منظمة الصحة العالمية تنشر دليلا تعريفيا حول فيروس “جدري القردة”

بعد تسجيل حوالي 70 حالة حتى الآن في أوروبا وأمريكا وأستراليا، نشرت منظمة الصحة العالمية، دليلا تعريفيا حول فيروس

“جدري القردة” الذي اكتشف للمرة الأولى بين البشر عام 1970 في جمهورية الكونغو الديمقراطية لدى صبي عمره 9 سنوات

كان يعيش في منطقة استُؤصِل منها الجدري في عام 1968.

وبحسب المنظمة، ينتمي جدري القردة إلى “الفيروسة الجدرية التابعة لفصيلة فيروسات الجدري”. وتابعت: “هو مرض فيروسي

نادر وحيواني المنشأ (يُنقل فيروسه من الحيوان إلى الإنسان) وتماثل أعراض إصابته للإنسان تلك التي كان يشهدها

في الماضي المرضى المصابون بالجدري، ولكنه أقل شدّة. ومع أن الجدري كان قد استُؤصِل في عام 1980 فإن جدري القردة

لا يزال يظهر بشكل متفرق في بعض أجزاء أفريقيا”.

لكن خبراء آخرون اعتبروا أن انتشار هذا الوباء في أوروبا قد يشير إلى طفرات جديدة أصبحت قادرة على الانتشار خارج البيئات

الاستوائية الماطرة.

ما هى طرق الانتقال؟

وعن طرق انتقال المرض، أوضح الدليل أن العدوى بالمرض تنجم بشكل أساسي جراء “مخالطة مباشرة لدماء الحيوانات

المصابة بعدواه أو لسوائل أجسامها أو آفاتها الجلدية أو سوائلها المخاطية”. كما من “المحتمل أن يكون تناول اللحوم غير المطهية

جيدا من الحيوانات المصابة بعدوى المرض عامل خطر يرتبط بالإصابة به”.

أما عن الانتقال الثانوي (أي من انسان إلى انسان)، ينتقل المرض في المقام الأول عن طريق جزيئات الجهاز التنفسي

التي تتخذ شكل قطيرات تستدعي عادةً فترات طويلة من التواصل وجهاً لوجه، مما يعرّض أفراد الأسرة من الحالات النشطة

لخطر الإصابة بعدوى المرض بشكل كبير.

كما ينتقل بعد مخالطة حميمة لإفرازات السبيل التنفسي لشخص مصاب بعدوى المرض أو لآفاته الجلدية أو عن ملامسة أشياء

لُوِّثت بسوائل المريض أو بمواد تسبب الآفات.

هل هو فيروس مميت؟

لكن المنظمة أوضحت أنه لا توجد حتى الآن أية بينات تثبت أن جدري القردة يمكنه الاستحكام بين البشر بمجرد انتقاله

من شخص إلى آخر.

من جهة أخرى، لفت دليل منظمة الصحة إلى أن “معدل الإماتة بشكل عام لا تتجاوز 10% في الحالات الموثقة التي تحدث

معظمها فيما بين الأطفال. وعموما فإن الفئات الأصغر سنا هي أكثر حساسية على ما يبدو للإصابة بجدري القردة”.

ما هي أعراضه؟

وأضاف الدليل: “تتراوح فترة حضانة جدري القردة (وهي الفترة الفاصلة بين مرحلة الإصابة بعدواه ومرحلة ظهور أعراضها)

بين 6 أيام و16 يوماً، بيد أنها يمكن أن تتراوح بين 5 أيام و21 يوما”.

ويقسم الدليل مرحلة العدوى إلى فترتين: فترة الغزو (صفر يوم و5 أيام)، ومن سماتها الإصابة بحمى وصداع مبرح وتضخّم العقد

اللمفاوية والشعور بآلام في الظهر وفي العضلات ووهن شديد.

أما الفترة الثانية تتمثل بظهور الطفح الجلدي (في غضون مدة تتراوح بين يوم واحد و3 أيام عقب الإصابة بالحمى)

ويبدأ الطفح بالظهور على الوجه في أغلب الأحيان ومن ثم ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم.

وتابع: “يكون وقع الطفح أشدّ على الوجه (في 95% من الحالات) وعلى راحتي اليدين وأخمصي القدمين (75%). ويتطوّر الطفح

في حوالي 10 أيام من حطاطات بقعية (آفات ذات قواعد مسطّحة) إلى حويصلات (نفاطات صغيرة مملوءة بسائل) وبثرات

تليها جلبات قد يلزمها ثلاثة أسابيع لكي تختفي تماما”.

ماذا عن العلاج والوقاية؟

لفت الدليل إلى عدم وجود “أدوية أو لقاحات مُحددة متاحة لمكافحة عدوى جدري القردة، ولكن يمكن مكافحة فاشياته”.

وقد ثبت في الماضي أن التطعيم ضد الجدري ناجع بنسبة 85% في الوقاية من جدري القردة، غير أن هذا اللقاح لم يعد متاحاً

لعامة الجمهور بعد أن أُوقِف التطعيم به في أعقاب استئصال الجدري من العالم. ورغم ذلك فإن من المُرجّح أن يفضي التطعيم

المسبق ضد الجدري إلى أن يتخذ المرض مساراً أخف وطأة.

وللوقاية من المرض، تنصح المنظمة بتجنب المخالطة الجسدية الحميمة للمصابين بعدوى جدري القردة، وارتداء قفازات

ومعدات حماية عند الاعتناء بالمرضى، كما ينبغي الحرص على غسل اليدين بانتظام عقب الاعتناء بهم أو زيارتهم.

كما ترى أن تقييد عمليات نقل الثدييات الأفريقية الصغيرة والقردة أو فرض حظر على نقلها إسهاماً فعالاً في إبطاء وتيرة

اتساع نطاق انتشار الفيروس إلى خارج أفريقيا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.