مؤتمر “الحد من الضرر” يوصي بتعميق الوعي الصحي للمواطنين .. والتحول لمنتجات منخفضة المخاطر

المؤتمر استضافته دبي ونظمته قناة CNBC عربية

  • د. ريكاردوا بولوسا أستاذ الطب بجامعة كتانيا – إيطاليا: منتجات التبغ المسخن خطوة كبيرة في مجال الحد من الضرر

  • مدير السياسات ببرنامج الحد من الأضرار بالولايات المتحدة الأمريكية: لابد من تشريعات منظمة لتداول المنتجات منخفضة المخاطر بدلا من حظرها

في تحرك جديد يستهدف تخفيض المخاطر الصحية والبيئية التي يمكن أن يتعرض لها الإنسان، استضافت دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة مؤتمر”الحد من الضرر” الذي نظمته قناة CNBC عربية، وبمشاركة العشرات من المتخصصين والخبراء في مجال الصحة العامة والتغذية والنقل البري والبحري بهدف نشر الوعي المجتمعي بأهمية تفعيل هذا المبدأ في كافة مناحي الحياة، وما يمكن أن تقدمه الابتكارات ووسائل التكنولوجيا الحديثة في تحسين جودة الحياة وتخفيض المخاطر البيئة المحيطة.
البداية كانت مع الدكتور أحمد عبد الملك استشاري طب الأسرة في دولة الكويت، والذي طالب بضرورة تعميق الوعي الصحي لدي المواطنين عن طريق توفير المعلومات الطبية الصحيحة من مصادرها المعتمدة، وعدم الاعتماد على أشخاص غير مؤهلين لتقديم المشورة الصحية أو هؤلاء الذين يقبعون خلف أجهزة الكمبيوتر وينشرون مواد ونصائح لا تمت للطب بصلة فتكون العواقب وخيمة على صحة من يتبعون آرائهم، مؤكدا في الوقت نفسه أن إتباع سياسة التجريم لا تأتي بنتائج مرضية في كل الأوقات، فهناك ضروريات تتطلب توفير بدائل اقل ضررا، معتبرها خطوة كبيرة على طريق الحد من الضرر وتخفيض المخاطر.
أما الدكتورة تارا رامبال، استشاري التخدير وخبير الصحة العامة بالمملكة المتحدة، أشارت إلى ضرورة الحفاظ على ممارسة التمارين الرياضية، والابتعاد عن الأغذية الضارة والالتزام بنصائح طبيب الأسرة التي تهدف إلى تحسين الحالة النفسية.
فيما أكد الدكتور ديفيد خياط، رئيس قسم طب الأورام بمستشفى باريس بفرنسا، أن تدخين السجائر التقليدية سبب رئيسي في الإصابة بالسرطان، وغيره من الأمراض، مؤكدا أن التعرض للمواد الكيميائية الضارة الناتجة عن التدخين يعرض المدخن ومن حوله إلى الإصابة بأمراض التدخين، لذلك فإنه يجب العمل على الإقلاع فورا عن هذه العادة، أما من لا يرغبون في ذلك،  فلابد من تقليل المعدلات، واستخدام بدائل أقل ضررا، مطالبا بضرورة أن تتوافق التشريعات الخاصة بمنتجات التدخين مع الأضرار الناجمة عن كل نوع منها. كما وضح أيضاً أن هناك فروقا جوهرية بين تدخين السجائر التقليدية والمنتجات البديلة الخالية من الدخان، حيث أن تدخين السجائر التقليدية يعتمد  في الأساس على عملية حرق التبغ للحصول على النيكوتين، وهذه العملية ينتج عنها دخانا يحمل حوالي ٦۰۰۰ مادة كيميائية ضارة، هي السبب الرئيسي للأمراض المرتبطة بالتدخين.في حين أن منتجات التدخين الإلكترونية وتحديدا منتجات التبغ المسخن، تعتمد في الأساس على إقصاء عملية حرق التبغ ، واستبدالها بتسخينه في درجة حرارة لا تتجاوز ٣٥۰ درجة مئوية.
فيما ذهب ريكاردوا بولوسا، أستاذ بكلية الطب في جامعة كاتانيا في إيطاليا، إلى أن تناول المشروبات الغازية قد يسبب ضررا ولكن يمكن اللجوء إلى أنواع خالية من السكر أو غيرها من المشروبات التي تقلل الضرر، وهناك أغذية ومشروبات قد تؤدي إلى الإصابة بأمراض مختلفة، في حين أنه يمكن تغيرها بأغذية ومشروبات صحية، مؤكداً أن التدخين التقليدي يسبب العديد من الأمراض وقديما كنا نلجأ إلى تقليل معدلات التدخين أو الذهاب للأطباء لتناول الأدوية، لكن لم يؤتي ذلك بنتائج جيدة. غير أنه ظهرت مؤخرا منتجات بديلة للسجائر التقليدية تعتمد على تكنولوجيا تسخين التبغ وتكون خالية من القطران والعديد من المواد الضارة الأخرى، وأرى أنها حلا جيد لمن يفكر في الإقلاع أو من لا يمتلك الرغبة الكاملة في الإقلاع، واصفا إياها بأنها خطوة هامة وكبيرة في مجال الحد من الضرر.
وأكد بولوسا، أن النيكوتين برئ من الأضرار والأمراض الناتجة عن التدخين، فالمواد الكيميائية الناتجة عن الاحتراق والموجودة في دخان السجائر التقليدية هي السبب الرئيسي، في ذلك. مستشهدا بالتجربة اليابانية التي يعتبرها فريدة في هذا المجال، حيث استطاعت تقليل استخدام السجائر التقليدية بنسبة ٥۰٪من خلال المنتجات البديلة الأقل ضررا والتي تم طرحها في اليابان في أواخر العام ٢۰١٤، وبالفعل تراجع عدد المرضى الذين يعانون بسبب التدخين بشكل كبير. كما استشهد أيضا بوجود دراسات وأبحاث علمية في أمريكا وأوروبا أكدت على أن توفير المنتجات البديلة الأقل ضررا من السجائر التقليدية، يساهم في إنقاذ الملايين من الأرواح.
أما، مازن صالح، مدير السياسات ببرنامج الحد من الأضرار المتكاملة بمعهد أر ستريت بالولايات المتحدة الأمريكية، فطالب بوضع تشريعات منظمة لتداول المنتجات منخفضة المخاطر بدلا من حظرها خاصة وأن الحظر لا يأتي بنتائج جيدة على الإطلاق، وهو ما اتفق فيه معه هاري شابيرو، مدير مؤسسة DrugWise, بالمملكة المتحدة، الذي طالب الحكومات التى تحظر تداول منتجات التدخين منخفضة المخاطر بأن تقدم الدليل أولا على أنها ضارة، خاصة وأنها تتيح تداول السجائر التقليدية. مؤكدا أن منتجات التبغ الخالية من الدخان تقلل المخاطر الموجودة فى دخان السجائر التقليدية بنسبة ۹۰٪.
وعن الحد من الضرر على الطرق، قال توماس إدلمان، مؤسس منصة سلامة الطرق في دولة الإمارات العربية المتحدة، أن حوادث الطرق هي السبب الأول للوفاة وأغلبهم من الشباب، لافتا أنه لابد من العمل على وقاية الجميع من العادات الخاطئة، كما يجب وضع قوانين وقواعد ملزمة لضمان السلامة والأمان على الطرق.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.