عبد الناصر البنا يكتب : السودان .. متعة الرقص على الجثث ( 2 : 3 )

عبد الناصر البنا – الفضائية المصرية
أنا فى حياتى ماشفت ولو عشت عمر تانى على عمرى مش ح أشوف ولا هسمع عن ناس فى صفاقة وحماقة الذباب الألكتروني لجماعة الـ إخوان الـ إرهابية ، ماكل هذا الحقد والحنق والكره والغل والتشفى فى الجيش المصرى ، والله العظيم أنتم لو راضعين لبن من “حمارة” ما هتعملوا كده ولا هيكون دا حالكم ، مفيش حد أبدا يعمل كده فى بلده ، وكأن مايجرى فى عروقكم ليس بدم !!
الكل يعلم أن العالم يتابع بقلق التواترات التى تحدث فى السودان الشقيق ، وما آلت إليه الأوضاع هناك ، والجهود الـ إقليمية والعربية والدولية لـ نزع فتيل الأزمة ووقف القتال الدائر هناك ، ونشاهد التحليلات السياسية والعسكرية للأزمة وطبيعتها وتأثيرها على دول الجوار ومنها مصر .. إلخ . لكن رغم التصريحات المتناقضة التى يبثها طرفى النزاع لم نرصد موقف واحد لـ طرف منهم هاج وماج وتشفى فى الطرف الآخر مثل مافعلته جماعة الـ خوان لـ إحتجاز بعض أفراد من القوات المسلحة المصرية فى قاعدة ” مروى ” كانت فى مهمة تدريب لـ عناصر من الجيش الوطنى السودانى !!
هذا الحنق والكره الذى بثته جماعة الـ إخوان الـ إرهابية قوبل بردود أفعال عكسية من الشعب المصرى الذى يمكن أن يقبل أى شىء ، إلا أن يقلل أحدا من قدرات جيشه العظيم ، أو يتهكم عليه ، قد يكون هناك بعض السذج أمثالهم يمكن أن ينطلى عليهم مثل هذا الكلام ، لكن الغالبية العظمى من أبناء الشعب المصرى تنظر بقلق لما يحدث على أرض السودان ، ولم يتمنى أحدا منهم أن تصبح مصر فى يوم ما مثل السودان أو ليبيا أو اليمن أو سوريه والعراق وغيرها من الدول التى فتتتها الصراعات والنزاعات الداخلية .
وحال بال أى مصرى ” أننا نأكلها بدقة ” ولانرى بلدنا تمزق مثل هذا الدول ، ولو عدنا إلى الوراء قليلا عندما أرادت الجماعة الـ إرهابية إبان فترة حكم الغير مأسوف عليه محمد مرسى ، أو مانسميها السنة السوداء التى حكم فيها الـ إخوان مصر ، أنهم كانوا بصدد تكوين جيش موازى على غرار الجيش الثورى الـ إيرانى وأن قائد الحرس الثورى الـ إيرانى ” قاسم سليمانى ” أيضا الغير مأسوف على مقتله فى بغداد ، الذى زار مصر لمرات ، كان مهندس هذا المشروع ، وكان هذا هو المصير المحتوم الذى ينتظر مصر لا محالة لو حاول أى طرف نقل السلطة منهم !!
ذباب الإخوان يبدو أنهم قد عجزوا عن فهم حقيقة الجيش المصرى ، وعقيدته القتالية ، وأن مصر على مر تاريخها لم تكن دولة معتدية ، وفاتهم أن مصر دولة لم ولن تفرط فى أمنها القومى ، وفى عزتها وكرامتها وترابها أبدا ، وأعتقد إن لم يكن الله قد ران على قلوبهم ، أنه ليس ببعيد ماحدث فى ” ليبيا ” عندما زلزل سلاج الـ جو لـ قواتنا المسلحه المصريه الأرض من تحت أقدام تنظيم داعش فى ” درنه ” وكيف حولوا الفجر إلى جحيم عليهم إنتقاما لـ مقتل بعضا من أبناءنا فى ليبيا ، وعندما تعلق الأمر بأمنها القومى فى ليبيا أعلنت أن ” سرت ــ الجفره ” خط أحمر ولم يتجاوزه أحد . ومن قبله وعبر شاشات التليفزيون كيف أحضرت قوات الـ G.I.S هشام عشماوى مكبلا من ليبيا ، ولاندرى متى تفيقوا أو تعقلوا .
والطريف أنه عندما يقع ” جرز ” من جرزان الجماعة فى قبضة الأمن كما حدث مع الإخوانى الهارب ” حسام منوفى ” أحد مؤسسي حركة “حسم” الجناح المسلح للجماعة المتورط مثل غيره فى قضايا جنائية وصادر بحقه حكما غيابيا بالإعدام ، عندما أهبطت طائرته التابعة لـ شركة ” بدر ” السودانية إضراريا فى مطار الأقصر الدولى وتم القبض عليه فى صالة ترانزيت المطار ، ومن قبله مع نائب مرشد الإخوان” محمود عزت ” ، وعندما تتساقطوا كما تتساقط أوراق التوت التى توارى عوراتهم ، تهرعوا إلى دكاكين حقوق الإنسان فى أمريكا وأوربا تولولوا كمن أصابه مس من الشيطان .
نعم مصر قوة عظمى ، ودولة قادرة على أن تحمى أمنها القومى ولها اليد الطولى ، لكنها لاتبطش ، ولاتظلم ولم تستخدم قوتها لتكون دولة معتدية عبر تاريخها ، أبطال مصر من رجال القوات المسلحة كانوا قادرين أن يجعلوا ” عالى السودان واطيها ” كرد فعل طبيعى لـ تصرف أرعن من أحد أفراد قوة الدعم السريع ، وبثه لـ مقاطع فيديو مصورة أعتبرت إهانة لـ بعض من أفراد القوة المتواجدة فى قاعدة مروى العسكرية ، وهى المقاطع التى هللت لها لجان الـ إخوان ، وهو التصرف الذى قوبل بقلق شديد من قبل الشعب ، وبرد فعل غاضب وحاسم من القيادة السياسية التى كشرت عن أبيابها ، وهو ماجعل قائد قوات الدعم السريع حمدان دقلو الشهير “حمدتى” نفسه لـ يعلن عن أسفه لما حدث ، وأن القوة المصرية متواجدة فى مكان آمن .
فى وقت سابق عقد إجتماعا للمجلس الأعلى للقوات المسلحة لـ بحث تداعيات الأزمة فى السودان ، وقد جرت إتصالات على أعلى مستوى مع أطراف النزاع فى السودان ، حذرت الأطراف كافة بضرورة الحفاظ على أمن وسلامة القوة المصرية المتواجده فى قاعدة مروى لـ مهمه تدريب ، وحددت هدنه 72 ساعة لوقف القتال ، وقد هبطت فى وقت سابق طائرات الشحن الجوى العسكرى الـ “سوبر هركيوليز” من طراز C 130 فى مطار الخرطوم ، وعلى رغم الـ ظروف بالغة الدقة والتعقيد ، وبدعم من قوات الـ G.I.S تم إجلاء القوات المصرية التى سبق إحتجازها فى قاعدة ” مروى ” العسكرية وبعضا من المدنيين من أبناء الجالية المصرية المتواجدين فى السودان ، يأتى هذا فى الوقت الذى عجزت فيه دول عظمى مثل ” ألمانيا ” عن إجلاء رعايها ، وقالت صحيفة ” دير شبيجل ” فى خبر عاجل لها إن ألمانيا اضطرت لتعليق رحلة إجلاء رعايا لها من السودان بسبب الاشتباكات بمطار الخرطوم .
إنها مصر .. ويبقى لنا حديث عن أطراف النزاع فى السودان ، والقوى الخارجية صاحبة المصلحة فى السودان سواء أمريكا ـ إسرائيل ـ قوات فاجنر الروسيه ، إضافة إلى مواقف بعض الدول العربية ومنها الإمارات بعد أن أعلنت وكالة الأنباء السودانية الرسميه أن الإمارات إشترت كافه صادرات السودان من الذهب بما قيمته 1.315 مليار دولار فى النصف الأول من العام 2022 .. حفظ الله السودان وحقن دماء أهله .. وللحديث بقيه !!
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.