( أُفُولُ البَدْرِ ) .. قصيدة للشاعر محمد المنشاوي

 ذات ليلةٍ من ليالي الزَّمْهَرير

 وكان البردُ فيها مُنقَطِعَ النظير

 رأيتُ البدرَ أبْصَرَهُ فؤادي

رأيتُ البدرَ في زيٍّ حرير!

 ذُهِلْـتُ ،

  وجُلتُ في أعماق فِكْري

   أُنَقِّبُ فيها عن جُرحِ خطير

  أهذا البدرُ مَنْ تَرْمُقْهُ عيني

  تُراهُ حُبِّي الأوَّل والأخير ؟!

 عَجِبْتُ من قَدَمَيَّ تحمِلُني إليهِ

 وأنَّني مُلْقي السلامَ على الأمِير

  فويلُ الحُبِّ يمحو كُلَّ بُغْضٍ

   ويُنسي العاشِقَ الكأسَ المرير !

    فلمَّا كلَّمَتني من فاهٍ صغير

  وحَدَّقَـت

  بعينِها في أدمُعـي

 ترنَّحَت جوارحي وكِدْتُ أن أطير

 في لهْفَـةٍ

  صاحت وقالت : مرحبًا

  – أهلاً بحُبِّي صاحبِ القلب الكبير

 – لو أنِّي حُبَّكِ ما هَجَرتِ محَبَّتي

 صرتِ إلى مَنْ شابَهَ الخَفير

  أفضل منِّي في القسامة والحِجا

  أمْ طَمَعًا في مالِه الكثير ؟

  أنا لستُ حُبَّك امرأةُ العزيز

 أنا لسْتُ حُبَّكِ صرخة من الضَّمير

– إليكَ عَنِّي إنَّ زوجي قد أتى

 ولن أُخْبِركَ عن سوء المصير

 – توًّا سأغربُ عن وجْهٍ ضرير

   قبل الفِراقِ إنَّ لي تساؤلاً :

  أتخافينَ زوجَكِ ذلك الوغدُ الحقير ؟

 – وكيف لا وقد بات مَصيري

  فالخوفُ كُلُّ الخَوفِ من زوجٍ ( يَغير )

 – عَرَفْتُ الآنَ أنَّ مِلكَكِ أوجُهًا

  وقد كَشَفْتِ اليومَ عن وجْهٍ كَشِير

 فلن ألومَ النَّفْسَ في نَسْيِكِ

 وسوف أحْمَدُ الرَّبَ القدير

  فقد أيقَنتُ أنَّ الحُبَّ يَفْنَى

 وأنَّ المرأةَ من ضلعٍ قصير

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.