المستشار عبدالعزيز مكي يكتب: انتبهوا يا سادة الأحرار فالأخطار فوق العادة

المستشار عبد العزيز مكي

قول واحد مؤكد، ليس مجرد ظن: إما أن تحافظ على الوطن، أو أن تعيش شريدا طريدا بلا وطن، والقياس قد فَسَد، فإن كنت تستقبل هنا الملايين ممن شردتهم الفتن الملعونة في كل فصل من كتب التاريخ لأنك الأصل والتاريخ والمربي الكبير والمعلم الأمين منذ البدء، فلا لاجئ هنا ولا نازح ولا مهاجر غير شرعي ولا خيام، وكل من حَل يجد الأهل الكرام والزاد والسكن كصاحب الدار وربما أفضل، والواقع خير شاهد الآن وفيما مضىَ لمن جحد أو من أقر وارتضى، بيد أن هذا لن يكون ميسورا لك في أي مكان لكثرة العدد هنا أو لقلة المدد هناك أو لميراث الاستعمار الذي سرق عقولنا وأموالنا وسَمَمَ مشاعرنا ولَغَمَ منازلنا وكَمَمَم أحوالنا أن تسير للأفضل ولا يزال، فَصُم أذنيك وأغمض عينيك عن نباح الكلاب الضالة، واغنم عقلك والسداد ولا تبيع نفسك في مزاد بئس المزاد، فتضيع وتندم حيث لا يفيد ندم ولا نواح على بلد كان ثم ضاع أو ولد هان.

نشر الكذب البواح وكل آليات الخداع

فتأمل معي أى بلد فى العالم يجيَش له جيش من العملاء اللقطاء لنشر الكذب البواح وكل آليات الخداع في العصر، وإنفاق مئات مئات الملايين من وكلاء الاستعمار الصغار ورثة العار من عُرب ومن عجم على شركات الإعلام الأجيرة

وفتح القنوات الحقيرة خصيصا للحرب على مصر بالباطل والزور ليل نهار بطرق مؤسفه .. استعمار بغير سلاح

كثيرة الأرباح قليلة التكلفة، والمضحك المؤلم أن الناصح لص سكير يتبتل وسط قرع الكؤوس ودَوَار الرءوس،

وأن الأيقونة متعطل شاذ، وأن الغانية ملهمة، وأن القائد المنتَظر مَوتُور.. له في الفشل أوسمة ومشايخ منصر خنازير،

معَمَم ومقَزَم.. ماكينات تكفير نكرات من خلف نكرات حطام، وأتحدى أن يكون لأي منهم جميعا صحبة النشاز إنجاز

حتى في رد السلام، وتأمل معي بسداد البلاد التي لا يتجاوز عدد سكانها أصابع اليد الواحدة أو اليدين بالكاد،

وشعوبها واعية خاوية على عروشها، فلا عجين ولا طحين ولا بنزين ولا دواء، وبلاد نفطية عريقة حيارى

تعاني نقص الغذاء والدواء، ونقص المناعة للفساد تتبارى في تكهين جيوشها

حديث حثيث مغشوش عن العدل والأمان وحقوق الإنسان

وتأمل معي بلادا محكومة بعصابات شِدَاد وأطماع من قَتَل ومن سرق ومن أساء وقطّاع طرق بدرجة رؤساء،

وجيوش مكلومة وحديث حثيث مغشوش عن العدل والأمان وحقوق الإنسان والسخاء المفرط في إرسال السلاح

للقتل والدمار في كل صوب، والبخل المفرط في الإعمار ومساعدة الفقراء وإنقاذ أرواح الأبرياء ٠٠

بلاد جوائر تحللت رطما وتفسخت أو أوشكت، لم تعد دوائر مغلقة محصنة فحتما ستدور عليها الدوائر.

وأنا منكم ومعكم إنسان أحيا على ذات التراب أتنفس ذات الهواء أتحمل مثلكم لم أولد في فمي ملعقة من ذهب،

لا أسعى لكسب أو منصب ولا أتقاضي أجرا لقاء ما أكتب، وليس لي من دون الله سند.. لي كبد تهفو كأي كبد،

ولسان ينتقد نقدا بَنَاء لا أتغاضى، أعشق لُحمَة الأحباب المُطلقة، وأفتدي وطني بدمي وأُبصر غدي بجَلَد

بعقل وألف ألف ألف أذن، وألف ألف ألف عين، وألف ألف ألف ساعد فعسى وطني الواعد بكم في طليعة الأوطان

كما كان في سالف الأوان، فلن يكون للوطن إلا من تربىَ على العزة والكرامة والصرامة والإقدام والوفاء والعمل ليل نهار والصبر بعزة وأمل.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.