يا قلب ارحل الآن …….
إن حل آن الشروق أو الغروب سيان فلا تعاتب وأصفح
إرحل حيثما تشاء النوق .. لا فرق صوب الشرق تجنح أو تجاه الغرب للرحال تسوق
فالدرب ليس محال والمحبوب إنسان فلا تجرح .. إرحل وحطم الطوق
إن كانت الغربان تنعق أو البلابل تصدح .. إن غيث أبو فراس هَما أو شقائق النعمان جفت .. فأسرح ..
أو شوق عنترة نما ورقائق قيس إذ سما سنابل تطرح فلا حدائق بابل حراس قصور ولا الحقائق تجور ولا السور العظيم مسرح .. ولا الأهرام منازل نوم .. ولا النجوم نوازل .. ولا الصرح وإن مال عازل عن الأهوال .. ولا الحال يدوم
ولا الأبراج تُطل حيث محل التاج الحبيس .. ولا إبليس ينصح ..فأعلم بأن الليل سُتره ، وتعلم ألا تتكلم لفتره ..وأنهل الشهد من رحيق الأسرار وإن الفنار أظلم .. فلا تندم ولا تترح وتقدم
فليس القادم أسهل ، وإن تصادم أهل الدار فلا تقدح فإصغ ملياً وإسترجع في الخواتم تاريخ الطائي حاتم
الذي بذل فأجزل .. وذهب وما بحث ومكث في التاريخ للبذل مرجع .. فسر ببر علانية وفى السر وأحسن لست مُحسِن بإحسانه يغتَر
لكنه الإنصاف صائب من السويداء وفى الشِغاف بحُسن النية لا هجر فيه ولا إرجاف
نابه غير آبه بسوء ظنٍ بلوم لائم خائب الظن يتكلم لم يتعلم أن الوفاء واجب وأن العطاء للشر حاجب وأن الفاعل يُسَرُ كالصاحب .. بل أكثر
وأن الإعراض عند اللجاجة في الطلب ليس حرمان وأن السكوت في معرض الحاجة جد بيان
وأن الرجوع ليس خضوع إن كان الود سانح لم يُستباح وأن صفاء الأرواح لا تحجبه الغيوم ولا تضربه الشمس فلا أنت الآن أنت البارح ولا اليوم كالأمس .
