عبد الناصر البنا يكتب : الإعلام فى أزمة

عبد الناصر البنا – الفضائية المصرية
الحقيقة أن الإعلام فى مصر يمر بأزمة وهى أزمة شديدة التعقيد ، بدأت بوادر هذه الأزمة مع الإعلان عن إلغاء وزاره الإعلام ، علما بأن قرار إلغاء وزاره الإعلام كان واحدا من القرارات الصادمه، وأعتقد من وجهه نظرى المتواضعه أنه يعد واحدمن أفشل  القراراتالتى إتخذت فى تاريخ مصر ،
فهل يعقل أن  تكون  دولة  فى حجم جمهورية مصر العربية وماتتمتع به من مكانة فى محيطها العربى والإقليمى والدولى ولا يوجد فيها صوت للإعلام فى الحكومة، أو وزير للأعلام يتحدث بإسم الدولة  ،
وأعتقد أن الرجوع إلى الحق خير من التمادى فى الباطل وخاصة فى ظل فشل الهيئات الثلاث فى ضبط منظومة الإعلام فى مصر .
وأنا أنظر إلى الأزمة التى يمر بها الإعلام فى مصر باغتتنى صوت موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب فى أغنية
تقول كلماتها ” أشكى لمين الهوى والكل  عزالى، أضحكلهم والبكى غالب على حالى “
وأعتقد أن هذه الأغنية جاءت فى الوقت المناسب لأنها حقيقة هى المعبر عن واقع الإعلام فى مصر الآن .
مصر تعانى من ” فوضى ” فى مجال الإعلام وما دفعنى للكتابة فى هذا الشأن عاصفة الجدل الشديدة التى شهدها المجتمع داخل مصر وخارجها بعد تصريحات إبراهيم عيسى
التى تناول فيها التراث الدينى الإسلامى  وحديثه عن معجزه الإسراء والمعراج التى جاءت فى قول الله تعالى
{سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاًمِّنَ المَسْجِدِالحَرَامِ إِلَى المَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ} وهى معجزة إلهية
يؤمن بها المسلمون فى مشارق الأرض ومغاربها ووردت فى كتاب الله وسنه نبيه (ص) وقال عنها إن خادثة الإسراء والمعراج “قصة وهمية”،
وقال أنها لاتستند إلى  “دلائل فى كتب التاريخ والسيرة النبويه “.
والسؤال هنا لماذا تثار مثل هذه القضايا وغيرها فى هذا التوقيت وماهو الهدف منها ومالذى سوف تقدمه للمجتمع ولماذا يفسح الإعلام المجال لقضايا جدلية تثير البلبله فى المجتمع
وقد سبقه فى ذلك إسلام بحيرى ويوسف زيدان وغيرهم ؟ وأى عائد يمكن أن يعود على المجتمع من الإنقسام الذى يحدث ..؟  حقيقة لاأدرى .
أضف غلى ذلك السقطات اليومية التى يقع فيها الإعلام ومايثيره من قضايا تؤكد أننا نمر بأزمة حقيقة “
أن تقول ما تشاء وقتما تشاء بدون ضابط أو رابط فتلك مصيبة، وليست حرية ، لأن الحرية تعنى المسئولية والحرية المطلقةمفسدة مطلقة والمثل يقول :
حريتك تنتهى عندما تبدأ حريات الآخرين وإذا تعلقت الحرية بالوطن فالمسئولية مضاعفة ،مسئولية الكلمة ومسئولية الحفاظ على الوطن وأمنه وإستقراره .
هل نحن فى أزمة أو بصورة أدق هل إعلامنا فى أزمة ؟ نعم .. ومن السبب فى هذه الأزمة ؟ الدولة.
ويخطى من يعتقد أن أزمة الإعلام المصرى والصحافة القومية والإذاعة والتليفزيون .. إلخ هى أزمة بسيطة
أو سهلة
للأسف  هى أزمة مركبه بل وشديدة التعقيد ، قد تكون الدولة طرف فيها عندما تركت الحبل على الغارب منذ الخطيئة الأولى المتمثلة فى إلغاء وزارة الإعلام ولم تعى درس الفوضى التى شهدتها مصر وكان الإعلام اللاعب الرئيس فيها ،
الدولة أهملت عن قصد – أو بدون-  إعلامها الرسمى وتركته فريسة ” للجهل والإهمال والإفلاس وغياب الرؤية “
أضف إلى ذلك التحولات التى شهدها المجتمع والتطور المذهل فى تكنولوجيا المعلومات وثورة  الـإتصالات وما إتاحته  من تقنيات حديثة وأدوات إعلامية جديدة لم يكن من السهل مجاراتها ومواكبتها من قبل مؤسسات صحفية وإعلامية تعمل وفقا للمفهوم التقليدى ،
خاصة وأن هذه التقنيات تحتاج إلى ميزانيات ضخمة وإلى قدرات مالية  كبيرة، وإلى كوادرمهنية مدربة ولديها القدرةعلى إستيعاب هذا التطور .
شأن الإعلام هو شأن قطاعات عديدة فى الدولةأصابها الإهمال مثل” التعليمـالصحةـالبنيةالتحتيةـ الطرق والكبارى ـ المدن .. وغيرها ” وهى قطاعات توليها الدولة إهتمامها الآن ،
ولذلك فهو فى حاجة ماسة إلى خطة عاجلة لوضعه على الطريق الصحيخ من أجل الحفاظ على أمن الدولة وإستقرارها أولا .
الدولة أيضا مسئولة عن ” مضمون الرسالة الإعلامية” بعد أن غابت الرؤية عن الإعلام  وغابت القضايا التى تهم المجتمع والتى تهم المواطن ،
وسادت ثقافة التسطيح والتهميش وتغييب عقول الناس إلى درجة البلاهة والسذاجة وإنتشار الدجل والخزعبلات التى إمنتدت إلى الطب ، بعد ان أصبح ” الإعلان ” هو المتحكم فى مايقدم على الشاشه .
وبعد أن أصبح من يملك المال يستطيع أن يطلق قناة فضائية يقول فيها مايشاء وظهرت على السطخ أبواق إعلامية ساذجة وفجة تسىء للنظام أكثر ماتضيف إليه ،
والعجيب فى الأمر هو السكوت عنها وكأن السكوت علامة الرضا .
مطلوب على وجه السرعه مع الإعلان عن الجمهورية الجديدة تعديلا دستوريا تقتضية المرحله ينص على عودة وزارة الإعلام ، بعد فشل وززارة الدولة للأعلام
ومن قبلها مؤسسات ثلاث منحها الدستورصلاحيات محددة وفشلت فى ضبط منظومة الإعلام فى مصر .
ومن أجل الصالح العام،وحتى يعود الإعلام للشعب ” الذى هو مصدرالسلطات ” وحتى نرتقى بخطابنا الإعلامى وخاصة فى الفترة الحالية التى تشهد فيها مصر تطورا غير عادى ،
لابد أن يعود للإعلام الرسمى ويعود التليفزيون المصرى إلى ريادته الاعلامية ،لابد أن تقف الدولة إلى جانبه ، لابد أن تتبنى الدولة فكر جديد يدير منظومة الإعلام ، قكر يواكب مستجدات العصر  وأدواته ،
لابد من وجود كوادر إعلامية وطنية شابة مدربة كوادرتملك القدرةعلى الابداع والابتكار، وإتخاذالقرارالمناسب فى الوقت المناسب، بعيداعن الروتين والبيروقراطية  والتعقيدات والفوضى التى نشهدها حاليا ..  حفظ الله مصر
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.