إبراهيم نصر يكتب: أين المودة والرحمة ؟!

الكاتب الصحفى إبراهيم نصر
الكاتب الصحفى إبراهيم نصر

النغمة النشاز التى يعزفها دعاة الفتنة وخراب البيوت، لا يقبلها إلا من كان فى قلبه مرض أو هو بعيد كل البعد

عن تعاليم الشرع الحنيف، أو هو منفصل عن الواقع وبعيد عن حقيقة العلاقات الزوجية السوية.

إن العلاقة الزوجية يقيمها الحق تبارك وتعالى على السكن والمودة والرحمة، قال الحافظ ابن كثير رحمه الله:

(المودة هي: المحبة، والرحمة هى: الرأفة، فإن الرجل يمسك المرأة إما لمحبته لها، أو لرحمة بها بأن يكون لها منه ولد).

فمن أعظم مقاصد النكاح في شرع الله المطهر أن تسود المودة والرحمة بين الزوجين، وعلى هذا الأساس

ينبغي أن تبنى الحياة الزوجية. قال تعالى: “وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ

مَوَدَّةً وَرَحْمَةً” الروم آية 21.

فيا أيها الزوجة الكريمة ويا أيها الزوج الكريم، ينبغى ألا يغيب عنكما المودة والرحمة اللتين ذكرهما الله تعالى

في الآية الكريمة بين الزوجين.

وعلى الزوجة أن تتأمل في حال أمهات المؤمنين ونساء الصحابة رضي الله عنهم أجمعين لاسيما دور السيدة خديجة رضي الله عنها

مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم، لتجتهد في إسعاد الزوج والأسرة، وسوف تجد أثر ذلك خيرا إن شاء الله،

ولا تستمعى أيتها الزوجة الغالية لذلك النفر الذى لا يريد للأسرة استقرارا، بل يسعى لتفكيكها بدعوى الحرص على حقوق المرأة

وإنصافها من ظلم الرجال. واعلمى أن من أكبر أسباب كسب القلوب البشاشة ولين القول كما جاء عن بعض الصالحين:

“إنما البر شيء هين: وجه طلق وقول لين” فتكلفي هذا البر مع زوجك – حتى يصير لك سجية – فتكسبي قلبه وتنعشي فيه المودة والرحمة نحوك.

هَلْ جَزَاءُ الإحْسَانِ إِلا الإحْسَانُ

بل قبل ذلك كله، وفوق ذلك كله، قول ربنا جل جلاله: “وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ

فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ). فصلت: 34-35.

قال الشيخ ابن سعدي رحمه الله: “أي: لا يستوي فعل الحسنات والطاعات لأجل رضا الله تعالى، ولا فعل السيئات

والمعاصي التي تسخطه ولا ترضيه، ولا يستوي الإحسان إلى الخلق، ولا الإساءة إليهم، لا في ذاتها، ولا في وصفها، ولا في جزائها:

“هَلْ جَزَاءُ الإحْسَانِ إِلا الإحْسَانُ”.

ثم أمر بإحسان خاص، له موقع كبير، وهو الإحسان إلى من أساء إليك، فقال: “ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ”

أي: فإذا أساء إليك مسيء من الخلق، خصوصًا من له حق كبير عليك، كالأقارب، والأصحاب، ونحوهم، إساءة بالقول أو بالفعل،

فقابله بالإحسان إليه.

وإذا كان هذا كله في حق الخلق، فكيف في حق الزوجين كلاهما تجاه الآخر؟، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لوْ كُنْتُ آمِرًا أَحَدًا

أَنْ يَسْجُدَ لِأَحَدٍ لَأَمَرْتُ النِّسَاءَ أَنْ يَسْجُدْنَ لِأَزْوَاجِهِنَّ لِمَا جَعَلَ اللَّهُ لَهُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ الْحَقِّ” رواه أبو داود والترمذي، وهو حديث صحيح.

وإلى كل زوج كريم: ينبغى ألا يغيب عنك قول النبي صلى الله عليه وسلم: “اتَّقُوا اللَّهَ فِي النِّسَاءِ، فَإِنَّكُمْ أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانِ اللَّهِ،

وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللَّهِ ..” رواه مسلم، وماذا فعلت أخى الكريم بوصية النبي صلى الله عليه وسلم، وقد قال لنا:

“اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا” رواه البخاري ومسلم. وقوله صلى الله عليه وسلم: “خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لأَهْلِي” رواه الترمذي

في صحيحه، وقد قال الله تعالى: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ) النساء: 19.

على مثل ذلك تقام البيوت وتبنى الأسر، لا على الدعوات الشيطانية التى تثير الفتن بين الأزواج، ولا تبتغى سوى

المزيد من حالات الطلاق إرضاء لإبليس وأعوانه.

Ibrahim.nssr@gmail.com

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.