الكاتب الصحفي عصام عمران يكتب : هوج بول .. وتغييب العقول !! “

الكاتب الصحفي
عصام عمران

ثلاث وقائع أو حوادث مؤسفة وقعت على أرض المحروسة خلال الأيام القليلة الماضية ، ورغم الاختلاف الظاهر فيما بينها إلا أننى أراها تعكس بشكل كبير ما وصلت إليه أخلاق الكثير من أبناء هذا الوطن و سقوطهم فرائس ، ولا أقول ضحايا لذلك العدو الغادر الذى يسعى بشتى الطرق إلى تغييب عقول المواطنين ، لا سيما البسطاء والشباب.

أولى تلك الوقائع أو الحوادث كانت سقوط العشرات وربما المئات من المواطنين – وللأسف معظمهم من المثقفين والمتعلمين – ضحايا لشركة وهمية كانت تدعى منحهم عائدا مادياً كبيرا وسريعا فى نفس الوقت من خلال وضعهم مبالغ مالية معينة في تطبيق أو منصة إلكترونية تدعى ” هوج بول” على أن يتم تحويل المبالغ من خلال إحدى شركات المحمول المعروفة للجميع داخل مصر وخارجها ، وبالفعل قام الكثير من هؤلاء الضحايا بتحويل مبالغ مالية متفاوتة يقال انها تجاوزت مئات الملايين عبر هذا التطبيق حتى كانت الصدمة أو الكارثة واكتشاف أمر تلك الشركة الوهمية وإغلاق التطبيق بعد تحويل غالبية الأموال إلى حسابات خارجية ، والاعحب قيام مسئولى الشركة بتنظيم حفلات وشراء سيارات لزوم اسباغ التمثيلية و إتمام الحبكة الدرامية لخداع الضحايا من الطامعين والباحثين عن الغنى والثراء السريع !! .
الواقعة الثانية الأكثر حزناً وألما ذلك الحادث المؤسف الذي ارتكبه أحد المواطنين بقتل جاره بوحشية لا لشيء إلا أنه عاتبه للتعدى المستمر على والدته ، “والدة القاتل” ، فما كان منه إلا أن عاجله بالضرب بالفأس على رأسه وسط الشارع وأمام اسرته والجيران الذين أذهلتهم المفاجأة ولم يتمكنوا من إنقاذ الضحية.
ونأتى للواقعة الأخيرة التي حدثت تفاصيلها فى أحد الأحياء الراقية بمدينة الشيخ زايد حيث هجم كلب من الأنواع الممنوع استيرادها أو تربيتها فى المنازل وهو مملوك لإحدى الاعلاميات المتخصصات فى برامج ” الطهى” على أحد جيرانها أمام أسرته أيضا واصابه بقطع في أوتار اليدين والقدمين وتم نقله إلى المستشفى وكانت الطامة الكبرى في انتظاره حيث تم حقنه بكمية بينج زيادة مما أدى إلى توقف القلب قرابة نصف ساعة قبل أن يدخل في غيبوبة تامة ومازال حتى كتابة هذه السطور بين ايادى الرحمن.
وكما ذكرت في البداية أن من يقرأ أو يسمع عن الوقائع الثلاث قد يرى أنها مختلفة من حيث الشكل والمضمون ، ولكنني أراها تعكس مدى تغير طباع وأخلاق البعض منا والابتعاد عن الدين والتأثر الشديد بحروب العصر الحديث التى تسعى إلى تغييب العقول وطمس الحقائق وبث الفتن والشائعات، ولعل فى مقدمتها وسائل التواصل الاجتماعي بمختلف أنواعها ، علاوة على بعض البرامج الفضائية و الأعمال الدرامية التي تدعو إلى العنف وتنال من قيم وأخلاق هذا الشعب المستهدف دائما من الداخل قبل الخارج !! .

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.