عبد الناصر البنا يكتب : الإختيار (3) .. دراما تعكس الواقع !!

عبد الناصر البنا – الفضائية المصرية
من بين أكثر من 25 عملا دراميا دخلت سوق المنافسة فى دراما رمضان هذا العام عبر شاشات الفضائيات والمنصات الإلكترونية وغيرها يطل علينا مسلسل ” الإختيار 3 ” كواحد من أفضل الأعمال الدرامية التى تجسد الواقع المصرى فى فترة زمنية محددة ، المسلسل تأليف هانى سرحان وإخراج بيتر ميمي وبطولة نخبه من نجوم الفن المصريين والعرب ” كريم عبد العزيز ، أحمد السقا ، ياسر جلال ، وأحمد عز ، وأحمد بدير ، وخالد الصاوى ، وجمال سليمان .. وغيرهم ، المسلسل من إنتاج الشركة المتحدة بالتعاون مع الشئون المعنوية للقوات المسلحة ، وهو يأتى ليستكمل النجاح الذى حققه العمل فى جزئيه السابقين من لمحات ومواقف تاريخية مثل ” مكافحة الإرهاب” و ” كشف لـ ممارسات جماعة الإخوان” .
ولما كانت الدراما تعرف بأنها فن تجسيد الواقع فالمسلسل إلى جانب ذلك ، هو بمثابة “توثيق” لـ أحداث حقيقية مرت بها مصر ، وخاصة فترة ثورة يناير 2011 ومابعدها أثناء حكم جماعة الإخوان لـ مصر ، المسلسل رسالة لكل أب يريد أن ينمى روح الإنتماء لدى أبناءه ، وهو أيضا رسالة لـ كل من تم ” تغييب” فكره فى الريف والقرى والنجوع ممن ظلوا يرددوا مقولة أن الإخوان ” بتوع ربنا ” وخاصة وأن الجماعة أجادت اللعب على وتر الدين وخداع الناس بإسم الدين وهم أبعد مايكونوا عنه .
لكل هؤلاء أقول بقليل من العقل والفراسة لو وضعت ” البازل” إلى جوار بعضه سوف تكتمل لك الصورة ، وسوف تعلم أن الإخوان لابتوع “دين” ، ولابتوع “ربنا” ، ولا الدين أصلا فى بالهم ، ولا الشعب ، ولاحتى الوطن ، إنما هم أصحاب مشروع بدأ منذ عشرينات القرن الماضى على يد مؤسسها حسن البنا “الساعاتى” حتى يومنا هذا بهدف إلى إقامة الخلاقة الإسلامية .. إلخ .
لما تشوف مسلسل الإختيار 3 تشعر بالفخر أنك تنتمى لدولة بحجم مصر ، دولة لم تغب أجهزتها الأمنية والسيادية عن المشهد طرفة عين ، على عكس ما إعتقد البعض ومنهم جماعة الإخوان ،كانت أجهزة الدولة ترصد “دبة” النملة على أرض مصر ، وتحلل الأحداث وتوثقها لحظة بلحظة لتعلن عنها وقتما تريد .
جاءت ردود الـ أفعال على مسلسل الإختيار 3 منذ الحلقة الأولى ، وأشتعلت الميديا ووسائل التواصل الإجتماعى ، كما إشتعلت اللجان الألكترونية وأبواق الجماعة التى تبث سمومها من الخارج . وهذا يؤكد أن المسلسل جاء ضربه موجعة للجماعة لما حواه من تسريبات بالصوت والصورة لـ إجتماعات قيادة الجماعة السرية التى سوف تذاع تباعا فى المسلسل .
البداية جاءت من الآداء المبهر للفنان ياسر جلال وتجسيده لـ شخصية الرئيس عبدالفتاح السيسى مع التأكيد على أنه إتقان مش طبيعى ، أى يفوق الوصف ، بما يعكس فهمه للدور الذى يقوم به ودراسته جيدا والإمساك به وبكل تفاصيله ، ياسر جلال تصدر الـ تريندات على مواقع التواصل الاجتماعي . لـ انه أجاد الدور وأجاد تجسيد كواليس إختيار اللواء عبدالفتاح السيسى لتولى منصب وزير الدفاع بالقدر الذى جعل خفة دم المصريين تطالبه بأن لايقبل بأقل من كتابة كوبرى بإسمه !!
على الجانب الآخر جاءت ردود أفعال الجماعة ولجانها الألكترونية على التسريبات التى أذيعت خلال المسلسل تثير الشفقه ، عمر واكد على سبيل المثال يراه ” إسفاف ” وقالوا : إن المسلسل باهت ، وقالوا : أن التسريبات مفبركة ، وأيا ماكان الأمر فالصفعة مؤلمة وتحتمل ردود أفعال أكثر وأعنف .
لكن الشىء المؤكد أن التسريبات أكدت على أن الجماعة كانت على علم بالدور “القذر” الذى تقوم به ” قناة الجزيره” وأنها تعلم دعم الجزيرة لما عرف بالفوضى الخلاقة فى المنطقة ، ورغم ذلك دعموها وساندوها ، التسريب أكد أن محمد مرسى لاحول له ولاقوة وسط قيادات الجماعة ، وأن دوره الحقيقى “كومبارس” أو “دمية” يحركها الشاطر وبديع كيفما ووقتما يشاء ، وأن الأمر والنهى فى الجماعة لهما .
كما أثبت كراهية الإخوان ” للسلفية” سياسيا وليس فكريا فقط وأنهم يشعرون بغدرهم ، ولعلنا نتذكر إقالة مرسى للدكتور خالد علم الدين ، عضو الهيئة العليا لحزب النور السلفي ، وأحد أعضاء الهيئة الاستشارية للرئيس ، بعد إتهامه بسبب تقارير رقابية أشارت إلى محاولة استغلاله لمنصبه . وهو ماجعل حزب النور يعيد ترتيب أوراقه وعلاقته بالجماعة ويحاول الدفع بقيادة شابة ” نادر بكار ” يتم إعداداها جيدا لتولى حكم مصر !!
لكن من الواضح أن ” أمن الدولة” كان مع الإخوان لحظة بلحظة وفى غرف نومهم وعلى دراية بملابسهم الداخلية ، وأعتقد أن المسلسل أجاد تجسيد كواليس إختيار اللواء عبدالفتاح السيسى وزيرا للدفاع بعد العملية القذرة التى كان الهدف منها الإطاحه بالمشير طنطاوى والتى تمت بالتعاون مع المخابرات الأمريكيه ضد أبناءنا فى رفح بواسطه عناصر من حماس دخلت مصر ببطاقات مصرية وعدد ممن أفرج عنهم مرسى بعفو شامل من عتاة المجرمين وإغتالوا ابناءنا وقت الإفطار فى رمضان ، ويقظة الجيش لـ مخطط الإرهابيين بالتوغل فى الأراضى الإسرائلية والقيام بعملية ضد الكيات الصهيونى ، وخاصة وانهم يرتدوا زى الجيش المصرى لـ توريط الجيش وأنه يقوم بخرق إتفاقية السلام مع إسرائيل ، وقيام الجيش بالدفع بالمعدات الثقيلة إلى المنطقة (ج) وتراجع إسرائيل . فضلا عن إطاحة الجماعة لـ مجموعة من أكفأ العناصر التى تعمل فى الأجهزة السيادية وعلى الرغم من ذلك ظلوا فى أماكنهم يعملوا بسرية تامه ، ولاننسى محاولة الإخوان تكوين ” حرس ثورى” موازى على غرار الحرس الثورى الإيرانى ، وزيارة رئيس الحرس الثورى الإيرانى لمصر مرات ومحاصرة الصحفيين لمكتب الإرشاد لفضح إنكار الجماعة لـ زياراته السابقة لـ مصر .
“الغدا إمتى؟.. الباشمهندس شكله جعان” تريند تصدر وسائل التواصل الإجتماعى بعد إذاعة الحلقة الثانية من المسلسل وخاصة اللقاء الذى جمع بين السيسي وزير الدفاع ، وخيرت الشاطر عندما طلب من السيسي التعاون معهم في تنفيذ مخططاتهم . وسأله ” أنتم مين بقى؟ “، ويرد عليه الشاطر الذى أجاد خالد الصاوى تجسيده “نحن الإخوان”. بجد ” تحيا .. مصر “
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.