الكاتب الصحفي عصام عمران يكتب : ” ماكينة هبة وشقة درويش !! “
هناك الكثير من النماذج الإنسانية المضيئة ، والمشرفة التى يجب الاهتمام بها والقاء الضوء عليها ، بل وتكريمها .. هذه النماذج موجودة بيننا وحولنا فى المدن والقرى بشتى المحافظات وفي مختلف المجالات ، فهى ليست قاصرة على فئة معينة أو مستوى اقتصادى أو اجتماعي محدد .
لعل فى مقدمة هذه النماذج التي يجب دعمها والشد على يديها وكذلك تكريمها كما ذكرت في البداية ” هبة ” ابنة محافظة أسيوط ، تلك السيدة البسيطة محدودة المال ولكنها ميسورة الحال شيمها الرضا والإيثار والجدعنة والشهامة ، حيث رفضت الاستسلام لظروفها الصعبة بعد مرض زوجها ووفاة شقيقتها تاركة لها طفل صغير دون سند أو عائل فأخذت قرضاً من البنك واشترت “موتوسيكل” أو ” ماكينة” كما نطلق عليها فى القرى والأماكن الشعبية لتعمل عليها “دليفري” لتوفير الموارد اللازمة لسد احتياجات بيتها وزوجها المريض وكذلك للإنفاق على تربية الطفل الذى تركته اختها المتوفاة .
وإذا كانت “الست هبة الجدعة ” بمثابة نموذج حي موجود بيننا ويجب دعمه ومساندته ، سواء من قبل الدولة ، لا سيما وزارة التضامن الاجتماعي أو من خلال القادرين من أبناء هذا الوطن وتحديدا أبناء أسيوط ، فهناك نموذج آخر مضىء رحل عن دنيانا بجسده منذ ايام ولكن يبقى موجودا بابداعه وأعمال الخير التى كانت حديث الجميع بعد الرحيل المفاجئ للفنان مصطفى درويش صاحب الثلاثة وأربعين عاماً.
فرغم ان سنوات عمله وإبداعه الفنى قصيرة إلا أنها كانت مؤثرة ومتميزة ، والأهم من ذلك كانت سيرته العطرة بين
زملائه والمحيطين به من الأهل والأصدقاء ، وكذلك أعمال الخير التى كان يفعلها فى السر والعلن لمساعدة الفقراء
والمحتاجين ، لعل فى مقدمتها “شقة الخير ” التي كان مأجرها ليجمع فيها ملابس ووجبات لتوزيعها بشكل مستمر
وكان يرفض الحديث عنها باعتبارها حسنة مخفية وكذلك مطعمه الذي كان يخرج منه وجبات مجانًا للمحتاجين ،
علاوة على ، الفيديوهات التي كان يعملها للجمعيات الخيرية مساهمة مجانية معهم في اغلب مساعداتهم .
احترامه لنفسه وعدم مشاركته في اي عمل يخالف قناعاته مثل رفضه الاشتراك فى مسلسل ابراهيم عيسى
اعتراضا منه على عدم اعتراف “عيسى” بالإسراء والمعراج ، وكذلك موقفه مع الفنان شريف الدسوقي بعد بتر القدم
ومطالبته طول الوقت بدعمه دعم حقيقي من خلال الشغل مش دعم معنوي فقط .
ختاما أعود واكرر ما ذكرت في البداية بشأن النماذج الإنسانية المضيئة الموجودة بيننا وحولنا وما أكثرها فقط يجب
إلقاء الضوء عليها ، خاصة من قبل وسائل الإعلام بشتى انواعها لتكون هي القدوة الحسنة لأبناء الوطن ، لاسيما
الشباب منهم ، وفي نفس الوقت ندعم ونساند هؤلاء الأبطال الحقيقيين الذين يجب الاحتذاء بهم.