( رِفْرافَة ) .. قصيدة للشاعر محمد المنشاوي

 من قَبْل قَبْلُه بشَهَرْ لمُّوا الوَرَق ألوان ،
 قصُّوا الورق بناطيل ،
 جابوا العجينة فْ طَبَق ،
 وحسين عليه الفِتَل ويَّاها لوح مسامير
من كل رُزْمِة وَرَق عملوها عُقْد كبير
 طلعوا سلالِم خَشَبْ علشان يرصُّوا العقود
بالطَّبع بعد العَصِر رَقَصِتْ ما بين لِحْطان
 كمان عِيال البَلَد بيحضَّروا الفوانيس
  أشكال كتيره بشَمْع بتنوَّر الضَّلمة
 ونبُص نلقى البلد بعد العِشَا والْعه
 ساعِتْها تِصبح عَجَبْ تقولش نورها باريس !
 شايف دا عمِّي الحَسَنْ بيطبَّق السُّنَّة
  صايم من اوَّل رجب ، صايم تنين وخميس
 أُمِّي دي طول السَّنة بتجمَّع الغلَّة
 عمَّال تربّي فْ طيور مَعْرَفْشِ ليه لامَّة
 عَ السَّطْح تلقى البَلَح مِتْعَدِّد الألوان ،
 والسَّمنة بلدي فْ عِلَب نايمه في حِتَّه أمان
 لمَّا انا شوفت العَجَب قوم قُلْت أسألها
 وبسرعة ردِّت وقالت : أُسْكُت دا زاد رمضان
 متولِّي جايب طُوب ضاربُه في قلب الغيط
 عمَّال بيبني فْ دواير من غير ميزان ولا خيط
 طوب نَيّ مش محروق ، طِينَه ما راحش قمير
 بعديها حَط الصَّواني جرَّب في نفس اليوم
 أتاريه هيعمِل كُنافة للنَّاس في شهر الصوم
 الخلق متجمَّعة قدَّام شاشات وشاشات
  المُفتي قاعد وساكِت دلوقتي يعلنها
 أهو قام يقول كلمته ، يا رب بُكْرة صيام !
 خَطَف القلوب ويَّاه خَدْها يفرَّحها
 وفْ لحظة بَشَّر وقال : صوموا دا بان الهلال
 – جِهِز الفِطار يا ولاد ؟
 – اصْبُر علينا شِوِيّ
 هنحمَّر اللحمات والرُّز لسَّاه نَيّ
 – فاضِل دقيقة ونُصْ دا اتأخَّر المدفَع
أطلع لحَدِّ الباب ألقى الأدان أرْجَع
أغرب طقوس رمضان سمُّوها ” رِفْرافَة “
 عادة وبقالها زمان دي خَدوها من لِجْداد
 قال لازِم أوَّل يوم تاكلوا لحوم يا عباد !
 صابر فؤاد عمِّنا بيلِف آخرِ الليل
ماسك في إيده العَصا ينقحبها الطَّبْلة
تسمع ودانَّا نقوم ونحضَّر الوجبة
 باقي شهور السَّنة بينادي ع الضَّايع
 عنْزَه قرونها طوال شارده من اصحابها
 تايهه بقالها يومين حلاوتها خمسة جنيه
من حِكْمِتُه “هوَّ” يهدي العُصَاة بالصُّوم
 يدِّي الفقير الغني من جيبه بالمِيَّات
  حتَّى اللي ما ركعهاش بقى يجري ع الصلوات  ،،،
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.