الكاتبة الصحفية حنان خيري تكتب : شعارنا في ٢٠٢٣ .. الناس معادن تغربلها المواقف !

الصحفية حنان خيري
في الحقيقة شعرت بسعادة غامرة ونحن نقف على أبواب عام جديد ندعو الله بكل ما نتمناه لتحمل أيامه رحيق الحب و الأمان والترابط والتواصل والراحة النفسية..
نحن نطوي صفحة عام ٢٠٢٢ بكل ما فيها لنفتتح صفحة بيضاء ويبدأ كل منا يكتب سطورها بحبر مشاعره وإرادته ، وما تحمله نفسه وينطق به عقله..
جلست أمام الشاشة لأتابع القنوات وما تبثه بعض البرامج لتغذي النفوس والأفكار بالإيجابية لاستقبال شهور عام جديد .. وبالفعل توقفت أمام لقطة إنسانية شديدة العمق لتأخذني إلي سنوات طويلة مضت وأخذت مشاعري لتقف بين ذكريات أروع مشاعر التعاطف الحقيقي والإخلاص وتضافر القلوب والنفوس بصدق شديد وبلا شوائب أو ضغائن  شوائب .
انتابني شعور غريب كأني فقدت الذاكرة ليعود بي الزمن ويطير خيالي ليستنشق رحيق الزمن الجميل زمن الحب والنقاء و الصفاء الإنساني الذي عشنا فيه وتغذت مشاعرنا على كل المعاني الجميلة الأصيلة الحقيقية في العلاقات الاجتماعية المشحونة بالود والتواصل والحب والاحترام والمشاركة لبعضنا في كل الأمور بشفافية مطلقة..
ومرت اكثر من ساعة وأنا شاردة بفكري..
عندما شاهدت عرض حفلة الفنان سلطان الطرب ” جورج وسوف”  وهو يغني والمرض ساكن جسده ولكنه متماسك بحب من حوله من الفنانين بإخوة وإخلاص وتشجيعه بقلوبهم ليغني ويشاركوه ويبعثوا بداخله طاقة وثقة تطمئنه .. وفي مشهد رائع  وقفت نانسي عجرم وأنغام ولطيفة ونوال الزغبي وصابر الرباعي وبهاء سلطان ووليد توفيق والكثير من الفنانين الذين توسطهم جورج ليغني وهو متكأ على مشايته لتساعده على الوقوف ..
في الحقيقة مهما أصف مشاعري وأنا أتابع هذا المشهد  فلن أستطيع  فلا تكفى أمامه الَمعاني الإنسانية العميقة التى تقتحم القلوب السوية الصادقة المخلصة البعيدة عن الصر اعات والأحاسيس المزيفة .. فمساندة الفنانين لزميلهم وصديقهم بشكل رائع تخلله مواقف طبيعية تلقائية تجعل القلوب ترفرف من السعادة والدموع تنزل من فرحة القلوب بفطرة الله التى فطرنا عليها بصفاء ونقاء النفوس والقلوب السوية.
لذلك كم تمنيت أن يعود الزمن لترجع معه هذه المواقف البريئة التى أفتقدناها وودعناها عندما تقابلنا بالصدفة نقف حائرين أمامها ونتساءل هل معقول مازال في قلوب ناس طيبة كده وبهذه الصورة.. سبحان الله.!! والبعض يبحث ويتحري الدقة ويتساءل هل هذه ألمواقف صادقة أم كاذبة؟؟
الخلاصة.. نحن البشر في حاجة ضرورية للعودة إلي غربلة الناس ونتعرف على معادنهم ونميزها ونضع كل معدن في مكانه.. فالمواقف ضرورية لنفصل بين قلوب أصابها” الصدأ وطوست” وتغير لونها وعادت إلى أصلها.. وقلوب أخرى ظهرت بجمال وروعة بريقها عندما تعبر الأزمات وتشارك من حولها في الأمور الضرورية بكل ما تملك من مشاعر مشحونة بالصدق والعطاء والتواصل الإنساني والإحساس بنبضاتك المتألمة المجروحة أو السعيدة الدافئة ببهجة المناسبة  التى تعيشها.
أخيرا لابد أن نفهم ونتأكد أن الناس معادن.. والمواقف تغربلهم.. نحن بدأنا عام جديد وعلينا تجنب المعادن المزيفة أو القلوب السوداء المشحونة التى تبعث الأحفاد والأكاذيب وتنشر التفكك ألاجتماعي على كافة المستويات بداية من الأسرة و العائلة ثم المجتمع ومع الأسف كل الأدوات متوفرة أمام تسرب هذه المعادن كالميكروبات التى تقتحم الجسد ليمرض ..فهي تقتحم جسم المجتمع وعلينا غربلتهم واستبعادهم.. ونأخذ المعادن القيمة الأصيلة لتنتشر ويعود الخير والحب الصادق بين الناس والترابط والتواصل والشعور بالأمان والاطمئنان بين البشر. القلوب الصافية تلمع وتبعث النور لمن حولها ليشاهدوا كل الأمور بصورة صافية واضحة صادقة..ونحمي الإنسانية بََمعانيها. و يا رب عام ٢٠٢٣ يكون عام غربلة معادن الناس والفصل بين اللامعة المضيئة الحقيقية.. والمظلمة الظالمة المزيفة.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.