية وبدنية، والأزهر الشريف كواحد من هذه المؤسسات حافظت على هذه المحاور وبالتالي كان لها الأدوار المتعددة والأفكار الكثيرة المتنوعة التي يراد بها ومن خلالها البناء الأمثل للإنسانية جمعاء.
أوضح أن فكرة المسابقة تأتي إيمانًا من الأزهر بقيمة هذه الدولة التي شرفنا الله بالانتساب إليها وبالعيش فيها وبالتواجد على أرضها، وإقرارا كذلك من الأزهر بهذا الإرث الحضاري العظيم الذي أسهم وبشكل واضح في صناعة الأمم وبناء الأجيال ونقل الأفكار وتبادل المعلومات والتزويد بالرؤي والأطروحات التي تحقق الخير من قبل الإنسان لأخيه الإنسان، مشيرًا إلى أهمية الثقافة وكيف أنها تسهم وبشكل فاعل وفعال في تحرير العقول من الأفكار الراكدة والتقاليد القديمة العتيقة والتي يمكن أن تؤدى إلى اختلال فكري ومرض نفسي وسلوك أجنبي لا يستقيم ومراد الله تعالى من خلق الإنسان، ولا يتناسب مع طبيعة المهمة التي أوكلت إلى الإنسان في هذه المعمورة.
و تأتي أيضًا إيمانًا من الأزهر واعترافًا منه بقيمة العلم والثقافة وأن الأمم إذا ما أرادت أن تنهض فلابد أن تنطلق من هذا الأساس المتين والفكر المستقيم إيمانًا منه بأن هذا الفكر المستقيم ينبغي ألا يتوقف عند المنتسبين إلى الدولة أو القائمين علي أمرها فحسب بل يتم التعريف بهذه الثقافات والعمل على نقلها من الحيز الإقليمي المحلي إلى الحيز العالمي الدولي، مشيرًا إلى مكانة الدولة المصرية من حيث موقعها الفريد واختصاص الله لها بالأزهر، تلك المؤسسة التي تعمل على الحفاظ على العباد والأوطان، وأراد الله عز وجل بها ومن خلالها الصيانة للدين واللغة، إضافة إلى التعارف التكامل الذي جاءت به هذه المسابقة بمحاورها المتعددة لتعرف بشيء من مكانة الدولة المصرية، ولتلقي الضوء على قليل مما تميزت به وتفردت به هذه الدولة من خلال عدة محاور علمية وثقافية وسياحية واجتماعية، مما يؤكد على أن الأزهر إنما حافظ على هذا التواجد وهذه المكانة بسبب هذا التنوع في الفكر والتعدد في العرض والموضوعية في الحكم والسمو في الرسالة والتفرد في الهدف.
الفكرة والتنفيذ
وتحدثت د. إلهام شاهين، الأمين المساعد للمجمع، صاحبة فكرة المسابقة والمشرفة على التنفيذ، عن المسابقة فقالت، تلك الفكرة التي تعالج أمورًا ومشكلاتٍ نحن في أشد الحاجة إلى معالجتها؛ فهي تزرع روح الانتماء الوطني والإنساني، تُشعِر الفرد بقيمته عند المجتمع، كما يستشعر قيمة المجتمع في حِسِّه، وكل هذا يضمن لنا تحقيق الأمن المجتمعي، والذي يُعدُّ من أهم أهداف المسابقة.
أضافت، جاءت فكرة المسابقة لاستثمار وجود طلاب من أكثر من مائة دولة بالأزهر في التعرف على ثقافة بلادهم، وتعرفهم على ثقافة بلدنا الحبيبة مصر، وكحَلٍّ لمشكلةٍ يعاني منها كثيرٌ من الطلاب الوافدين الذين يعيشون سنواتٍ طويلةٍ في مصر للدراسة بالأزهر وهم منغلقون على أنفسهم، ثم يعودون لبلادهم ولم يتعرف أكثرهم على عادات وتقاليد الشعب المصري ولا على ثقافته، وقد يكون منهم من لم يفهم اللهجة المصرية العامية، بل أحيانًا يكون البعض منهم في أنفسهم شيئًا لبعض الكلمات أو التصرفات التي لم يفهموا مغزاها ولم يعرفوا معناها نتيجةً لضعف وسائل وطرق التواصل بينهم وبين مَن حولهم، لذا فكرنا في حلٍّ لهذه المشكلة؛ فجاءت هذه المسابقة التي تقوم على المزاملة بين طالب مصري وطالب وافد أو طالبة مصرية وطالبة وافدة، يتعرف كل منهما على ثقافة الآخر من خلال التعرف على العادات والتقاليد، والتعرف على الأماكن السياحية في مصر بالزيارة، والمعرفة بثقافات بلد الوافد أيضًا من خلال التعرف الأسري لأسرة كل منهما، سواء كان بصورة مباشرة في الزيارات المنزلية أو عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي،ثم تبادل الثقافة والمعرفة والعلم النافع في أي علم من العلوم، ثم تبادل المعارف والمهارات الحياتية التي يمكن أن يكتسبها كل منهما من الآخر، فيحدث الاندماج بين الاثنين، كل هذا يسجله الطالب المصري والطالب الوافد في مادة فيلمية بفيديو لا يزيد على 15 دقيقة، وصور لا تزيد على مائة صورة، ومادةٍ مكتوبة تشرح ما جاء في الفيديو وما جاء في الصور، وتحكي قصة الصداقة التي تمت بينهما من خلال عشرة محاور، يُقَدَّمُ الملف المكتوب بصيغه وورد يقدمه الطالب المصري، والهدف من ذلك، أن يتقن الكتابة على الكمبيوتر، ويقدمه الطالب الوافد بخط يده لكي يتقن اللغة العربية الفصحى.
تابعت: قمنا بدعوة الجهات المعنية بمساعدة قطاع مدن البعوث برئاسة العميد محمود صبيحه، ودعوة الوزارات والهيئات والقطاعات التي يمكن أن تشارك في المسابقة، فوجدنا استجابة سريعة من وزاره الثقافة التي أرسلت د. محمد ناصف رئيس الإدارة المركزية للمركز القومي لثقافة الطفل ممثلًا عنها، محمَّلًا بهدية عبارة عن شنطة جميلة بها مجموعه من الكتب القيِّمة لكل فائز، كما تفاعلت معنا وزارة السياحة وأرسلت السيدة آيتن فؤاد ممثلًا عنها من هيئه تنشيط السياحة ، وأمدَّتنا بمجموعة من الكتيبات والمطويات التعريفية بالأماكن السياحية في مصر ورقيًّة وإلكترونيًّة، ووعدتنا بتنظيم رحلة للفائزين إلى المعالم السياحية بالقاهرة الكبرى والفيوم، كما تعاونت معنا قطاعات الأزهر وجامعته بممثلين عن كل منهم، وفتح الباب لعقد الندوات التعريفية بالمسابقة وتوزيع الكتيبات والمطويات التي تعين الطلاب والطالبات على المشاركة، كما تم توزيع مطويات وكتيبات تعريفية بالمعالم السياحية والتي قد أُهديت لنا من هيئه تنشيط السياحة، وتم نشر إعلان المسابقة على بوابة الأزهر الإلكترونية، وانتشرت المسابقة بشكل فعَّال، وتعرَّف عليها الطلاب، فجاءتنا مشاركات من طلاب وطالبات من 27 دولة، فاز منهم معنا متسابقون من اثنتى عشرة دولة، هى: أندونيسيا، بنجلاديش، ماليزيا، السودان، تونس، العراق، سوريا، الهند، أفغانستان، ساحل العاج، أفريقيا الوسطى .
وبعد تسليم الأعمال، بدأت مرحلة التحكيم، حيث تم التواصل مع الجهات المعنية بنشر العلم والثقافة والتواصل المجتمعي للمشاركة معنا في أعمال التحكيم؛ فكان أن استجابت لنا في سرعة فائقة وتعاون كبير السيدة نائلة فاروق رئيسة التلفزيون، د. رضا عبد السلام رئيس إذاعة القرآن الكريم، وبدأت أعمال التحكيم مع ممثلي وزارة الثقافة والسياحة، وكذلك رؤساء لبعض قطاعات الأزهر.
وكشفت د. إلهام شاهين عن الجوانب والأهداف التي تحققت قائلة: عشنا من خلال مع الطلاب والطالبات، من خلال مشاركاتهم في سياحتهم الدينية والثقافية والأثرية في معالم القاهرة والجيزة وأسوان والأقصر والإسكندرية والبحيرة والشرقية والدقهلية ودمياط وغيرها من المحافظات، وطفنا معهم أرجاء مصر كما طفنا معهم حول العالم من خلال زيارتنا للأماكن السياحية والمعالم الأثرية في بلدانهم وتعرفنا عليها وعلى ثقافتها، وتحققت الأهداف من المحاور: الثقافية والمعرفية والسياحية، ومن خلال المحور الوجداني شعرنا معهم بدفء الأسرة المصرية وغمرت السعادة قلوبنا عندما أسعدونا بدخولهم البيوت المصرية، وزيارتهم لقراها، وجلوسهم بموائد الرحمن ومشاركتهم الإفطار مع الصائمين في شهر رمضان، كما جلسوا على السفرة والطبلية، وأكلوا حلوى المولد النبوي، كما أكلوا الفسيخ والرنجة والكشري والبصارة والمسقعة والفطير المشلتت والجبن القديم، والكوارع والممبار والملوخية.
كما سعدنا بتجربتهم ومعارفهم التي اكتسبوها، واللغات التي تعلموها، والمهارات التي أتقنوها وتعلموها من بعضهم البعض.
لقد أكلوا الطعام المصري حتى شبعوا، وشربوا من ماء النيل ومن نبع حنان الأم المصرية حتى ارتووا.
تعرفنا منهم على إيجابيات في الشعب المصري لم نكن نلتفت أو ننتبه إليها من قبل؛ فكان مما قالوا: أنَّ الشعب المصري يتميز بقوله دائمًا: (الحمد لله) عندما يحدث شيء سيئ أو مكروه أمامه، كوقوع حادث أو اصطدام شيء أو انكساره، فاستشعروا من ذلك الإيمان الحقيقي لدى الشعب المصري وهو حمد الله في السراء والضراء.
كما أعجبهم أيضًا، الصلاة على النبي التي لاحظوا أن المصريين دائما يرددونها في كل شيء وفي كل وقت حتى إنهم يستخدمونها عندما يتشاجرون فيهدأ الشجار بقولهم: (طب صلِّ على النبي)، (صلاة النبي تبرد القلوب)( صلي على الحبيب قلبك يطيب)، كما أعجبهم من الإيجابيات التي رصدوها، دعوة المصريين لهم دائمًا الى الطعام، وكذلك المساعدات التي يقدمونها لطلاب العلم المغتربين، وغير ذلك كثير.
الفائزون
وتم تكريم الفائزين، حيث حصل على المركز الأول: خليل أمين إبراهيم “مصر”- محمد منير الإسلام “بنجلاديش”- أنس عادل “مصر”- عبد القادر سميح “اليمن”- جنة أيمن “مصر”- حنيفة رمضانتي “إندونيسيا”- روان خليل عبد السلام “مصر”- رحمة حكما نافعا من لدنا “إندونيسيا”- محمد أحمد كمال “مصر”- محمد معروف “بنجلاديش”.
وجاء بالمركز الثاني: عمر علي حاسوب “مصر”- محمود خالد يحيى “سوريا”- سند محمد عبد النعيم “مصر”- محمد إكمال خيري “ماليزيا”- فاطمة محمد مهنا “مصر”- فيلذا كاملة بوتري “إندونيسيا”- منار أحمد محمود “مصر”- حليمة السعدية “إندونيسيا”- سارة السيد محمد عبد “مصر”- نور عفيفة أولياء “إندونيسيا”-.
وفاز بالمركز الثالث: مريم هلال محمود “مصر”- أيوه سفيرة إندرتمي “إندونيسيا”- عمر محمد فريد “مصر”- محمد محمود الحسن “بنجلاديش”- مريم أحمد “مصر”- إيرال كاتيوسهاتري “إندونيسيا”- خالد بن محمد المقدميني “تونس”- عبد الله رفاعي محمد “مصر”- رضوی محمد حسام الدين “مصر”- سودة ثابت “إندونيسيا”-.
كما حصد المركز الرابع: نورهان أحمد محمد “مصر”- عائشة علاء الدين كاظم “العراق”- براءة إسماعيل صالح “السودان”- أسماء أحمد إبراهيم محمد “مصر”- حسناء محسن يحي “مصر”- سيلا عائشة إبراهيم “ساحل العاج”- أميرة عبد المنعم عبدالمحسن “مصر”- فنطة بنت موسى “إندونيسيا”- أروى إبراهيم عمارة “مصر”- نور عزيزة محمد “إندونيسيا”- رحمة محمد عبد الحليم “مصر”- مفلحة رمضية معصومة “إندونيسيا”- محمد سعد محمد على “مصر”- محمد توصيف “الهند”- أمنية جمعة السيد “مصر”- حليمة ممادو ثاني دودو “إفريقيا الوسطى”- هدى جمال “مصر”- نور الصباح “إندونيسيا”- خواجة أحمد شايق “أفغانستان”- محمد بدر محمد “مصر”-.
كما حصل على المركز الخامس: آلاء ممدوح إبراهيم “مصر”- فاطمة الطاهر صالح بدوي “السودان”- أمنية حسن حامد “مصر”- نور هارا “إندونيسيا”- رزان خليل عبد السلام “مصر”- وفديانا إنتان ساري “إندونيسيا”- محمد شبير أحمد غفران “بنجلاديش”- يوسف أحمد “مصر”- سندس محسن يحي أحمد “مصر”- سيتي نور صافورة “ماليزيا”-.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.