الذكريات الجميلة لا تنسى وتبقى فى ركن بالعقل ويسجلها التاريخ ولا يمكن أن يعبث بها أحد اوتموت…وعندما بحثت فى ذاكرتى لم اجد اجمل ولا اروع من ذكريات يوم العبور العظيم لجيش الشعب المصري فى العاشر من رمضان…لذلك لا بد من كتابتها حتى لا ننساها ونذكر اولادنا واحفادنا بها…فمصر والتاريخ والعالم باكملة لن ينسى ابدا الساعة الثانية ظهرا يوم الاحد الموافق ٦ اكتوبر عام ١٩٧٣ حيث كان هذا التوقيت لمصر ليس فقط عبور قناة السويس المانع المائى الرهيب الذى اقامته اسرائيل على الضفة الشرقية لقناة السويس بغرض انهاء اى تفكير لدى القيادة السياسية والعسكرية المصرية وقتها فى عبور هذا المانع وايضا ايهام الجندى الاسرائيلى وطمأنته الى استحالة عبور القوات المسلحة المصرية للقناه وقد سمى وقتها بخط بارليف الذى قال عنه بعض الخبراء العسكريين العالميين ان مواصفاته وطريقة بناءه تحتاج الى قنبلة ذرية لفتح الثغرات به حتى يتمكن الجيش المصرى من عبور القناة واقتحامها … وقد استخدمت اسرائيل فى تحصينات هذا الخط كل الوسائل التى تحقق منع العبور للقوات المسلحة المصرية وذلك من وجهة نظرها وصلفها ولم تتنبه لعزيمة الجندى المصرى وارادته الفولاذية والتى تتأصل
بداخله ولا يمكن التغلب عليها … فاستخدمت اسرائيل النقط الحصينة فى تامين جنودها ومدرعاتها واسلحتها فى
حالة هجوم الجيش المصرى او تحقيقه المعجزة بنجاح عبور القناة بان تغلق تلك النقط ابوابها الحديدية على ما
بداخلها لحين وصول الدعم من قواتها المتمركزة فى وسط سيناء … تلك التحصينات من النقط القوية تم بنائها بحيث
يمكنها متابعة قواتنا غرب القناة واستعداداتها وتحركاتها ونواياها مع تحقيق السيطرة الكاملة على كل من يعبر القناة
كما تم احاطتها بالالغام ضد الافراد والمدرعات والاسلاك الشائكه لمنع الاقتراب منها بالاضافة لتجهيزات اخرى امام
تلك النقط عبارة عن مواسير موصلة بخزانات بها نابلم يتم فتحها مباشره على مياة القناة وعلى القوات العابرة لتحيل
سطح القناة لجحيم من النيران … ولكن اسرائيل نسيت اشياء كثيرة جدا منها الروح المصرية الاصيلة التى تحمى
بلدنا الغالى وقت الصعاب والمحن والازمات وذلك بالتفاف كل المصريين حولها لانهاالوطن الذى يأويهم فى حالة
شعورهم بالخطر ومدى ارتباط الشعب بارضه ذات السبعة الاف عام حضارة حيث كان الهتاف واحد وقت العبور العظيم
وهو الله اكبر والجندى المسلم يجاور الجندى المسيحى والدماء تختلط ببعضها لتروى بها ارض واحده يعيش عليها
الاثنين حيث جاور القادة من المسلمين والمسيحين بعضهم البعض فكان اللواء فؤاد عزيز غالى جنبا الى جنب مع
اللواء عبدرب النبى حافظ وكان الفكر للجميع يهدف الى شئ واحد فقط وهو قهر المستحيل الموجود امامهم فى خط
بارليف وايجاد حلول مصرية لتعقيدات عسكرية صعبه ولم تفهم او تعى اسرائيل ان العلم المصرى سيظل يرفرف فوق
ارض سيناء حتى لو غاب عنها لفترة محدوده … لقد كان الزلزال عنيف لاسرائيل فى هذا اليوم الخالد لان الحقيقة
اصبحت مره امام اعينهم بسقوط هذا الخط المنيع واسطورة الجيش الذى لا يقهر وتأكدت اسرائيل وقادتها انه لا يمكن
ايقاف ارادة المصريين … لقد اغفلت اسرائيل شئ مهم جدا هو تصميم الجيش المصرى على استعادة ارض سيناء
بعد ما حدث فى يونيو ١٩٦٧ ونجحت جميع خطط الخداع الاستراتيجى فوجدت اسرائيل طائراتنا المقاتلة فوق مواقعها
تدكها باثقل الصواريخ والقنابل وبدأ جيشها فى الهرولة نحو مخابئهم يطلبون النجده من قيادتهم فى اسرائيل … وفى
لحظات تحولت سيناء الى جحيم من النار تحرقهم وتتهاوى نقاطة الحصينة كلها تحت اقدام جنودنا البواسل … ومازال
عبور الجيش المصرى لهذا المانع الرهيب يدرس فى أكبر الاكاديميات العسكرية العالميه حتى الآن …ولا ننسى
بالقطع التضامن العربى الفعال مع مصر باستخدام سلاح البترول وايضا المساندة القوية من شعبنا العظيم