تكريم ٥٠ من الأمهات المثاليات عربياً وإسلاميا.. فى أحضان التاريخ بساحة معبد الأقصر

الحياة الإنسانية.. تصنعها النساء

كتب مصطفى ياسين :
احتضنت ساحة معبد الكرنك، بالأقصر، المهرجان الدولى السابع للأم المثالية، تحت رعاية د. نيفين القباج، وزيرةِ
لتضامن الاجتماعي. المستشار مصطفى ألهم، محافظ الأقصر، ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية
والإنسانية، بالتعاون مع جامعة الأقصر، ومؤسسة مشوار التنموية. لتكريم المرأة المصرية والعربية بحضور عدد كبير
من الشخصيات وكبار المسؤولين فى مصر والعالم العربى، بحضور ضيف شرف المهرجان، د. آمال بِلْحَاج موسى،
وزيرةِ الأسرةِ والمرأةِ والطفلِ وكبارِ السِّنِ بالجُمهوريةِ التُّونُسِيَّة، ووفد سنغافورى برئاسة د. محمد أبو بكر حسبى،
رئيس الجمعية الإسلامية، حيث تم تكريم بعضهن، وتسليم الرئاسة الشرفية إلى تونس.
قالت د. نهلة الصعيدى، مستشار فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر، فى الكلمة التي ألقتها نيابة عن
فضيلته، الحمد لله الذي خلق المرأةَ وكرَّمها، وأعلى شأنَها وحَفِظَ حقَّها، وسمَّى سورةً من القرآن باسمها، والصلاةُ
والسلامُ على سيدِنا رسول الله، المُنْتَصِفِ للنساء بقوله: «النِّساءُ شقائقُ الرِّجال»، وعلى آله وأزواجِه أُمهاتِ
المؤمنين. ووصفت الاحتفالَ بأنه مباركٌ، يَطُوفُ به الجمالُ ويَسْمو به الكمالُ؛ ذاك أنَّ جوهرَه هو الأمُّ، بما لها من فضلٍ
عظيمٍ على الإنسانيَّة كُلِّها، ولِمَا لِرسالتِها من آثارٍ بَعيدٍ غَوْرُها في حاضرِ الأمةِ ومستقبلِها الأخلاقيِّ والاجتماعي؛
فهي التي تَمُدُّ المجتمعَ بأجيالٍ زاكيةٍ ذكية، ناشطةٍ قوية، تَقودُ ولا تُقاد، تَهْوَى الصَّلاحَ وتَكْرَهُ الفساد، أجيالٍ سليمةِ
الفكرِ والقلبِ، شريفةِ السلوكِ والغاية.
وأكدت أن المرأةُ هي صانعةُ الرِّجال؛ ليكونوا فُرسانًا يَنصرون الحقَّ، وعُلماءَ يَنشرون العلمَ، وعُمَّالاً يُنتجون الخيرَ
وينشرونَه في الناس، وهي أمٌّ لكلِّ مخلصٍ صادقٍ يؤدِّي دورَه ويقوم بواجبِه في هذه الحياة.. نعم. المرأةُ هي أمٌّ
وصانعٌ للمُعلِّمِ والطبيبِ والبطلِ والشهيدِ. وما مِنْ شَكٍّ في أن المرأةَ التي أعدَّت هؤلاء الرِّجالِ لها أجرٌ يَعْدِلُ أَجْرَهم،
مِن غيرِ أنْ يَنْقُصَ من أجورِهم شيءٌ؛ تَفضُّلاً من الله ربِّ العالمين.
الحضورُ الكريمُ.. في تعديدِ فضائلِ الأمِّ تَتحاشَدُ المَعانِي وتَقْصُرُ الألفاظ، وتنقطع دونه الغايات.
من هنا نُكرِّرُ الشكرَ للقائمين على هذا الملتقى، ونقدِّمُ باقاتٍ من التهاني وأكاليلَ من الأماني للأمَّهاتِ المكرَّمات.
ونتساءل: أيكون شكرُ الأمِّ في الإمكان وهي التي ضحت بلا حُسبانِ؟ كيف الوفاءُ بشكرِها وجهادِها في كلِّ حينٍ فوقَ
كلِّ بيان، إن كان يُعطي غيرها فلِعِلةٍ لكن عطاءُ الأم فيضُ حنان، تتحمل الآلامَ وهْي كثيرةٌ لترى بنيها في رضا وأمان،
هي جنةُ الدنيا ففي أحضانها، ترجى حياةُ المرءِ في اطمئنان، أتطيبُ دنيانا بغيرِ وجودها وهي العطاء الدائم الفيضانِ.
أيضل من يهديه نورُ عطائِها في الحبِّ والأخلاقِ والعرفانِ؟
مصدر الرقى
أكدت د. آمال بلحاج موسى، وزيرة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السن بدولة تونس، إن الأم هى مصدر رقى
المجتمعات وصمام أمانها وصانعة أجيالها وكل ما كتب عن الأم شعرا أو نثرا لا يمكن أن يفى حقها لما تكبدته من
تضحيات وعظمة دورها، وكل التشريعات التقدمية المنصفة للمرأة إنما هى تصب لصالح الأم والطفل وجميع أفراد
الأسرة والمجتمع .
واشادت باختيار الجمهورية التونسية ضيف شرف الدورة السابعة للمهرجان الدولى للأم المثالية المنعقد فى محافظة
الأقصر ،أو كما تسمى سابقا مدينة الشمس أو طيبة عاصمة الدولة الفرعونية،
واكدت “بلحاج” أن المهرجان مناسبة للاحتفاء بأمهات ملهمات كادحات وتكريمهن فرصة للتباحث والنقاش حول
التحديات والتضحيات التى تواجهها الأم العربية اليوم من أجل ابناءها وأسرتها. واوضحت أنه لا يمكن لأى مشروع
مجتمعى تحقيق النجاح دون أن يكون للمرأة دور اساسى فى ذلك
تابعت: أن ما تقوم به الأم من أدوار تربوية واجتماعية ونفسية واقتصادية داخل الأسرة أو خارجها يساهم فى الحفاظ
على البنيان الأسرى وتماسكه بما يساهم فى خلق مجتمع متوازن وسليم، ولفتت إلى أن الجمهورية التونسية
عملت على النهوض بالاسرة ومن خلالها الأم الكادحة بدعمها اقتصاديا واجتماعيا من خلال برامج مختلفة.
أمة السيادة
وقال د. صلاح الدين الجعفراوي، منسق عام المهرجان  أن مصر أمة سادت العالم وتبقى آثارها أبد التاريخ لتحكي عن
حضارة عظمي، وبقدر عظمة الحضارة تأتي عظمة حدثنا الذي يأتي احتفاء واعترافا بما تقوم به الأم بإخلاص وصبر
وتفان، من أعمال جليلة وجهود متصلة مبذولة للنهوض بأسرتها، وما يمثله ذلك العطاء الزاخر من خدمة لمجتمعها
بتكوين مواطنين صالحين نافعين على مستوى الوطن وعلى نطاق الإنسانية. فهنينا لهذه النماذج الحية من النساء
اللواتي يتم تكريمهن ، نظرًا لتميزهن بالتأكيد الدائم على أهمية الانخراط في المشاريع الناجحة اجتماعيا واقتصاديًا
تعزيزا للدور الرائد في بناء مجتمعاتهن
شريك أصيل
من جانبه أشار د. حمدی محمد حسین، رئيس جامعة الأقصر، إلى أن الأم كلمة صغيرة حروفها قليلة لكنها تحوي
أكبر معاني الحب والعطاء والحنان والتضحية، فهي شريك أصيل مع الرجل في كافة شئون الحياة، التي مهما حاولت
أن تفعل وتقدم لها فلن تستطيع أن ترد ما عليك ولو يقدر ذرة صغيرة . ويعتبر مقام المرأة في المجتمع إنعكاس لمعيار
رقي أو تخلف العصر ، لذا يقول نابليون “إذا أردت أن تعرف رقي أمة فأنظر إلي نسائها” وهي حقيقة، بإعتبار المرأة
عصب الحياة والعمود الفقري داخل أسرتها، فإذا صلح حالها سيصلح حال المجتمع ككل . وتعتبر مكانة المرأة في
الإسلام عظيمة حيث إن الله كرمها ، سواء زوجة أو أخت أو أم، خاصة الأم فجعلها ذات فضل عظيم علي أطفالها ،
أصاف: ومن خلال النظرة المصرية للمرأة بوجه خاص فهى تمتلك طبيعة خاصة وقدرات هائلة في الصبر والقوة و الجلد
، ولا ننسي دورها الوطني في الدفاع عن الأمن القومي علي مر العصور ، فقد كانت ولا تزال المدافع عن الأمن
والاستقرار بإعتبارها راعية الأمة و حارسة الوطن .. ولتجسيد هذه المعاني العريقة و العظيمة تحتضن جامعة الأقصر
فعاليات المهرجان الدولي إلي نماذج فريدة من المحاربات العظماء ” الأمهات ” و نأخذ بأيديهم للتغلب علي الصعاب
من للأم المثالية
مسيرة حافلة
وأشار د. سالم الكعبي، نائب سفير الإمارات للشئون القنصلية، فى كلمة السفيرة مريم الكعبي، إلى مسيرة تمكين
المرأة في الإمارات والتى تمتد لأكثر من 50 عاما، حيث حققت الدولة العديد من الإنجازات في هذا المجال، حتى
أصبح للمرأة الإماراتية دورها البارز في تنمية الوطن ورفاهية الدولة، وذلك نتيجة للدعم اللامحدود التي تتلقاه من
القيادة الرشيدة، ومن أم الإمارات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك. رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس
الأعلى للأمومة والطفولة الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، والتي ساهمت بجهودها في تمكين المرأة
الإماراتية، وتكريمها للأمهات الإماراتيات، وتقدير تضحياتهن. فمنذ سنوات عديدة تعيش المرأة الإماراتية أزهى عصورها،
حيث نجني ثمار النهج السديد الذي وضعه المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في
دعم المرأة وضمان حقوقها منذ بدايات تأسيس الدولة. بينما يواصل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان
رئيس الدولة “حفظه الله، دعم تلك المسيرة المباركة، من خلال الكثير من القرارات والمبادرات، وهو ما ساهم في
تعزيز حضور ابنة الإمارات في كافة المجالات، لتنتقل من مرحلة التمكين إلى مرحلة الريادة.
نبع الحنان
وقال نزية حمد، رئيس جمعية أهدي، اللبنانية، الحمد لله الذي أوصى عباده ببر الوالدين، فقال سبحانه وتعالى :
“وبالوالدين إحسانا”، . إن يوم الأم مناسبة جليلة، كيف لا والمناسبة عظيمة بعظم من نحتفل بها ، ومن أغلى منك يا
أمي ، يا أمنا ، يا أمهات العالم بك تتفتح زهور الحياة ، وبوجودك ترتسم الفرحة ، وبين يديك تكون السعادة، يا أجمل
من في الكون أمهات العالم يا سيدات الطهر والعفاف يا أقمار الوجود،  أيتها المخلصة والمتفانية يا رحمة الأرض ، يا
نعيم الدنيا ، يا قبلة الجمال. فى يومك هذا ، نجدد معك عهد البر ، و تحتفي بك، احتفاء المقصرين ، اعذرينا ، فأيامنا
كلها لك، وأعمارنا لا معنى لها بدونك ، طبت وطابت أيامنا معك. ولا يسعنا إلا تذكر قوله تعالى : {رب أوزعني أن
أشكر نعمتك التِي أَنْعَمْتَ عَلَي وَعَلَى وَالِدَي وَأَنْ أَعْمَل صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ
الْمُسْلِمِينَ}.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.