الأزهر والإفتاء يدينان الهجوم الإرهابى على مسجد فى قندهار جنوب أفغانستان

اعرب كل من مشيخة الأزهر الشريف، ودار الإفتاء المصرية  عن إدانتهما الشديدة للتفجيرات الإرهابية الغادرة، التي استهدفت المصلين الآمنين في بيت من بيوت الله بمدينة قندهار جنوب أفغانستان، وراح ضحيتها عشرات الآمنين وأصيب آخرون.

وأكد الأزهر أنَّ اللعب على وتر اختلافات المذاهب الإسلامية واستغلاله لإراقة الدماء وترويع الآمنين هو خيانة لتعاليم الإسلام

التي دعت إلى اعتماد الحكمة والموعظة والجدال بالحسنى في الدعوة إلى الله،

وشدد الأزهر على أن هؤلاء الذين يقتلون المُصلِّين في بيوت الله ومساجده باعوا دِينَهم بثمن بخس في الدنيا، وسوف ينالون عقابهم الأوفى في الآخرة.

يستغلون الخلافات بين مدارس الفكر الإسلامي لبث الفُرقة

واضاف الأزهر: إن رُوَّاد الفتنة في ميادين السياسة يستغلون الخلافات بين مدارس الفكر الإسلامي لبث الفُرقة والفتنة بين صفوف المسلمين، ويتناسون أن هذه المذاهب الإسلامية عاشت جنبًا إلى جنب في كنف الإسلام ما يزيد على 14 قرنًا من الزمان.

وتمنى الأزهر الشريف على هؤلاء الذين ضلُّوا السبيل أن يعودوا اليوم قبل الغد إلى فتح قنوات الحوار، وإلى الأُخوَّة التي أكَّدها القرآن الكريم في قوله تعالى:

{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}، وأن يتجنبوا الولوغ في الدماء، والعبث بحُرمات الله ومَحارمه.

وتقدم الأزهر الشريف بخالص العزاء إلى الشعب الأفغاني في ضحايا هذه التفجيرات الإرهابية، داعيًا المولى – سبحانه وتعالى – أن يتغمد الضحايا بواسع رحمته، وأن يرزق أهليهم وذويهم الصبر والسلوان، {إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}.

الاعتداء على النفس البشرية من أكبر الكبائر

ومن جانبه أدان الدكتور شوقي علام مفتى الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء فى العالم- هذه العمليةَ الإرهابية الدنيئة.

وأكد المفتى أن الاعتداء على النفس البشرية من أكبر الكبائر، بل إن الله سبحانه وتعالى جعل حرمة دم المسلم

أشد حرمة من هدم الكعبة المشرفة التي هي قِبلة المسلمين، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم:

“لأن تهدم الكعبة حجرًا حجرًا أهون على الله من أن يراق دم امرئ مسلم”.

جماعات التطرف والإرهاب لم تراعِ حرمةَ دماء الأبرياء

وأضاف مفتي الجمهورية: إن جماعات التطرف والإرهاب لم تراعِ حرمةَ دماء الأبرياء، ولا حرمةَ بيوت الله التي يجتمع فيها الناس ليتعبدوا إلى رب العالمين، ويقيموا الفريصة، فهم بذلك يصدون الناس عن بيوت الله ويسعون في الأرض فسادًا، فيحق فيهم قول الله سبحانه وتعالى:

(إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ

أَوْ يُنفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) [المائدة:33].

 

وطالب المفتي المجتمع الأفغاني بأن يقف أفراده صفًّا واحدًا في مواجهة التطرف والإرهاب، وأن يوحدوا الجهود

من أجل القضاء على هذه الجماعات التي تنخر في الأوطان، وتسعى إلى زعزعة الأمن والاستقرار في البلدان.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.